دراسة: علاقة وطيدة بين البدانة وأنواع معينة من السرطان

تاريخ النشر: 07/07/13 | 4:33

ثبت طبيًا أن البدانة ترتبط بمرض السكري ومتاعب القلب ومشاكل صحية أخرى. لكن دراسة جديدة توصلت إلى أن الوزن الثقيل يزيد خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، بينها سرطان المريء والقولون والمستقيم والبنكرياس، إلى جانب سرطانات أخرى. كما اكتشف الباحثون سبب ارتباط البدانة باحتمالات الإصابة بسرطان الكبد، إذ وجد الباحثون أن البدانة تحدث تغييرات جذرية في بكتيريا تعيش في الأحشاء، متسببة في إفراز مواد كيمياوية تتلف الحمض النووي وتؤدي إلى نشوء أورام خبيثة. وأوضح فريق من الباحثين اليابانيين، برئاسة إيجي هارا، من مؤسسة أبحاث السرطان في طوكيو، في دراسة نُشرت في مجلة نايتشر العلمية، كيف استحثوا سرطانات في فئران اختبار، بإعطاء صغارها حديثة الولادة مادة مسرطنة تسبب أنواعًا مختلفة من الأورام.

ثم قام الباحثون بإطعام نصف الفئران غذاءً اعتياديًا، ونصفها الآخر غذاءً دسمًا. فأُصيبت جميع الفئران التي أُطعمت غذاء دسمًا بسرطان الكبد، في حين أن الفئران التي تناولت غذاء اعتياديًا لم تُسجل أي إصابة.

في اختبار منفصل، أعطى فريق الباحثين المادة المسرطنة نفسها إلى فئران بدينة وراثيًا لم تُطعم غذاء دسمًا.

فأُصيبت هذه الفئران أيضًا بأورام خبيثة، في مؤشر إلى أن البدانة، وليس الغذاء بحد ذاته، هي سبب الإصابة بالسرطانات.

استخدم الباحثون إشارة حياتية مضيئة لرصد مادة كيمياوية في الفئران، تؤدي إلى تعطل الخلايا مع تقدم عمر الأنسجة، فوجدوا أن هذه المادة تكثر في الفئران المصابة بسرطان الكبد. والمعروف أن للخلايا الهرمة علاقة بالسرطان.

واكتشف الباحثون في تجارب لاحقة أن بكتيريا معينة في الفئران البدينة تفرز حامضًا صفراويًا اسمه حامض ديوكسي كوليك deoxycholic acid يتلف الحمض النووي، ويؤدي إلى هرم الخلايا.

وأسفر علاج الفئران بمضادات حيوية للقضاء على البكتريا التي تنتج الحامض الصفراوي عن انخفاض معدلات الإصابة بسرطان الكبد. وقال الباحثون: "من الواضح أن ارتفاع مستوى هذا الحامض الصفراوي الذي تنتجه بكتيريا الأحشاء يقوم بدور أساسي في تحفيز الإصابة بسرطان الكبد المرتبط بالبدانة".

وكتب بيتر ترنبوغ وسوزان ديفكوتا، الباحثان في جامعة هارفرد، في دراسة منفصلة، أن عمل الباحثين اليابانيين يؤكد وجود علاقة بين حامض ديوكسي كوليك وسرطان الكبد.

وقالا إن دور الحامض في الإصابة بسرطان الكبد بالارتباط مع البدانة يعني "أن قراراتنا على مائدة الطعام يمكن أن تُترجم إلى آثار كارثية على صحتنا، إذا كانت تؤدي إلى الشراهة".

وتشكل الدراسة الجديدة حلقة في سلسلة من الأبحاث، التي تبيّن كيف أن البكتيريا التي تعيش داخلنا تؤثر في صحتنا سلبًا أو إيجابًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة