رسالة إلى كل سائق/ة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…..تحية مباركة…..لجميع الخلان من قريب ومن بعيد، أبعث رسالتي هذه لكل بيت، أينما يكون، وإلى كل أب وأم , ثم لجميع أفراد العائلة ومن بعدهم المجتمع بأكمله وهكذا لعل الله يرحمنا، ونحن كأفراد ثم جماعات نحاول من خلال المشاركة والإعلام توعية الجميع، أما بعد؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ))
يقول الله عز وجل: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (23) 
هذه النصوص من الكتاب والسنة التي تحض على التوكل، فأنت مأمور بالتوكل، وتوكلك مرتبط بإيمانك، وبالأخذ بالأسباب. ولكن أدق شيء في هذا الموضوع أن التوكل من عمل القلب، وليس من عمل الجوارح، ولكن الذي لا يعمل، ولا يأخذ بالأسباب، ولا يتقي الأخطار بدعوة أنه متوكل، فهذا ما فهم التوكل إطلاقاً،

عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ” من هنا نستنتج بأن نأخذ بالأسباب، فقد ميزنا الله عز وجل عن باقي الكائنات بالعقل والتفكير، ثم إدراك الأمور ثم اتخاذ القرار المناسب.

إذ طالما فهمنا أنه هناك ما يسمى بالإدراك، والعقل لتميز الأمور، الخير من الشر، الصح من الخطأ، الحلال من الحرام، لماذا نعمل العكس (ليس في هذا المقال نخوض النقاش بهذه المسألة !! عذرا).
ففي كل يوم نسمع عن حوادث طرق وإصابات صعبة ومنها للأسف موت، وللأسف أصبحت الحوادث شيء لا يتجزأ من برنامجنا اليومي، لا يمر يوم إلا ونسمع تلك الأخبار الصعبة بأن فلان توفي بالحادث، والأمّر من ذلك أن أكثر الحوادث هي في مجتمعنا الطيب بأصله، العربي، لماذا ؟ الإجابة صعبة حسب رأيي، لكن يا ترى كم منا فهم معنى التوكل على الله والأخذ بالحسبان ؟
كم منا يمشي بشوارع القرية بالسرعة القانونية، مع أخذ بالحسبان، السرعة المعقولة هي أقل من المسموحة بالقانون . كم منا يراعي الأطفال الذين يلعبون بالشارع حتى ولو أن ذلك غير صحيح؟ كم منا يحترم إشارة قف بالليل المتأخر أو عند الإشارة الحمراء ؟ حسب رأيي من هنا يبدأ النظام والإنضباط النفسي. وللأسف أرى شباب بالقرية يقودون سياراتهم بسرعة جنونية ، لماذا من أجل العنترة أو بسبب تأثير الأصحاب ؟

أرى أن الشباب وللأسف يقطعون الدوار بشكل غير قانوني وبسرعة جنونية أيضا، لماذا أخي السائق لا تخف على حياتك وعلى حياة الآخرين ؟ ألهذا السبب تعلمت السياقة ؟ ما ذنب الأم والأب في البكاء بسبب غلطة سائق متهور !
مرة أخرى نحن بحاجة لإنضباط النفس بالفكر، واتخاذ القرار السليم، الأكثر مناسب ثم التوكل على الله، لا يجوز ان أقود بشارع 6 بسرعة 180 وأقول أتوكل على الله، وكل سائق يعمل هكذا يلقي بنفسه للتهلكة والله حرام.

أخي السائق أينما كنت سواء بالقرية أو خارجها إذا توكلت على الله بالشكل الصحيح بجوارحك وعقلك وأخذت بالأسباب، بعد مشيئة الله لن يضرك مكروه. أنا أوجه ندائي من خلال الموقع إلى كل الأهالي، أئمة المساجد وإدارة المجلس أن يعملوا على تحذير وتوعية شباب المستقبل (الكلام موجه أيضا للنساء، لا افهم كيف تقود المرأة بالقرية والتلفون على أذنها ، الولد باليد واليد ثانية سائقة، الله اكبر ولله الحمد – أحيانا الشباب والرجال لا يعملون ذلك !! أيضا أنت أيتها الأخت …. الطفل بين يديك أمانة وكلنا جميعا مسؤولون أمام الله عز وجل عن الأمانة، ثم عن الفعل والقول.

أخوتي بالله من قريب ومن بعيد…. يوما عن يوم تزداد المحن والمآسي بالمجتمع العربي، يوما عن يوم نسمع عن حوادث طرق، والله أعلم لو تأملنا قليلا لمنعنا ذلك الحادث، مثلا عند إشارة : قف وأعط حق الأولوية.
الإنقياد للقوانين مهم جدا من أجل سلامة الجميع، من هنا حاولت ولو بلمحة التوجه إلى الجميع للعمل على التوعية في مجال السياقة وهذا لا يقل أهمية عن البحث أو دراسة موضوع آخر، ففي كل بيت يوجد على الأقل سيارة واحدة، بمعدل 2-3 سائق بكل بيت .
أتمنى للجميع الخير والسلامة بمشيئة الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بقلم المحامي رياض مصاروة – كفرقرع

صورة توضيحية