الشعب يريد وقف الاقتتال!!!

تاريخ النشر: 26/03/13 | 14:40

سوداوية تلك الكلمات التي قد ينطقها المرء، حين يمر بالبيوت الخاوية، بالحواري المهدمة، وبحشرجات الأطفال يبحثون عن دفاتر خربشاتهم بين الركام.

ويتصدر الغضب فوهة الحناجر، وتكبيرة تنطلق من عمق المأساة.. الكل يريد الخروج من دوامة العنف القاتلة، من بركان اللهب المستعر حتى بات يحرق في طريقه الأخضر واليابس.. ولم تكن النهاية هنا، بل جر ذلك الى انقسام عالمي ما بين معارض ومؤيد للثورة، وما بين معترف بها وداحض لها جملة وتفصيلا، واتهامها احيانا بنظرية المؤامرة.. وايّاً كان، فلا مناص للحاكم الذي خنق الرعية، وأوصد الأبواب امامهم. فباتوا ينشدون الخلاص، يبحثون عن بديل لهذا الاحتلال الأبدي لموارد البلاد، وللكبت الخانق الذي لا يمكن لأحد ان ينكره.

وفي استعادة فلاشية لاحداث الثورة السورية، سنرى الخروج العفوي السلمي للمواطنين، ينشدون التغيير ويطمحون للمساواة، ولمنح المواطن حق تقرير المصائر.. وانتهاج الديمقراطية كبديل لنظام متغطرس مسيطر، أطبق فكيه على الشعب. وأي نتيجة مأساوية مرعبة لاقى المعارضون!!! من قمع وترهيب وزج في غياهب السجون.. فبدأ القتل والارهاب ينخر البلاد..حتى بدأ الثائر السوري يستعر اكثر، وشعر ان الظلم مضاعف، فبات ينشد الشهادة.. بعد ان كان ينادي بالتحرير والعدل والمساواة.

وكأي نتيجة حتمية ارتفع سقف المطالب. وعندها اثبت هذا الحاكم الجائر انه لا يستحق ان يكون راع بل هو الجلاد بعينه.

وبالمقابل ارتفعت الاصوات التي تشدو بنظرية المؤامرة لتطمس الحقائق اكثر فينشغل العالم بالتبرير والتفسير والتحليل، ويقتل هناك البشر، ينفون الى الملاجيء.. يشردون يعذبون وما من خلاص.

حين يصبح الحاكم جلادا، حين يقضي على ربع الشعب. ويقتل ويقصف شعبه، مهما يكن السبب، سيسقط عنه لقب الحاكم والراعي، فهو لم يعد كذلك.

فمن حق الشعب ان يحصل على الحرية والديمقراطية.

سيقول البعض، اي ديمقراطية..؟!. بل ستتحول سوريا الى عراق ثان.. وانا اقول : فليكن!! فحين يتحرر الطير من سجنه سيحتاج بعضا من الوقت ليستجمع قواه ويتعلم الطيران… وهكذا الشعب المكلوم حين يتحرر من طاغية ومن حكم مستبد سيحتاج بعض الوقت ليعتاد على الديمقراطية ويتعلم اصولها، وكيف يتعامل معها في شتى مناحي الحياة, فلا تطالبوا ببقاء الدكتاتور استسهالا..ولا تستخفوا بشعوبنا، فلنمنح انفسنا بعض الوقت لنستجمع بقايا كرامتنا المنسكبة على عرش الدكتاتورية والاستبداد..

فدعوا الارادة للشعب وليس لاهوائنا..التي في الغالب تميل الى الطمع في مناصرة هذا الحاكم الجائر للشعب الفلسطيني..لكنني اصدقكم القول، لا تنتظروا خيرا من حاكم حبس الخير عن شعبه واطلق رصاص بنادقه وفوهات دباباته في وجوههم، دون رحمة، لا تظنوا ان هذا قد يكون نصيرا يوما.. .ورغم هذا وذاك، فلا نطمع الا بوقف الاقتتال، حتى لا تؤول العواقب الى الاسوء…فالويح لهذا الاسد الذي جعل الاقتسام والشرخ يمتد في شعبه حتى باتوا يقتلون بعضا بسببه، ويكره الاخ اخاه لانه يعارضه الراي…

كم نحن بحاجة الى ديمقراطية في نفوسنا قبل حكمنا..كم نحن بحاجة لتقبل رأي الاخر، دون ان نحجر عليه.

ولا ازال استغرب حال بعض البشر الذين منذ بضع سنين كانوا ينتقدون الانظمة العربية ويتهمون الشعوب بالخنوع والتخاذل.. وينعتون الحكام باسوء الوصوف، ويهزؤون من عمليات الاقتراع الخيالية التي تؤدي بالضرورة الى ٩٩٪ تصويت لصالح الزعيم.. اما وقد انتفضت الامة فنجد اولائك يهبون ويعارضون هذه الثورة التي بدأت بشرف…ولا زال البعض يحاولون تغيير مسارها وتشويهه…نعم انا ضد القتل والتطرف في اي امر، ومن هنا، فالحل بيد الزعيم القائد المتشبث بالكرسي!! فليعلن الرحيل، وليدع الشعب يختار..فهذا حق مسلوب منذ سنين خلت..وارجوكم كفانا تخليدا للزعيم القائد.. واتباعه مغمضي الأعين حتى نهب واستبد وبطش…ولا زال البعض يرزح تحت سيطرته.. ويدعمه رغم ما يقترف من مجازر يومية…والاولى بهؤلاء ان يطالبوا بان يوقف هجمته… ورغم هذا فقد فات الاوان فان توقف هو فلن يتوقف اولائك الذين اشعل هو فيهم نار الغضب جراء بطشه…وكم ارجو ان تتوقف جميع الاطراف، وان ينزاح الظلم والغمة عن امتنا العربية كافة…!!!

وان ينجلي الانقسام بيننا والاقتتال بينهم.. والشعب لا يريد الا بعضا من كرامة مسلوبة…وانهاء الموت الزؤام الذي يقض مضاجع البشر…فرفقاً بنا ايها القدر!!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة