مرض الاكتئاب وأسبابه
تاريخ النشر: 11/05/11 | 7:15يعتبر الاكتئاب من أهم الأمراض النفسية المنتشرة في العالم، وتشير تقارير لمنظمة الصحة العالمية، إلى أن أكثر من 100 مليون شخص مصاب بهذا المرض، وأن العدد في تزايد.ولا يسلم أحد من الاكتئاب، فهو مرض يطاول جميع الناس بمختلف فئاتهم، بدءاً بالأطفال، إلا انه أكثر مشاهدة في المرحلتين العمريتين من 40 إلى 50 سنة، ومن 60 إلى 70 سنة. ويصيب الجنس اللطيف أكثر من الجنس الخشن، وربما بسبب المطبات الهرمونية، وتواتر الضغوط العائلية والاجتماعية.
ويتظاهر مرض الاكتئاب من خلال حزمة واسعة من العوارض التي تستطيع أن تهز كيان أي شخص وتفكيره، فالمرض يؤثر على مزاج المصاب وإحساساته، وعلى طريقة أكله، ونوعية نومه. وتمتاز عوارض المرض بأنها ملحاحة، ترافق المريض كظله، ويمكن إجمال عوارض المرض كالآتي: الحزن بدرجات مختلفة، الإحساس بعدم القيمة، الشعور بالذنب، الإحباط والتشاؤم وقلة الحيلة، فقدان القدرة على التركيز وصعوبة اتخاذ القرارات، فقدان الحماس والرغبة في عمل أي شيء، سرعة الانفعال بشكل غير معقول، تشوُّش في الذاكرة. اضطرابات في النوم، الكره الشديد للذات، عدم الاستمتاع بمباهج الحياة، بما فيها الجنس، فقدان الشهية على الأكل، أو العكس، الإفراط في الأكل، عوارض جسدية، مثل الصداع وآلام العضلات والتعب والضعف العام، العزلة عن الآخرين… والتفكير في الانتحار.
هناك أسباب عدة للمرض، منها العضوية، ومنها الوراثية، ومنها الاجتماعية، ومنها البيئية، ومنها المرضية، وهذه كلها قد تعمل منفردة أو مجتمعة بعضها مع بعض.
كيف يمكن التعرف على مرض الاكتئاب ؟
الطبيب النفسي الأميركي آرون بيك، الاستاذ بكلية الطب في جامعة بنسلفانيا، وضع مقياساً يساعد في كشف هوية هذا المرض، ويتألف من 21 مجموعة من الأسئلة، كل واحدة منها تحتوي على عبارات عدة، يختار الشخص منها العبارة التي تنطبق عليه ويضع دائرة حول الرقم الذي يحاذيها، وارتأينا عرضه على القراء، وفي ما يأتي نص المقياس:
-الحزن:
0- لا أشعر بالحزن
1- أشعر بالحزن والكآبة.
2- الحزن والانقباض يسيطران عليَّ طوال الوقت وأعجز عن الفكاك منهما.
3- أشعر بالحزن أو التعاسة إلى درجة مؤلمة.
4- أشعر بالحزن والتعاسة إلى درجة لا تحتمل.
-التشاؤم من المستقبل:
0- لا أشعر بالقلق أو التشاؤم من المستقبل.
1- أشعر بالتشاؤم من المستقبل.
2- لا يوجد ما أتطلع إليه في المستقبل.
3- لا أستطيع أبداً أن أتخلص من متاعبي.
4- أشعر باليأس من المستقبل، وأن الأمور لن تتحسن.
-الإحساس بالفشل:
0- لا أشعر بأني فاشل.
1- أشعر أن نصيبي من الفشل أكثر من نصيب الأشخاص العاديين.
2- أشعر أني لم أحقق شيئاً له معنى أو أهمية.
3- عندما أنظر إلى حياتي في السابق أجدها مليئة بالفشل.
4- أشعر أني شخص فاشل تماماً.
5. السخط وعدم الرضا:
– لست ساخطاً.
1- أشعر بالملل أغلب الوقت.
2- لا أستمتع بالأشياء كما كنت من قبل.
3- الرضا. لم أعد أجد شيئاً يحقق لي المتعة، أو إنني غير راض وأشعر بالملل من أي شئ.
-الإحساس بالندم أو الذنب:
0- لا يصيبني إحساس خاص بالندم أو الذنب على شيء.
1- أشعر بأنني سيئ وتافه أغلب الوقت.
2- يصيبني إحساس شديد بالندم والذنب.
3- أشعر بأنني سيئ وتافه أغلب الأوقات تقريباً
4- أشعر بأنني سيئ وتافه للغاية.
– توقع العقاب:
0- لا أشعر بأن هناك عقاباً يحل بي.
1- أشعر بأن شيئاً سيئاً سيحدث أو سيحل بي.
2- أشعر بأن عقاباً يقع علي بالفعل.
3- أستحق أن أعاقب.
4- أشعر برغبة في العقاب
– كراهية النفس:
0- لا أشعر بخيبة الأمل.
1- يخيب أملي في نفسي.
2- لا أحب نفسي.
3- أشمئز من نفسي.
4- أكره نفسي.
-إدانة الذات:
0- لا أشعر بأني أسوأ من أي شخص آخر.
1- أنتقد نفسي بسبب نقاط ضعفي أو أخطائي.
2- ألوم نفسي لما أرتكب من أخطاء.
3- ألوم نفسي على كل ما يحدث.
