أبحث عن كلمة السر التي لا يعرفها إلا النسوان
تاريخ النشر: 12/05/13 | 3:12 1– أجد نفسي كالعادة خارج أي نموذج نمطي، لأن القيمة الأساسية عندي هي قيمة سلبيّة بمعنى أنّها تبنى على نقيض قيمة معروفة، لذلك وقفت طويلا عند نقيض المركزيّة، واستمالتني بقوّة قضيّة النّقيض للذكوريّة، لنطرح نقيض النمطيّة، هذه هي" القيمة الأصليّة" في البنية التي تشكّل ما أؤمن به من قيم، ألخصها كالآتي:
نظام القيم مثل لعبة الدّمى الروسيّة ماتريوشكا حيث تتداخل القيم في بعضها بحيث أنّ القيمة التي نخلعها قيمة ثانويّة تظهر من تحتها قيمة أخرى أصغر منها وهكذا حتّى نصل إلى القيمة الأصليّة، نخلع من القيم الثانويّة ونخلع على القيمة الأصليّة. مازلت أبحث عن القيمة الأصليّة.
الخلق الذي هو طفرة
2- كما المادة الحيّة تكرّر نفسها التوالد الطبيعي، النمطيّة هي أصل أن الأشياء تتكرر وان كل ما يولد هو تطبيق لبرنامج جاهز من قبل.
الطفرةmutation هي تغير استثنائي لا يتعارض مع التوالد الطبيعي، يجيزه قانون الحياة والوراثة البيولوجية génétique، أما إذا اعتبرنا أن الطفرات هي أصل الخلق، فالتوالد هو حالة انتظار طبيعيّة ومؤقتة من أجل فسح المجال للطفرة التي ستأتي.
أبحث عن كلمة السرّ التي لا يعرفها إلا النّسوان.
3- بعض الرّجال يفتحون مدن النّساء بـ "سمسمة" حروفها تقطر ذكورة، افْتَحْ يا سمسم أَدْخُلُ بها وأنا متلفع بعباءة أختي حتّى أخفي فحولتي "الفاضحة". البيان الأوّل للفحولة.
بيان الفحولة الأوّل:
4- حدّ الحياة الأخير هو الموت أمّا حدّها الأوّل فهو الخصوبة، إله الخصوبة لابد أن تكون له مشاعر عدائيّة تجاه إله الحرب، من ينافسه في الإلوهيّة الرّمزيّة، إذن المعركة محسومة من البداية لأنّها تقع في سلطة الثّاني الذي يجرّ التجاذب بين الخصوبة والفحولة (الولادة/القتل) إلى حدها الأقصى: الموت الجماعي.
البيان الثاني للفحولة:
5- الحضارة إذن هي حرب باردة بين الفحولة والخصوبة، هدنة مؤقّتة لأنّ الهدنة الدّائمة هي عندما ينتصر الطرفان. نحن انتصرنا الآن أتكلم بصيغة المؤنث طبعا فماذا يكون مصيركم أيّها المنهزمون من المذكرين؟
لا زين لا فلسفة!
6- عندما يأتي ذلك الذي ننتظره بحرارة أو لا يأتي، نتذكر فقط أنّه يشبه امرأة كنا ننتظرها بحرارة
فلما أخلفت الموعد، تذكرنا أنّها ذميمة الوجه، يا ذميمة الوجه لماذا انتظرناك إذن، لنقول في النّهاية أنّ ذميمة الوجه لا بد أن تكون ذميمة الأفعال أيضا. "لا زين لا مْجي بْكْرِي" حكمة نداري بها فشلنا نحن الذي نرتاح من عبئه عندما نضعه فوق ظهر الآخرين.
من لا تعجبهم فلسفة النّساء يقولون أيضا:" لا زين لا فلسفة!"
عندما كتبت سرّا البيان الأوّل للفحولة بصيغتها المؤنثة وشعارها: ما لا يؤنث لا يعول عليه،
أعلنت رسميا أنّ هذه النسويّة ليست هويّة جنسيّة: أتحدّث بصيغة المؤنّث. ليس بالضّرورة أنا أنثى.
مغارة النسوان
7- الشاب الخجول الذي كان يتبع فتاة، طالت المطاردة، انفلتت البنت منه ودخلت إلى مكان يشار إليه بدعاء "الحَشْيَكَةِ"، مصدر الدعاء :حاشاكن، كما نقول الحَوْقَلَة والحَمْدَلَة وأخواتها من الأدعية، وعندما طلعت الفتاة عليه فجأة، خانته شجاعة الكلام، ولم بفتح الله عليه إلا بكلمة يتحاشاها حتّى من لا حياء له، يقذف بها "سخونة" كأنّها خرجت لتوّها من مطبخ الألفاظ المنبوذة، متبوعة بكلمة: "آ الزّين" التي تقال عادة دون خجل في مثل هذا المقام.
لم يفتح الله علي أنّ الآخر إلا بكلمة على وزنها: "مغارة"، ينطبق وزنها على اللصوص ومن على شاكلتهم، لا ينطبق الوزن على النّسوان… الحَشْيَكَة، الحَشْيَكَة…
المغارة هي الظلام، مكان تحت الأرض يكون أفضل، وإذا أضفنا النِّسْوانْ، نفكر أكثر في الظلام بمعناه الخاص، الظلام المرغوب فيه، المخبأ الذي نلجأ إليه كمخبأ آمن، لإخفاء شيء نخاف عليه أو البحث عن كنز مدفون في هذه المغارة مغارة اللصوص أو الاختفاء بأنفسنا من خوف، المغارة هي كل الأسرار التي نغلق عليها الأبواب ولا يفتحها إلا صاحب السرّ نفسه الذي لا يعرفه حرّاس المغارة إلا إذا كان هو نفسه يعرف كلمة السرّ. أبحث عن كلمة السرّ التي لا يعرفها إلا النسوان.
الشاب الذي يأخذ جمجمة بين كفيه
8 – عنوان هذه اللوحة هو شهادة الغرور كما كتبها بالألوان الرسّام فرانز هالز، "هل أصابك الغرور حتّى أنك تتحدّث بالمؤنث بطلاقة، من غير أن تتلعثم، وكأنّك تلعب بجمجمة"، أترجمها بلسان نيتشه: "مالا يقتلنا يجعلنا أقوى"،
ممنوع على الرجال:
9- أستحضر هنا ما قاله غسان كنفاني: "إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية، أريد أن أثبت الآتي: إذا فشلت كل النساء في الدفاع عن هذه"القضية الإنسانيّة" التي هي قضيّة المرأة، هناك احتياطي من الرّجال سيتطوّعون ، أَسْمَعُ من يهمس: مرتزقة يتحدثون بالمؤنث من أجل قضية مربوحة بكل تأكيد، قلتم قضية مربوحة؟
10- كلنا نسويون إذن!
أنصح بصرف النظر عن هذا المقال .. هذا الكاتب يسخر من “الحمد لله رب العالمين” ومن “لا حول ولا قوة إلا بالله” .. اتقوا الله في النشر ، رجاءاً ، مثل هذه الكتابه يمكن لها أن تفسد عقول وقلوب الجهلاء في دينهم وكذلك الأطفال وطلاب المدارس ..