الحرية

تاريخ النشر: 12/12/15 | 15:48

لو تأملنا في الماضي للحظه فنرى بأن الحرية هي جزء من صفات المسلم ومن أعماله أيضا ، فالمسلم والصحابي الجليل كان لا يهاب الموت طالما هو في سبيل الله وفي مرضاة وطاعة الله أيضا .
“الحرية” حقاً من الحقوق الطبيعية للإنسان، فلا قيمة لحياة الإنسان بدون الحرية، وحين يفقد المرء حريته، يموت داخلياً، وإن كان في الظاهر يعيش ويأكل ويشرب، ويعمل ويسعى في الأرض. ولقد بلغ من تعظيم الإسلام لشأن “الحرية” أن جعل السبيل إلى إدراك وجود الله تعالى هو العقل الحر، الذي لا ينتظر الإيمان بوجوده بتأثير قوى خارجية، كالخوارق والمعجزات ونحوها قال تعالى:((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ))
فقد نرى الحرية على أنواعها مثل، حرية التنقل، حرية المأوى والمسكن، حرية التملك، حرية التعليم، حرية التعبير عن الرأي .
وحسب رأيي يكتمل كل ذلك بحرية الشخص طالما تلك القاعدة لا تناهي قوانين الكون والأهم من ذلك القوانين الربانية .
الحرية حق مكفول لجميع الناس , فالله تبارك وتعالى خلق الإنسان ومنحه حرية اختيار العقيدة والدين وحرية التعبير عن الرأي وحرية التصرف، نقتصر ذالك بهذه الآية : قال تعالى : \” وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) سورة الكهف .
فالحرية: هي الإباحة التي تمكن الإنسان من الفعل المعبر عن إرادته، في أي ميدان من ميادين الفعل، وبأي لون من ألوان التعبير.
فَلَو نظرنا إلى مزايا التعبير والتفسير عن الحرية وبالذات التعبير عن الرأي ، والنقاش كما كان يفعل السلف الصالح لما اختلفنا بذلك وكل منا ناقش وأبدى رأيه بشكل صريح ، واضح وبدون خجل والأهم من ذلك لا يناقض القوانين الربانية ، فَلَو تأملنا مرة أخرى التعبير عن الحرية وعمادها في الإسلام ، :
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم أعمدة حرية التعبير في الإسلام، وهو لا يقتصر. كان الرسول والصحابة في عهد الخلافة يستمعون إلى آراء غيرهم من المسلمين وحتى غير المسلمين، فقد كان عمر بن الخطاب يستشير غير المسلمين في الأمور التي هم خبراء فيها وكان أيضاً لا يقصر مشورته على الشيوخ بل يلجأ إلى الشباب ويستشيرهم على الرغم من هذا فإن في الإسلام قيود على حرية التعبير، ويمكن تصنيف هذه القيود إلى نوعين من القيود هما: القيود الأخلاقية والقيود القانونية.
التعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.المادة 19 من الإعلان العالمي
الحرية شمسٌ يجب أن تشرق في كل نفسٍ، فمن عاش محروماً منها عاش فى ظلمة حالكة يتصل أولها بظلمة الرحم وآخرها بظلمة القبر.
من هنا بأن واجبنا الديني التعبير عن الرأي والنقاش بالأمور بشكل صريح وسليم ، والهدف من ذلك النقد والنقاش البناء ، من أجل الوصول إلى حل سلمي أو اتخاذ قرار الأكثر مناسب والأصح ، لا يجوز أن نفهم الأمور بشكل سطحي فقط وكيفما يشاء المرء لوحده ، العكس نحن بحاجه للرأي والنقاش المتبادل القائم على احترام الذات ، احترام الأفراد والتأني بالحكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بقلم المحامي رياض مصاروة

صورة توضيحية

10

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة