تحليل قصيدة "سفرٌ طويل للشاعرة معالي مصاروة"

تاريخ النشر: 21/12/12 | 16:59

(بين سطور القصيدة) يلاحظ المتتبع لمنشورات الشاعرة الأخيرة أن الشاعرة تحثُّ الخطى نحو قولبة قصائدها وتميزها بحيث صرنا نعرف معجمها اللغوي الشعري، ودمجها بين العاطفي والوطني دمجاً موفقاً يصب في صالح القصيدة الجماهيرية التي تنتظر سماع الجمهور لها وهي تُلقى بصوت الشاعرة. الى الأمام وإنني لأبارك للشاعرة هذه الوثبة الخلاقة والانتفاضة الواعدة..

تبدأ هذه القصيدة النبوءة بأفعال مستقبلة فيها كل الإباء والإصرار على مواصلة الدرب العسير بتقاسيم جديدة ، وبأحلام ترسمها الشاعرة وتتعلق بها في الفضاء الرحب، وبإيمان مطلق يحملها على أجنحة أحلامها.

“سآتِي من فوهةِ القافِية

سأمحُو ذاكَ الماضِي الرديء

سأتباهى بحُبهِ ليومِ القِيامة”

سيُشرقُ الوطنُ من الغَسق

سيكُون يومًا ما “لا شيء”

كل هذه الأفعال المستقبلة إن دلّت على شيء فإنما تدلُّ على إصرار الشاعر على مصداقية قضيتها وقضية شعبها. يلحظ القارئ الحصيف بين سطورها عدة أطياف لقصص تتشابك بين الماضي والحاضر وتطلعات كثيرة الأمل بالمستقبل الواعد على جميع الأصعدة خاصة الوطني منها.

إنها ستأتي من فوّهة القافية حالمة بالحرية . أي من فم القافية من بدايتها .

“سآتِي من فوهةِ القافِية

حالِمةً بالحُرِية”

فكأن القوافي قصر له باب تطلع منه ربات الشعر لا تخشى الطوفان والغرق يحميها ايمانها وإصرارها على محو ما سمته أقدارها في ما مضى .

إنها الآن تحلمُ بأن يكون لديها ما يكفيها من الكلام المسافر في روحها لسفر طويل.. مؤمنة أن وطنها واحد يعيش في كيانها وسيشرق من الغسق لا محالة.

“كَلامٌ ينبتُ تحتَ المَطر

لسفرٍ طوِيل”

وطن يسكنها وتسكنه.. يملكها ويتملكها ويسرق روحها. إنه وطننا القلق.

تقول الشاعرة:

” قلقٌ يُدنسُ التراب

من كافرٍ مُستعمر

سيكُون يومًا ما “لا شيء”

لن يعُود

لَن يعُود

ولَن يعُود

ولو بحقِي بالعيشِ نَطق!”

وكنتُ أفضّل أن تنهي القصيدة بأمل العودة لشعبها بدلاً من التأكيد على أن المستعمر لن يعود .. فتقول سنعود ونعود ونعود.. ولو في كفن .. ولو ..

يلاحظ المتتبع لمنشورات الشاعرة الأخيرة أن الشاعرة تحثُّ الخطى نحو قولبة قصائدها وتميزها بحيث صرنا نعرف معجمها اللغوي الشعري، ودمجها بين العاطفي والوطني دمجاً موفقاً يصب في صالح القصيدة الجماهيرية التي تنتظر سماع الجمهور لها وهي تُلقى بصوت الشاعرة. الى الأمام وأبارك للشاعرة هذه الوثبة الخلاقة والانتفاضة الواعدة

القصيدة:

سآتِي من فوهةِ القافِية

حالِمةً بالحُرِية

هَيأتُ ذاتِي فقُلت:

رُبما يأتِيكِ إعصارٌ أو طُوفان

قالت: لِي ربٌ يأوِينِي

ولا أخافُ الغَرق

…….

سأمحُو ذاكَ الماضِي الرديء

وأبحثُ في مساماتِ العربِية

فِي تقاسِيمِ الأغنيات

عن كلامٍ آسرٍ

بِلا لحنٍ ولا وَرقْ

……..

كَلامٌ ينبتُ تحتَ المَطر

لسفرٍ طوِيل

سأتباهى بحُبهِ ليومِ القِيامة

وإن ضاقت بِي

المسافات

الساعات

والمساحات

سيُشرقُ الوطنُ من الغَسق

…….

وطنًا يسكنُ رحمِي

يُحاورُ ذاكَ الإحساسَ الغرِيب

الساهر بعيونِ القلب

وبكلِ لحظةٍ أتأكد

ولا أذكرُ شيئًا

سوى وطنًا

يملكنِي

يكلمنِي

يكملنِي

ويتملكنِي

ورُوحِي قد سرقْ

……..

سرقَ أنفاسًا صابِرة

على نافِذةِ الزمن

أرفضُ أنا أن أموت

وترفضُ هي أن تمُوت

فِي شوارعِ المدِينة

والوطنُ لا زال يقضِي وقتًا

مع ذاكَ القَلق

……..

قلقٌ يُدنسُ التراب

من كافرٍ مُستعمر

سيكُون يومًا ما “لا شيء”

لن يعُود

لَن يعُود

ولَن يعُود

ولو بحقِي بالعيشِ نَطق!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة