دعائم السعادة الزوجية

تاريخ النشر: 19/08/15 | 13:57

بعد حلم كل فتاة بالفرح والفستان وفتى الأحلام الذي سيطير بها على حصانه الأبيض.. تستيقظ العروس فتجد نفسها قد أصبحت زوجة مسؤولة عن بيت وأسـرة.. وهنا يتراجع الحلم ويتقدم الواقع والحقيقة،
فكيف تستطيع العروس أن تدير حياتها الجديدة؟
وكيف تحقق السعادة التي كانت تحلم بها منذ صغرها؟
كل هذه الأسئلة تجيب عنها الدكتورة حنان زين – مستشارة العلاقات الزوجية – •
في البداية، كيف تتأقلم العروس مع الانتقال إلى بيتها الجديد ومسؤوليتها المتعددة داخله وتتكيف مع ما يسميه البعض الفطام الثاني؟

– انتقال الفتاة إلى بيت الزوجية يُعد من الأمور التي تتمناها الفتاة والأهل على السواء، فهم كثيرًا ما رفعوا أكف الضراعة طالبين من الله ) عز وجل( الرزق الجميل بالزوج الصالح، ومهما بعدت المسافات بين منزل الأسرة ومنزل العروس، فالتقدم التكنولوجي قَرَّبَ المسافات، وأصبحت الفتاة تستطيع التواصل مع أسرتها على البعد، وكلما كان الزوج صالحًا وذا أخلاق ودين وأمانة وإخلاص فسيشعر الأهل بالاطمئنان على ابنتهم ويشجعونها على التكيف مع حياتها وتحمل مسؤولياتها.
فمن الأمور الضرورية جدًا أن تقوم الأسرة بتدريب الفتاة والفتى على تحمل المسؤولية منذ الصغر بدءًا من المسؤولية الشخصية إلى المسؤولية الاجتماعية، والمادية، والنفسية.
وبالنسبة للفتاة؛ فإن مفردات مسؤولياتها كثيرة فعلاً، لذلك من الضروري أن تركز جيدًا فيما هو مطلوب منها، وخاصة أنها أمور محببة للفتاة بالفطرة، ولا مانع مطلقًا أن تكتب في بداية حياتها هذه المفردات ثم ترتب أولوياتها لتدير حياتها بصورة منظمة، وتستشير أيضًا من لهن خبرة في هذا الأمر، وهناك أمور بسيطة، ولكنها تحدث فرقًا كبيرًا في الحياة الزوجية، مثل:
– الاستيقاظ من النوم قبل الزوج، والتزين بشكل بسيط وسريع.
– تجهيز الإفطار وإعداد الشاي ومساعدة الزوج على الخروج للعمل وتوديعه.
وإن كانت الزوجة تعمل، فعليها تجهيز أوليات الغذاء من اليوم السابق، جزءًا قبل العمل وجزءًا بعد العودة إلى المنزل.
وهكذا لو أخذت كل مهمة في حياتها وكتبت لها مفردات نجاح خاصة، وحاولت جاهدة مراقبة نفسها فيما نجحت فيه لتحمد الله وتستمر عليه، وإن لم تصل إلى صورة النجاح المطلوبة، فتركز على أسباب الخطأ، ومن المهم الاهتمام بالحفاظ على الوقت؛ لأن حسن
استغلال الوقت أساس كل نجاح.

كيف توازن العروس العاملة بين مسؤوليتها الزوجية والعملية؟
– هل عمل المرأة وراء تزايد المشكلات الزوجية في بداية الزواج؟ ليست المشكلة في عمل المرأة، فكل شيء في الحياة له سلبياته وإيجابياته، وعمل المرأة من هذه الأمور التي لها سلبياتها وإيجابياتها، فإن جعلت المراة عملها أهم أولوياتها فلا بد أن يؤثر ذلك سلبًا في أسرتها ونفسيتها، ولكن إن استطاعت أن توازن وترتب أولوياتها في الحياة، وتأخذ إيجابيات العمل، وتبتعد عن سلبياته، فستكون أكثر نشاطًا وسـرعة، وستكون عضوًا فعالاً وإيجابيًا في الأسرة والمجتمع، وستساهم اقتصاديًا في تحسين وضع أسرتها، وخاصة في البداية، ولكن لا بد أن تتعلم ذلك وتأخذ خبرات الناجحين.

