لحظة تحوّل…

تاريخ النشر: 21/05/11 | 10:00

لحظة من لحظات حياتي يصعب على العقل استيعابها، فقد حوّلت السّعادة الى تعاسة، والأبيض النّاصع الى أسود حالك، والخير جعلته شرّيرا، والكريم جعلته بخيلا، والحبّ كسرته الضّغينة، والعلم داس عليه الجهل.

ماذا حدث بهذه الدّنيا وزينتها؟، ماذا جرى لأمّتنا واهلينا؟، لماذا لا نتكلّم؟، واذا تكلّم أحدنا وتفوّه بكلمة واحدة، يحرم من الحرّية، لماذا؟

لأنّه تجرّأ ولفظ كلمة الحقّ، لم يحتمل أن يدوس الباطل على كرامتنا وشهامتنا.

كيف حصل ذلك؟ كيف؟، نرى النّاس يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، نرى الأطفال يقلّدون آباءهم وأمّهاتهم لأنّهم لا يميّزون بين الخطأ والصواب، بين الصّالح والطّالح، فماذا يفعلون؟.

فليقف كلّ منّا للحظة، ويطرق مليّا، أهو انسان سقيم أم سليم؟، هل يملك قلبا بلون الثّلج أم قلبا بلون الفحم؟.

ألأنسان السّقيم هو الأنسان الّذي لا يملك ضميرا يأنّبه، وقلبه لا يشمّ رائحة الايمان بتاتا، فكيف سيستطيع أن يعيش بدون أن يتنفّس؟!

فالايمان هو الحياة، هو الّذي يشرح الصّدور، ويطهّر النّفوس العليلة.

كم منّا وافته المنيّة وهو في ريعان شبابه؟، وكم منّا لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يسمع حراما أو يأكل حراما أو يتكلّم في الحرام؟.

ما نوع المرض الّذي أصاب أمّتنا؟، وما نوع الحشرات الّتي تفسد قلوبنا وعقولنا؟، هل هناك تفسير لما يحدث؟، بالتّأكيد لا، والجواب معروف.

يا أيّتها اللحظة المحتالة، لقد بلغ السّيل الزبى، وعيل صبري، لقد تحوّلت حياتي الى جحيم ملتهب، وأصبحت حياتي دمية بين أيدي الأشرار والملحدين، ليجعلوا من حياتي طعاما للذّئاب.

أخي المسلم، متى تغضب؟، عندما يضيع ابنك الصّغير بضعة من القروش، ترغي وتزبد حتّى تنفذ طاقتك، لكن اذا أضاع ابنك دينه وأخلاقه فلا تغضب، بل تنظر اليه نظرة من طرف العين، لأنّها من باب الواجب.

ها انا انطق كلمة حق وصدق، فمن منكم سليم ليتفهّمني ويشجّعني، ومن منكم سقيم ليشتمني ويضربني؟!.

أخيرا وليس آخرا، من أحبّ الله بصدق في الدّنيا فاز في الآخرة، ومن كفر به فقد نال عذاب جهنّم وساءت مصيرا.

بقلم الطالبة: ميسون أنور طيارة ,الحادي عشر- الثانوية كفر قرع

‫11 تعليقات

  1. الخير موجود في مجتمعنا… معظم عناصره تسير في دروب الخير والمحبة.

    قسم قليل منه يعيش في ظلام وجهالة.

    علينا تعميق الوعي والثقافة …لنمي الامة بالاخلاق الفاضلة عملا وقولا..

    الثقافة الدينية والايمان يحصن الانسان ويحثانه الى السلوكيات الحسنة.

    جميل اسلوبك في الكتابة..سلمت اناملك والى الامام.

  2. نعم! علينا ان لا نعيش وهما على درب الخير,,وانما نتخذه واقعا نحيا به,,لنصل الى اعلى درجات القمة وليس القمة بذاتها!
    لنحيا، ونكون ما نريد ان نكون نحن لأنفسنا، وليس ما يريده الاخرون لنا!

    كلمات نابغة، رائعة…
    سلمت اناملك عزيزتي…التفوق والنجاح أتمناه لك!

  3. كلماتك جواهر … يسلم ايديك يا اختي وان شاء الله الله بوفقك …
    وبتصيري شاعرة زي محمود درويش …
    لا شيء في الدنيا يعادل الجلوس على المكتبة والكتابة …!

  4. الحياة ليست صعبة ولكن يجب ان يكون من يفهمها..:P

  5. اجعلي لونك ابيض دائما فالدنيا ما زالت بخير

    عزيزتي : تفاءلوا بالخير تجدوه

  6. سلمت اناملك الطاهرة يا ميسون..اقول لك .. ما زال الخير في امتنا ما دام هنالك شباب وفتيات بمثل عزيمتك.. وها انت تثبتين لنا انه ما زال هنالك اناس صالحون.. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر…
    لا فض فوك.. وادامك الله عزا وفخرا للأمة الاسلامية..

  7. تحياتي لكِ صديقتي … ادامكِ الله عز وجل … ما زال الامل موجود اذا تفوه كل فردًامنا بتلك الكلمات ..

  8. لو كان كل امتنا بمثل وعيك لكنا نحيا بالف خير
    باركك الله
    لكن الخير موجود,فلا تجعلي التشائم حليفك ,عسى الله ان يحفظك

  9. بارك الله فيكم جميعا على تعليقاتكم وكلامكم الجميل والرائع
    اشكركم جميعا وجزاكم الله كل خير وجعل ذلك في ميزان حسناتكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة