الحماة… ظلمها المجتمع

تاريخ النشر: 22/02/13 | 22:33

ساهمت الأمثال الشعبية في تشويه صورة الحماة بطريقة تنطوي على الظلم والإجحاف. وقد وصل بنا الحال إلى رفض الفتاة للشاب الذي يتقدم إليها لأن أمه مازالت على قيد الحياة، فما الذي أوصلنا لهذه الحالة؟ وما طرق التعامل الصحي مع الحماة؟

لم تعد شروط الزواج كما كان عهدها بالسابق بل زادت عليها مجموعة أخرى من المطالب كان أغربها أن تشترط الفتاة في الشاب أن يعيش بعيدا عن أمه أو ترتب له مواعيد معينة لزيارة الأم، ولا يجب عليه مخالفة هذه المواعيد التي تعد من ضمن شروط الزواج.

ليس هذا فحسب بل أنه ليس من حق الحماة زيارتهما بالمنزل إلا بعد مشاورتهما في الأمر، والترتيب لهذه الزيارة مسبقا، كما أنه من الضروري عدم التدخل في أي شأن من شؤون حياتهما الزوجية، حتى وإن كان ذلك من باب النصيحة أو إبداء الرأي.

ولكي تريح الفتاة رأسها من كل ذلك فإنها تفضل الشاب الذي توفت والدته عن غيره ممن يتقدمون لزواجها، بل إن أهل الفتاة يعتبرونها ميزة ينفرد بها هذا الشاب عن الآخرين.

وهناك عدة عوامل ساعدت على تعميق هذه النظرة ونشرها بالمجتمع، فالأمثال الشعبية كان لها نصيب الأسد في تصوير الحماة على أنها كائن شرير يسعى دائما إلى خراب البيوت، ولا يهدأ لها بال إلا عندما تنقضي العلاقة بين الزوجين، وتكتب هي بيديها سطور النهاية، الأعمال التلفزيونية والأفلام السينمائية وبعض الكتب والقصص المتداولة بين الناس ساعدت هي الأخرى في تشويه صورة الحماة، وتقديمها للمجتمع في نمط بعيد عن الواقع.

صحيح أن بعض هذه الأعمال كانت تتناول القضية من منطلق كوميدي ولكن تبقى الإيماءات والتعليقات الساخرة والإفيهات التي تضحك الجمهور عالقة بالأذهان.

لا ننكر أن هناك بعض الحالات تكون فيها الحماة عقبة كؤود في حياة الزوجين، ولكن لا ينبغي أن نعمم هذه الحالات لتصبح قاعدة نسير عليها، ففي فئة الحموات سوف نجد الطيبة والشريرة والمنصفة والمجحفة مثلها في ذلك مثل بقية الفئات الأخرى.

وفي العديد من الحالات وجد أن الحماة بالفعل تكن بعض الكراهية لزوجة الابن، وهي ليست كراهية للزوجة في حد ذاتها ولكنها تشعر أنها تحملت سنوات من التعب والعناء في تربية ابنها ثم تأتي زوجته – مهما كانت – لتأخذه بعيدا عنها.

هنا لا يجب أن نطلق على هذه الحالة اسم كراهية وحقد بالمعنى المعروف ولكن لنقل مثلا شرخ في مشاعر الأم كما يطلق عليه علماء النفس، هذا الشرخ يبدأ ضعيفا وعلى استحياء في البداية، إلى هنا لا يجب أن نلوم الحماة أو نعتب عليها حيث إن زوجة الابن بعد ذلك تكون هي المسؤولة إما بالمساهمة في التئام هذا الشرخ وترميمه بسرعة واقتدار، أو العمل على تعميقه وتوسيعه إلى أن يصبح خارج نطاق السيطرة، وقتها لا تلومي إلا نفسك وعليك تحمل العقبات، ربما تتساءلين كزوجة وماذا يجب علي أن أفعل؟

نحو علاقة أفضل بالحماة الموضوع كله بين يديك، حيث إنه بإمكانك أن تساعدي على توسيع الفجوة فيما بينك وبين أم الزوج، كما أنه باستطاعتك أن تحتوي الموقف بالكامل، وأن تدفعي بدفة السفينة للإبحار إلى بر النجاة بعيدا عن الخلافات المعتادة بين الحماة وزوجة الابن. المزيد من الخطوات والنصائح المفيدة نتعرف عليها سويا كما يرسمها لنا علماء النفس..

لابد من تقبل أهل الزوج وعلى رأسهم الحماة كجزء أساسي لا يتجزأ من حياتك الجديدة. منذ البداية لا يجب النظر إلى الحماة على أنها جسم غريب يجب استئصاله من جسد حياتك الزوجية، إذا كانت هذه هي نظرتك إلى الموضوع فسوف تعانين العديد من المتاعب والمشكلات، الواقع يقول إنها بالفعل جزء أساسي من حياتك لا يجب السعي إلى تغييره، ولا النظر إليه على أنه عقبة من الأساس، وبدلا من إرهاق فكرك في البحث عن طرق للتخلص من أم الزوج فلابد أن تضعي هذا الجهد في البحث عن طرق ووسائل تسهل التعامل، وتؤدي إلى تقريب المسافات فيما بينكما، ولا تتخيلي أن هناك صعوبة أو مشقة في هذا الأمر، فالحماة ليست من كوكب آخر فهي أم وأخت.

تخيلي أن أمك التي تربيت في كنفها سوف تصبح في يوم من الأيام حماة لزوجة أخيك فهل ستنقلب إلى شيطان؟ سوف يستنكر عقلك هذا الأمر، ونفس الشيء بالنسبة للأخريات فهي ليست شريرة بطبيعتها.