كيف تتأقلم العروس مع عادات شريك الحياة، التي قد تكون مختلفة عنها؟
– من أهم مراحل الحياة الزوجية مرحلة التأقلم، وكلما كان فهم الزوجة عاليًا استطاعت أن تعبر هذه المرحلة بأمان، فهما من بيئتين مختلفتين، ومهما كان هناك تكافؤ، فمن المؤكد أن كل طرف سيشعر أن عادات الآخر مختلفة عنه، ولا بد أن ندرك أن من حق كل طرف أن يحتفظ ببعض عاداته التي لا تخالف الشرع ولا تؤذي الطرف الآخر، وعلى الزوجة تحديدًا أن تدرك أن زوجها شخصية مستقلة، وليس من المطلوب أن يكون نسخة مكررة من والدها أو من الصورة التي رسمتها في خيالها.
فالفتيات أكثر رومانسية من الشباب، وقد يرسمن صورة غير منطقية أو غير واقعية للحياة الزوجية، وهذا يؤدي إلى صدمة بعد الزواج، كما أن العروس لا بد أن ترصد منذ الخطبة عادات خاطبها وطبائعه؛ لتتعلم كيف تتعامل معها، والأهم كيف تقي نفسها من سلبيات الطبائع، فالوقاية خير من العلاج؛ لذلك لزامًا على الفتاة أن تُعلي من قيم زوجها الجيدة، وتشجعه عليها كثيرًا، وتقدر مجهوداته التي يبذلها في حياته، وتشعره كم هي ممتنة وسعيدة بملامح الشخصية ومواصفاتها، والحقيقة أن الله (عز وجل) قد رزق المرأة قدرًا عاليًا من الذكاء الاجتماعي الذي إن استثمرته صارت امرأة متميزة ومتربعة على عرش قلب زوجها.
فالمرأة جميلة بحلو حديثها، واحتوائها النفسي والجسدي لزوجها، ومظهرها الأنثوي في بيتها، ومن خلال عملي في الاستشارات الأسرية لما يقرب من خمسة وعشرين عامًا أرى أن سيدات كثيرات استطعن بفضل الله، ثم بذكائهن الاجتماعي والعاطفي أن يحتوين أزواجهن، ويقللن من طبائعهن السلبية بدرجة كبيرة، ولكن ليس معنى ذلك أن المرأة تغير الرجل، ولكنها تساعده على التخلص من السيئ وزيادة الحسن، وعليها أن تفعل ذلك مع نفسها أيضًا، فالزواج فرصة رائعة لتغيير طبائعنا، ولنبدأ حياتنا وكأنها صفحة بيضاء نرسم عليها خطوط سعادتنا، وكذلك ذكريات المستقبل.
إذ يقول (تبارك وتعالى): }وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (“الروم 21:”.

وكيف تستطيع العروس تجسيد هذه الآية في حياتها الجديدة؟
العلاقة الزوجية علاقة عميقة، متينة، قوية، والحياة الزوجية شراكة بين طرفين لا بد أن يتحدا معًا ويتغافرا حتى يصلا إلى بر الأمان، وساق الحياة الزوجية الحب والاحترام، والتفاهم هو العمود الفقري لها، كما أن الصراحة هي أقصر الطرق وأفضلها لحل المشاكل أولاً بأول. ولن نصل إلى الصراحة إلا بالحوار الإيجابي الناجح، كما أن التخطيط العائلي للأسـرة من أقوى السبل التي تساهم في تحقيق الانتماء والترابط، ولا ننسى الحل الرباني في تمسكنا بتعاليم ديننا الحنيف وسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) ونهجه في نجاح الأسـرة.

هل هناك مفاتيح و أسرار للسعادة الزوجية ؟
بالفعل ؛ ومن أهم أسرار السعادة الزوجية:
– الفهم قبل الحب: فمعظم مشاكلنا من سوء الفهم، وكل سعادتنا من الفهم الصحيح للاحتياجات النفسية والاجتماعية والجسدية للطرف الآخر، ولذلك أقول لكل عروس: حاولي أن تفهمي زوجك وطموحاته وأحلامه وآماله، وحدثيه عن آمالك وأحلامك وطموحاتك ليفهمك، ولذلك افهمي خطوطه الحمراء، وآلامه، ونقاط ضعفه؛ لتتجنبيها.
– ابتعدي عن الشك: حيث يقول الله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ { (الحجرات: 12). وعن أبي هريرة ) رضي الله عنه( قال: قال رسول الله ) صلى الله عليه وسلم): “إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا”. فلا تشعريه ولا تشعري نفسك بأن وراء تصرفه نية سيئة، وستجدين نفسك تستمتعين بصحبته أكثر وتتمتعين بنفسية سوية وهادئة.
– استخدمي لغة العاطفة: فقد قال الحبيب ) صلى الله عليه وسلم( “إن من البيان لسحرًا”، ولكن إياك أن تحاوري زوجك بلغة العقل قبل العاطفة، واحذري النقد والعتاب والمقارنة.
– قوِّي علاقتك بالله ) سبحانه وتعالى (وأكثري من الدعاء : يقول الله تبارك وتعالى }وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى{ (ط (124:. ويقول الحبيب (صلى الله عليه وسلم): “إن الله لا يخيب ظن عبد أخذ بالأسباب”. فالجئي إلى الله كثيرًا، وستجدين سعادة الدارين: الدنيا والآخرة.
– اطلبي المساعدة: من ذوي الخبرة والمستشارين الأسـريين إن واجهتك عقبة ما في حياتك الزوجية، واحذري من آراء من هم في سنك وخبرتك.
– اهتمي بأنوثتك وجمالك: ولا تقصري فيهما بحجة الأولاد أو العمل أو الإرهاق، وتعلمي فنون الإثارة والإغراء؛ لتظلي طوال عمرك عروسًا جميلة في عين زوجك، سعيدة في حياتك.

o

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة