ماذا نتوقّع من مدارسنا؟

تاريخ النشر: 28/01/13 | 5:40

قيل: الأمّ هي مدرسة الطفل الأولى، فهي – مع الأب – تسهم في بناء شخصيّته ، وفي بلورة ميوله ومواقفه، وفي غرس حبّ الاستطلاع والثقة بالنفس!

وتأتي المدرسة بمعلّميها وبرامجها وأجوائها لتواصل عمليّة التربيّة والتعليم المباركة!

وتوقّعات الأهل والمجتمع من المدارس كثيرة ومتشعّبة؛

إنّنا نناشد مدارسنا العمل على تنمية شخصية الطالب المتكاملة بجميع أبعادها وجوانبها العقلية والعاطفية والبدنية والنفسية والروحية والجمالية.

نتوقّع من مدارسنا الاهتمام ببناء أجسام طلابنا، وغرس محبّة الفنون وتذوّقها في نفوسهم: من موسيقى وغناء ورسم وتمثيل .. في حصص ثابتة، وعلى أيدي معلّمين مختصّين بذلك!

لا يكفي التأكيد على تنمية المهارات العقلية والإلمام بالمعلومات والمعارف في فروع المعرفة المختلفة، فالعلامات العالية والتحصيل المعرفي الجيد ليست كافية!

ينبغي التأكيد على إكساب المتعلمين مهارات التعلم الذاتي، وتزويدهم بالأدوات والمعارف والمهارات اللازمة لمواصلة التعلّم الذاتيّ المستقلّ مدى الحياة من المهد إلى اللحد.

وهناك حاجة للتخلص من أساليب التلقين والإيداع، والعمل على تنمية مهارات التفكير العليا:

التفكير الناقد، والتفكير الإبداعيّ الابتكاريّ!

إنّنا نطمح أن تقوم مدارسنا بتعزيز هويّة الطلاب وانتمائهم لمجتمعهم وشعبهم ولأمّتهم وثقافتهم مع الانفتاح على الثقافات الإنسانية الأخرى.

ونتوقّع أن تعمل مدارسنا على ترسيخ المواقف والاتجاهات الإيجابيّة لدى المتعلّمين المتمثّلة في:

تحمّل المسئوليّة، والتعاون مع الآخرين، والتزام الحوار البنّاء، واحترام آراء الغير حتّى وإن اختلفت عن آرائنا تمشّيا مع مقولة: "اختلافُ الرأيِ لا يفسدُ للودّ قضيّة!"

وأن تعملَ أيضا على ترسيخ قيم الحقّ والعدل والمساواة لدى أحبّائنا الطلاب!

نناشد مدارسنا الاعتناء بتنمية ما يعرف بالذكاء العاطفي – بدون إهمال الذكاء الأكاديمي العقلي – المتمثل باكتساب المهارات الحياتية العاطفية المطلوبة مثل: الوعي بالذات والتحكم بالانفعالات والنزعات، القدرة على التواصل مع الآخرين والتعامل معهم بمرونة وتسامح وتعاطف، المثابرة وتوفر الدافعية…(انظر: كتاب "الذكاء العاطفي" دانييل جولمان، الكويت، 2000)

وأخيرًا:

نناشد مدارسنا أن تعمل على تحبيب لغتنا العربيّة الخالدة لدى طلابنا، وعلى إكسابهم مهاراتها الأساسيّة: القراءة والاستماع للنصوص المختلفة مع الفهم (بمستوياته المختلفة!)، التعبير الكتابيّ والشفويّ الجيّد، الإقبال على المطالعة الذاتيّة وتذوّق الأدب!

إنّ إتقان مهارات اللغة الأساسيّة يشكّل المفتاح للتعامل مع جميع المواضيع الدراسيّة، ويسهم في تحقيق التقدّم والنجاح فيها.

‫6 تعليقات

  1. يعطيك الف عافيه استاذ محمود وانا اتابع مقالاتك بفارغ الصبر حبذا لو ان مدارسنا تعمل على الشخصيه والناحيه النفسيه للطلاب لم يعد وقت للاسف لهذا الامر هناك سباق عدو في تمرير المواد التعليميه لم يعد هناك وقت للتربيه وصقل الشخصيات للاسف هناك هدف واحد الان وهو ارضاء المديرات والمفتش ومديرة اللواء .

  2. السؤال الصعب كيف؟الرجاء اعطاء الالية لتحقيق كل ما كتبت! فانا اوافقك الراي مئة بالمئة

  3. يعطيك العافية!
    نتوقع نتوقع نتوقع…
    ولكن كيف نبدأ؟ ومتى نبدأ؟ وهل هناك من بدأ

  4. السلام عليكم
    صراحة المقال جميل وطرح عدة مواضيع
    ومنها استعمال مهارات اللغة العربية وتعليمها للتلاميذ
    وخاصة الاستماع للنصوص قراءتها وفهمها
    وهذا ما أستوقفني هو فهم النصوص. كيف نحقق الفهم وخاصة ان نتائج امتحانات النجاعة تشير إلى مستوى متدني في فهم المقرؤء في لغة الأم عندنا
    بالإضافة الي ان معلمي اللغة العربية هم انفسهم لا يتكلمون اللغة العربية الفصحى بكل دلالاتها كاستعمال مخارج الحروف. مما يسهل على الطالب في فهم الكلمات والجمل والتمييز بين الحروف المتشابهة الخ
    لذلك نتوقع ومطلوب. ليس من مدارسنا. فقط بل من معاهد التعليم ومن مفتشينا. ومن وزارة التربية والتعليم. الاهتمام بموضوع اللغة االعربية وبالمعلم قبل وصوله عتبة المدرسة

  5. جميل وقيم ما كتبت وتريد أن تتبناه مدارسنا ، لكن ما يراد رسميا من مدارسنا هو غير ما تراه وغير ما تكتب , أفكارك رائعة وحبّذا لو أنها تتحقق . ابراهيم مالك

  6. كل الاحترام والتقدير لمعلمي واخي الغالي الدكتور محمود أبو فنة. أنت تستاهل يا دكتور ان يحفر اسمك بخيوط من ذهب لانك من أوائل من حافظوا على اللغة العربية من الضياع، اخوك صالح أبو ليل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة