سارة نتنياهو تنظف حي المحطة في اللد!

تاريخ النشر: 04/06/15 | 15:19

تبكي مدينة اللد حياء وخجلاً وما يواسيها إلا قول من قال لكل مقام مقال، ولكل حادث حديث فتتأسى به وتقول لكل زيارة تزويق، وتنظيف، وتحديث فها هي بلدية اللد تتكرم على حي المحطة في اللد أو على بعض شوارعه بالتنظيف، والتزويق، والتدهين، والتمليس استقبالاً لزيارة السيدة سارة نتنياهو للمكان غداً الخميس.
حقاً لكل مقام مقال ولكل حادث حديث انطلاقاً من هنا لا ضير في أن تزور السيدة نتنياهو أو غيرها من الشخصيات الأحياء العربية في اللد وتستقبل أحسن استقبال كما اعتاد العرب استقبال ضيوفهم وإكرامهم لكن بشرط أن تبقى الأماكن التي تنوي زيارتها على أحوالها المزرية الدائمة المعهودة لبلدية اللد، ولسكان اللد عرباً ويهوداً لتراها كما هي.
إن أول ما يتبادر إلى الذهن أن الهدف من زيارة أي مسؤول أو أي شخصية لأي مكان هو تفقد أحوال الناس كما هي، والاطلاع عليها لإصلاحها، وتحسينها وهذا أمر بديهي لا خلاف فيه بل الخلاف في التزوير والتزييف وتغيير الواقع وغش هذا المسؤول أو هذه الشخصية وإيهامها بأن حال المكان الذي زاره جيد وحسن ومليح.
فإن كان الحال المزور المغاير للواقع هو حقيقي كما يريد من غيرة، وزوره فلماذا تأتي هذه الشخصية أو تلك لزيارة محفوفة بالشخصيات “المرموقة” من جوقة المصفقين المحليين التي سيحضرها المضيف بل كان حري بهذه الشخصية الزائرة في هذه الحالة ما دامت الأمور والأحوال على ما يرام أن تأتي في زيارة خاصة كأي زائر عادي لا كزائر متفقد.
حال حي المحطة في اللد بالذات وحال الأحياء العربية معروفة للقاصي والداني فجبال القمامة مكدسة فيها تكاد تطاول دورها وبيوتها، والهوام والذباب ينعث فيها صيفاً لا يطرده إلا برد الشتاء القارس ، والجرزان والفئران تتخذها سكنا وموطنا لا تغدرها صيف شتاء، والثعابين والعقارب تسرح وتمرح فيها صيفاً لا يدخلها إلى أجحارها إلا سيول مياه الأمطار التي تغمر طرق هذه الأحياء الترابية التي تفتقر إلى المصارف والإضاءة والنور.
غداً ستأتي السيدة نتنياهو إلى حي المحطة وسيصطف أولادنا صفوفا، صفوفاً كالعسكر لاستقبالها نعم سيصطف هؤلاء الأطفال الذين يعانون من سوء أوضاع أحيائهم لكنهم لن يلتفتوا إلي السيدة نتنياهو ولن يهتموا بها بل سينشغلون في النظر إلى الأرصفة المدهونة بالصباغ الذي لم يعهدوه من قبل، وفي النظر إلى الشوارع النظيفة التي قد لا يعرفوها لشدة تغيير حالها عما عهدوه.
حيث سيسبب لهم هذا المنظر الجميل الذي ينعم بالنظافة والزخرفة التي لم يعهدونها يوماً وهم يعيشون في المكان نفسه منذ سنوات وسنوات في احتقار أنفسهم لأنهم يعلمون أن هذه النظافة والحفاوة لم تكن لأجلهم بل لأجل الزائرة الكريمة فإذا كان مجيؤها لمرة واحدة يستحق كل هذا فلما لا يستحق وجودهم هم الذين يعيشون في المكان نفسه أعواماً واعوام قسطاً يسيراً من هذه النظافة والزخرفة والحفاوة.
لماذا تعلم بلدية اللد أولادنا الكذب، والنفاق، والتزييف، وقلب الحقائق وتزويرها أليس من الحري ببلدية اللد أن تنظف هذا الحي أو ذاك احتراماً لساكنيه واهتماماً برفاهيتهم، وصحتهم إن لم يكن لكونهم بشر فليكن لكونهم مواطنين يدفعون الضرائب البلدية كغيرهم من سكان المدينة الذين ينعمون بالرفاهية والرخاء.
ما دام حي المحطة حظي بالنظافة وصبغ أرصفته احتفاء بزيارة السيدة نتنياهو فيا حبذا لو تزور السيدة نتنياهو كل اسبوع حياً عربياً من الأحياء العربية في اللد لينعم بالنظافة وليحظى بصبغ أرصفته إن كان فيه أرصفة.
ويا حبذا لو تزور السيدة نتنياهو أحياء اللد العربية ليلاً لكي تمن السلطات على هذه الأحياء بالإضاءة والنور، ويا حبذا لو تسكن السيدة نتنياهو في اللد لتنعم اللد بالأمن والأمان وتخلو من الجريمة والخراب.

ابراهيم أبو صعلوك- اللد

ibrahems3look

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة