ما بين كأس العالم والفيس بوك والحركة الإسلامية

تاريخ النشر: 22/11/15 | 20:42

لا نُنكِر حقيقة إدماننا في غالب الأمر على بعض الظواهر والعادات والأكَلات والّلباس، ومتابعة
كأس العالم والتواصل الإفتراضي (على الفيسبوك)، وأحياناً كثيرةً إدماننا على مُسَلّماتٍ وعقائد وفِكرٍ وعادات، لا نسأل أنفسنا بالغالبِ عن حقائقها أو ضرورتها وتَبِعاتها وكيف تورِّثتها الأجيال جيلاً بعد جيل، وكل ذلك خوفاً من أن نكتشف (أحياناً !)
سذاجتنا مع أنفسنا في مُتابَعَتِها والوقت الذي
نَحرِقُة ونحن نُمارِسُها، فَنَحكُمَ حينها على أنفُسِنا بِتَركِها (أو على الأقل مراجعة حساباتنا) …

نحرق من وقتنا الكثير بين العمل والتسّوق
وبين سَهَرٍ ومشاهدة تلفازٍ وكرة قدمٍ وكأس العالم، ونحرق أكثر على مواقع التواصل الإجتماعيّ وننام بعدها من شدّة التعب مُرهَقين، في ساعة متأخرة من الليل،وسِجِلّنا حينها نظيف كالثلج من عملٍ يُحسَبُ لنا، أو لبعضِنا، لوجه الله

أنا لا أُحَرّمُ شَيئاً لم يحرّمه الله بشكل معلوم بالضرورة، ولا أطالب أحداً بتقييده وأسرِهِ
ومنعِهِ من العيش بحُرّيّة وراحة وحقهّ الشخصيّ بالعيش كما يحبّ والتعبير عن رغباته كما يريد ….

ولذلك، تخيّل معي لو كنتُ سأقيّدُك وأُحلّل
وأحرّم عليك كما أحب أنا وباللون الذي أريد
حين تُمارِسُ حرّيّتك الشخصيّة وليس فيها
المقصود إساءة لأحد !!

سأسألك الان كيف تَشعُرُ وقد تمّ مَنعُ
الحركة الإسلامية وطَردِها خارجَ القانون
وتَعطيلِها وتحريمها، وقد كانت منذ سنين
طويلة مضت لا تغادر حياتنا اليومية
وبيوتنا المستورة والمقدسات والإعلام
النظيف وطُلّابنا ومؤسساتنا وروضات الأطفال
والعيادات وكفالة اليتيم والقدس والأقصى
والثورة على الظلم من أجلنا والدفاع عَنّا
وربطنا مع عالمنا العربي والإسلامي وقضايانا
العالقة والمعسكرات التطوعية وصيانة
المقدسات ورفع الأذى عنها وبيوتاً كثيرة
للمُكافحين فيها من عُمّال ومُوظّفين وإدارِيّين
هم الان خارج دائرة مَصدَر الرّزق ولُقمةِ العَيش النّظيفة وأداء الواجب، وغير ذلك وأكثر؟؟؟

ولذلك، ولِأنّ الحركة الإسلامية ظاهرة صحيّة ورواسب فكرية وعقائدية ووطنية عالية الجَودَة،
فقد وجب الإدمان عليها، لأن فَرضَ تَركِها بِالقُوّة والعنف والتّسلّطِ، كان مِن باب أولى أن يخلِقَ
حالةً جماهيريّةً من الرفض لتركها والتّشبّث بها
والتلاحم حولها أكثر من ذي قَبل …

وما علاقة التشبّث “بالحركة الإسلامية”
مع خيمة الإعتصام؟؟؟

ولأن ما خَفِيَ ضِدّنا أخطر مما كان، فوجودنا في خيمة الإعتصام ونُصرة إخوتنا هناك هو أقلّ الواجب، وضرورة تُحتّمها المرحلة الحالية،
كثورة ضد الإضطهاد والقمع والظلم،
وكحدّ أدنى من أداء الواجب وسداد الدّين،
وتكثير سواد المسلمين، أكثر مما نستثمر في
متابعة كأس العالم وعلى شبكات التواصل الإجتماعي أو أمام شاشات التلفاز (…ثم نقوم
بعدها مُرهَقين مُحطّمين إلى النوم) …

ومَن يدري؟؟

لعل الأيام القادمة ستكون حُبلى بالمفاجأت؟
وتكون الضربة القادمة قادرة أن تقصم ظهر الجمل إذا لم نكن مُوَحّدين متآلفين صفّا واحداّ وعلى قلب رجل واحد، وصفٍّ واحد وقِبلَةٍ واحده؟؟

وحينها
سنفتقد وقت الفراغ …
ثم لا تكون الحركة الإسلامية ….
ولا غيرها …..
ولا تكون “الخيمه” !!

عبدالله جبارين
(أبو كرم)

3bdallhjbareen

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة