اكتشاف مذهل قد يعيد البصر للمصابين بالعمى الوراثي
تاريخ النشر: 24/01/13 | 7:11تمكن علماء بريطانيون، وأمريكيون من زراعة خلايا ضوئية حساسة في عيون مجموعة من الفئران العمياء، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تطور مذهل في علاج أمراضِ العيون عند الإنسان. وكانت الفئران العمياء تعاني من خلل يعرف بفقدانالمستقبلات الضوئية " photoreceptor" ، الذي يسبب ضعف عضلات البصر، وهو السبب الرئيسي في فقدان البصر عند المسنين، والإصابة باضطرابات العيون الأخرى. لكن بدلاً من أن استعمال الخلايا الجذاعية، التي يمكن أن تتشكل إلى أي نوع خلية، قام العلماء بزراعة خلايا مستقبلات ضوئية وصلت إلى المرحلة التالية من التطور في طريق تحولها إلى خلايا "مستقبلات ضوئية" ناضجة.
وقال الدكتور روبرت ماكلارين، جراح عيون وعالم في مستشفى مورزفيلد للعيون في لندن، " لأول مرة في تاريخ جراحة العيون أظهرنا بأنه بالإمكان زراعة خلايا مستقبلات ضوئية". وأضاف، "هذه الخلايا مفقودة في بعض الحالات الأكثر شيوعاً للعمى".
هذا ويعتقد العلماء بأن المزيد من الأبحاث يمكن أن تؤدي في النهاية إلى زراعة أول خلية شبكية إنسانية للأشخاص المصابين بالعمى خلال العقد الحالي.
تعتبر خلايا المستقبلات الضوئية، المسئولة عن البصر, حيث أنها تستقبل الضوء الواقع عليها، وتحوله لإشارات كهربائيةتنتقل عن طريق الألياف العصبية البصرية، والتي تتجمع في القرص البصري أو الذي يسمى كذلك بالبقعة العمياء (حيث أن القرص البصري لا يحتوي على مستقبلات ضوئية) لتكوين العصب البصري.
وأخفقت الدراسات السابقة التي كانت قد استعملت الخلايا الجذاعية، وهي خلايا أساسية يمكن أن تتحول إلى أي نوع من الخلايا في تحقيق النتائج ذاتها.
برهان المبدأ:أعتقد الباحثون بأن شبكية العين البالغة، الجزء الذي يحس بالضوء، ويشكل الصور، لا يمكن إصلاحه. بينما أظهر ماكلارين وفريقه أن استعمال الخلايا المبرمجة أصلا لتصبح مستقبلات ضوئية، ولكنها غير ناضجة بعد، أنها المفتاح للحصول على زراعة ناجحة.
ووضح ماكلارين ذلك بقوله، " استخرجنا الخلايا من شبكية عين المتبرع وزرعناها في شبكية عين المضيّف بسرعة فائقة خلال تلك المرحلة الدقيقة دون إحداث ضرر إلى النسيج المحيط." هذا وكانت الفئران مصابة بالعمى الوراثي.
كما وجد العلماء مؤخراً خلايا على هامشِ شبكية العين عند البشر تملك خصائص تشبه الخلية الجذاعية، ويمكن زراعتها في المختبر لتصبح خلايا مستقبلات بصرية تستعمل للعلاج.
تم نشر نتائج أبحاث معهد طب العيون، ومعهد صحة الطفل في لندن، وكلية الطب بجامعة مشيغان في الولايات المتحدة على الإنترنت في مجلة الطبيعة.
وقال الأستاذ أناند سواروب، من كلية الطب بجامعة مشيغان، ومؤلف مشارك في الدراسة، "بدلاً من التَركيز على الخلايا الجذاعية، اعتقدنا بأنه إذا تمكنا من فهم طريقة تطور الخلايا إلى مستقبلات ضوئية، فأن جهودنا بالزراعة ستلاقي نجاحاً أعظم." وأضاف، "هذه التقنية تعطينا الأمل في علاج الضرر الذي يصيب الشبكية، ومن المحتمل أن يتطور ليصل إلى أجزاء أخرى من الجهاز العصبي."