-وجود أفكار انتحارية:
0- للتخلص من نفسي لا تنتابني أي أفكار.
1- تراودني أفكار للتخلص من حياتي ولكن لا أنفذها.
2- أفضل لي أن أموت.
3- أفضل لعائلتي أن أموت.
4- لدي خطط أكيدة للانتحار.
5- سأقتل نفسي في أي فرصة متاحة.
– البكاء:
0- لا أبكي أكثر من المعتاد.
1- أبكي أكثر من المعتاد.
2- أبكي هذه الأيام طوال الوقت ولا أستطيع التوقف.
3- كنت قادراً على البكاء ولكنني أعجز الآن عن البكاء حتى لو أردت ذلك.
-الاستثارة وعدم الاستقرار النفسي:
0- لست منزعجاً هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى.
1- أنزعج هذه الأيام بسهولة.
2- أشعر بالانزعاج والاستثارة دوماً.
3- لا تثيرني ولا تغضبني الآن حتى الأشياء التي كانت تسبب ذلك سابقاً.
– الانسحاب الاجتماعي:
0- لم أفقد اهتمامي بالناس.
1- أنا الآن أقل اهتماماً بالآخرين عن السابق.
2- فقدت معظم اهتمامي وإحساسي بوجود الآخرين.
3- فقدت تماماً اهتمامي بالآخرين.
-التردد وعدم الحسم:
0- إن قدرتي على اتخاذ القرارات هي بالكفاءة نفسها التي كانت عليها من قبل.
1- أؤجل اتخاذ القرارات أكثر من قبل.
2- أعاني صعوبة واضحة في اتخاذ القرارات.
3- أعجز دائماً عن اتخاذ أي قرار.
– تغير صورة الجسم والشكل:
0- لاأشعر بأن شكلي أسوأ من قبل.
1- أشعر بالقلق من أني أبدو أكبر سناً وأقل جاذبية.
2- أشعر بوجود تغيرات دائمة في شكلي تجعلني أبدو منفراً ( منفرة ) وأقل جاذبية.
3- أشعر أن شكلي قبيح ( قبيحة ) ومنفر (منفرة).
-هبوط مستوى الكفاءة والعمل
0- أعمل بالكفاءة نفسها كما كنت من قبل.
1- أحتاج إلى مجهود خاص كي أبدأ شيئاً.
2- لا أعمل بالكفاءة نفسها التي كنت أعمل بها من قبل.
3- أدفع نفسي بمشقة كي أعمل أي شيء.
4- أعجز عن أداء أي عمل على الإطلاق.
– اضطرابات النوم:
0- أنام جيداً كما تعودت.
1- أستيقظ مرهقاً في الصباح أكثر من قبل.
2- أستيقظ من 2-3 ساعات أبكر من السابق، وأعجز عن استئناف نومي.
3- استيقظ مبكراً جداً ولا أنام بعدها حتى إن أردت.
– التعب والقابلية للإرهاق:
0- لا أتعب بسرعة أكثر من المعتاد
1- أشعر بالتعب والإرهاق أسرع من السابق.
2- أشعر بالتعب حتى لو لم أعمل شيئاً.
3- أشعر بالتعب الشديد إلى درجة العجز عن عمل أي شيء.
-فقدان الشهية:
0- شهيتي على الطعام ليست أسوأ من قبل.
1- شهيتي ليست جيدة كما في السابق.
2- شهيتي أسوأ بكثير من السابق.
3- لا أشعر برغبة في الأكل إطلاقاً.
– تناقص الوزن:
0- وزني تقريباً ثابت.
1- فقدت أكثر من 3 كيلوغرامات من وزني.
2- فقدت أكثر من 6 كلغ من وزني.
3- فقدت أكثر من 10 كلغ من وزني.
– تأثر الطاقة الجنسية:
0- لم ألاحظ أي تغيرات حديثة في رغبتي الجنسية.
1- أصبحت أقل اهتماماً بالجنس من السابق.
2- قلت رغبتي الجنسية بشكل ملحوظ.
3- فقدت تماماً رغبتي الجنسية.
– الانشغال على الصحة:
0- لست مشغولاً على صحتي أكثر من السابق.
1- أصبحت مشغولاً على صحتي بسبب الأوجاع والأمراض.
2- أنشغل بالتغيرات الصحية التي تحدث إلى درجة أني لا أستطيع أن أفكر في أي شيء آخر.
3- أصبحت مشغولاً تماماً بأموري الصحية.
مفتاح التصحيح:
– من 0 إلى 9 لا يوجد اكتئاب.
– من 10 إلى 15 اكتئاب بسيط.
– من 16 إلى 23 اكتئاب متوسط.
– من 24 إلى 36 اكتئاب شديد
– أكثر من 37 اكتئاب شديد جداً.
في المختصر، إن الاكتئاب سحابة سوداء يمكن أن تلبد سماء أي شخص كان، في أي زمان ومكان، وهذا السحابة قد تقود بالبعض إلى عالم السلبية والاستسلام في كل مناحي الحياة، بل قد تدفع إلى فقدان الرغبة في الحياة وأحياناً إلى قتل النفس. والمهم في هذا المرض هو عدم الخضوع له، ومن الضروري علاجه، وهذا العلاج يجب أن يشمل العقل والنفس والجسد كوحدة كاملة، ومن حسن الحظ أن نتائجه واعدة جداً، وهي ليست آنية، بل تحتاج إلى الصبر، والصبر مفتاح الفرج.