من الضروري أن تبدأ خطوات التقارب من جهتك أنت ليس مع الحماة وحدها ولكن مع أسرة الزوج بالكامل، تسألين عنهم جميعا وتتعرفين على المناسبات الخاصة بهم كي يجدوك بجوارهم في مثل هذه المناسبات كعضو فاعل وكجزء أساسي من أعضاء الأسرة، ارسمي حياتك الجديدة كما ترغبين لا تتركي للآخرين مهمة تحديد ملامح هذه الحياة ثم تسارعين بعد ذلك بالشكوى.

ليس بالضرورة أن تغيري من نفسك بصورة نهائية كي ترضي الحماة وأهل الزوج. كل ما عليك هو احترام عادات وتقاليد هذه الأسرة الجديدة مع الاحتفاظ بكافة الأنماط الحياتية التي تعشقين ممارستها، فعلى سبيل المثال عندما تجدين اختلافا في طرق الطهي فلست مجبرة على تقبل هذه الطرق والأساليب الجديدة، ولكن عليك احترامها وعدم الاستهزاء بها سواء في وجود الحماة وأفراد الأسرة أو حتى في غيابهم. استمري في طهي طعامك بالطريقة التي اعتدت عليها، وجهزي لهم ما لذ وطاب من الأطعمة بطريقتهم هم عندما يكونون موجودين.

وهكذا الحال في كافة مناحي الحياة، لن يقلل هذا الأمر من شأنك في شيء بل على النقيض من ذلك سوف يزيد من احترامهم وتقديرهم لك، إن الذي يقلل من قدرك بالفعل هو الدخول في صراعات ونقاشات وعمل المقارنات المتتالية بين أسرتك وأسرة الزوج، وليكن في علمك لا تتخيلي مطلقا من الحماة وحتى الزوج أن يميلا إلى العادات والتقاليد والأساليب المعيشية التي تنتهجها أسرتك حتى وإن كانت هي الأفضل.

إذن المقارنة هنا في غير محلها ولنعتبر الأمر اختلافا في الطريقة، بل يمكن اعتبار الأمر مكسبا بالنسبة لك فبدلا أن كان لديك طريقة أو أسلوب واحد أصبح لديك اثنان.

من أهم أسباب المشاكل بين الزوجة والحماة أيضا هو جرح مشاعر أحد أفراد أسرة الحماة، وهي نقطة غاية في الأهمية، يحدث ذلك بصفة خاصة لأن أفراد أسرة الزوج يكون لديهم حساسية وترقب شديد من كل ما يأتي من زوجة الابن، هذا الترقب لا يعني بالضرورة أنهم يتمنون وقوعها بالخطأ، ولكن لأنهم يتوقعون منها أن تكون الضيفة الجديدة المرحة الودودة التي يجب أن تنصهر في العائلة بسرعة، ولكن تخيب كل هذه الآمال وتندثر كل هذه التوقعات مع إصرار الزوجة على جرح مشاعر أي من أفراد أسرة الزوج.

الإهانة هنا لا تكون موجهة إلى شخص بعينه حتى وإن قصدت الزوجة لذلك، وإنما يعتبرها الجميع بما فيهم الحماة إهانة لجميع أفراد الأسرة، أو تعمد لنقد هذا الكيان الذي خرج الزوج من فلكه، ربما يكون الأمر متقبلا بعد مرور وقت كاف يسمح بالتعرف على طبائع الزوجة وعاداتها، ولكن في البداية لا تحاولي جرح مشاعر أي من أفراد الأسرة، نقصد بذلك أنه عند الاندماج مع هذه الأسرة الجديدة فمما لا شك فيه أنك سوف تفضلين بعض الأشخاص عن بعض، ومن المنطقي أن يكون هناك من هو مقرب منك بدرجة كبيرة للغاية، وهناك من يكون في مرحلة وسط، وفريق ثالث لا تفضلين التعامل معه إلا في أضيق الحدود، وكل ذلك أمر طبيعي في تطور العلاقة بأي مجتمع ولكن لا ننصحك بإقصاء هذا الفريق الثالث الذي لا ترتاحين إليه من البداية، لأن الآخرين سوف ينقلبون عليك بل على النقيض من ذلك ليكن لديك محاولات لرأب الصدع وتوطيد العلاقات وإصرار شديد على كسب الجميع إلى صفك، وإذا نجحت في ذلك فسوف تجنبين نفسك العديد من المشكلات، وإذا لم يكن النجاح حليفك فسوف يحسب لك محاولاتك وجهودك التي لن ينساها الآخرون من حولك.

وفي النهاية نذكرك بأنك ربما تعتقدين أنه ليس من الضروري حب الحماة وأهل الزوج ولكننا نقول حتى وإن كان ذلك صحيحا من الضروري العيش معهم حتى وإن قمت بمقاطعتهم لأنك سوف تجدين نفسك معهم في أحاديث الزوج وفي تصرفات الأبناء، لأجل ذلك لابد من الوضع في الاعتبار بناء علاقة تقوم على الود والاحترام.

‫5 تعليقات

  1. كلامك صح يا أمل. دائماً بفكرن حالهن انهن مظلومات بس من تحت لتحت والله ما حدا مظلوم في الدنيا إلا الكنه أرجو النشر

  2. جمرة بالنار ولا حماة بالدار ! حماتي قنبلة حياتي ! حماتي قنبلة نووية

  3. مع احترامي للجميع الجنه تحت اقدام الامهات كانت حماه او ام في النهايه اني بدك تصيري حماه وبالتوفيق انشاء الله لجميع الحماوات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة