الاسلام في كتاب “دراسات غربية تشهد لتراث الإسلام”
تاريخ النشر: 08/09/15 | 9:49يُمثّل كتاب «دراسات غربية تشهد لتراث الإسلام»، لمؤلفه د.محمد عمارة شهادة منصفة للإسلام وحضارته وثقافته، بقلم المتخصصين في العالم الغربي، مقارنة بالديانات الأخرى. وتُجسّد الأبحاث التي يتضمنها حصيلة دراسات لثلاثين سنة، تلك الفترة التي عبر عنها الكاتب: هي ثمرة لمراحل من التقدم والارتقاء نحو نظرة حيادية لا تنحاز إلى أي من الدينين محل الدراسة أو المقارنة (حسب قول مونتغمري وات).
ورتب الكتاب وفق عدد من الرؤى، وهي: أن الأهداف من وراء الدراسات: أن يقدم الإسلام بأفضل شكل مبسط للقارئ الأوروبي والأميركي.. ولكي يثبت للمسلمين أن الدارسين الغربيين ليسوا بالضرورة معادين للإسلام كدين سماوي. كذلك يقدم العـــالم الغربي شهادة على صدق الوحي الالهي، وتميز الوحي في القرآن الكريم عنـــه في التوراة والإنجيل.
ففي العهـــد القديم يردد الأنبياء الوارد ذكرهم «هكذا يقول الرب..» أي يعتقدون أن ما ينطقونه هو كلمات الله حقاً.. وكذلك تردد المسيحية. بينما التجربة النبوية في الإسلام مع الوحي لها ملامحها المختلفة والخاصة: «أن يشعر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وهو في حالة وعي بتلقي كلمات بعينها.
ويؤكد هذا العالم الغربي: مونتغمري، الثقة والصحة في النص القرآني، هذا مقابل ما شاع من دعاية سيئة عن القرآن الكريم والإسلام وخصوصا خلال الحروب الصليبية، ومن ما شاع أن الاسلام هو خليط بين الأفكار اليهودية والمسيحية، وهو ما نفته السلوكيات الاجتماعية الفعلية والأفكار عند المسلمين طوال تلك القرون البعيدة. وكانت تلك الرؤية نحو اللغة العربية..
وهي لغة القرآن الكريم، باعتبارها لغة حضارة وثقافة راقية ومتميزة، قادرة على استيعاب ما في غيرها من لغات وأن تضيف إليها. وكانت عالمية الإسلام وتفوقه بين الديانات الأخرى والمعتقدات في شتى بقاع الأرض، ومنذ بدأت رسالته في مكة والمدينة، بل أصبح المفكرون المسلمون هم حملة الثقافة العقلية لكل المنطقة وبقية بقاع العالم، بعد انتشاره.
ويرى الكاتب، أنه وفي المقابل بدت صورة فشل المسيحية في منطقة الشرق الأوسط، حيث حل الإسلام محل المسيحية فيها ببساطة وهدوء. ويبين أن الإسلام هو الهيكل الأساس لدين المستقبل، بينما يعتقد الكثير من المسيحيين أن المسيحية هي دين المستقبل.. لكن البلاد المسيحية تعاني من العنصرية، بينما الإسلام يدعو الى الإخوة، وأن الإسلام دين قوي ومنافس عظيم.
ويوضح المؤلف ان هناك عوامل امتياز للإسلام، يجملها: سماحة الاسلام، الفهم الغربي الخاطئ للجهاد، نموذج تحرير المرأة في الإسلام.. وفي مقابل أن العقل اليوناني عقل تأملي، فإن العقل الإسلامي يحتفي بالواقع الحقيقي.. وهو ما أنتج المنهج التجريبي.
وهو السبيل إلى نقد الموروث العلمي القديم. وحدد الكاتب أصول النهوض الإسلامي في:اللغة العربية (فهي مفتاح إلى عالم الفكر الذاتي للعرب)، الدين بصفته المحور الذي يدور حوله وجودهم، عودة الوعي، الرجوع إلى الهوية الذاتية.
أما أسباب انتشار الإسلام فحددها الكاتب بـ: عوامل تبدأ بسوء حالة النصرانية إبان ظهور الإسلام، عوامل التفوق الذاتية في الإسلام، سماحة الإسلام، نشر المسيحية بالإكراه.