"الأنا" البطوليه في الوسط العربي

تاريخ النشر: 24/12/12 | 0:59

أنفق العرسان في موسم الاعراس الصيف الماضي كميات من المفرقعات والألعاب النارية وكميات عيارات نارية ..تفوق بإعتقادي ما أنفقه ثوار سوريا وجيش النظام من أسلحة في الثورة القائمة اليوم في سوريا , ناهيك عن أجرة المطرب وتكاليف طعام السهرة الذي يكفي لإطعام قبيلة كاملة في إفريقيا . مع ذلك ما زلت ترى العريس العربي ،، يشكو ويتذمر بعد انتهاء زفافه من المديونيه وضيق الحال والطفر والديون التي تراكمت عليه من أجل "الأنا البطولية" . وبالسياق نفسه، ما زلت ترى ان، هناك الكثير من السلبيات التي يتعاطاها كثير من السائقين وخاصة الشباب منهم، فهم يرون في محاولة تجاوز سيارة لهم إهانة شخصيه ،فما بالك اذا تجرأ احدهم وقام باطلاق زاموره لتذكير السائق المخالف بخطورة تكلمه بالهاتف النقال خلال السياقة مثلا !! او وقوفه الخاطئ في منتصف الطريق ليتبادل اطراف الحديث مع سائق اخر.

اصبح مجتمعنا لا يفهم معنى التواضع وأخلاقيات السلوك واحترام الآخر في الشارع وكأن الشارع اصبح ملكا لبعضهم، ولا يفهمون شيئا واحدا سوى "الأنا البطولية". والأنا البطوليه ومن نوع اخر ،نقدر ان نلاحظها عند بعض شبابنا، العازفين على الزواج، بسبب اهتمامهم بنظرة الناس لهم، فاقتنائهم لسيارة حديثه بالنسبه لهم أهم من ألأرتباط بفتاة، وتبذير كل توفيراتهم على الطش والسهر، وادمانهم على الماركات من الملابس مما جعل بالمقابل فتيات عفيفات بدون زواج ،،، وكل ذلك بسبب حب "ألانا البطوليه ".

وذات المثال الذي ينطبق على المواطنين فانه ينطبق تماما على اعضاء الكنيست العرب فمثلا بعض الاحزاب والقوائم العربيه رفضت مقترح التحالف في قائمة واحدة تضم كل الأطياف السياسة تحت هذه المظلة الحزبيه، الذي سوف يؤدي الى هدر الآلاف الاصوات في قوائم لربما لاتتجاوز نسبه الحسم ،، وحتى في داخل احد ألأحزاب مازالت الديموكراسي والدينوكراسي تدفعها وتغذيها الأنا البطولية.

والحلول للأمثلة التي ذكرتها بنظري ليست معقدة كما نفكر ،، فمثلا لو اكتفى العريس بسهرة متواضعة وبدون تكاليف زيادة قد يخرج من مديونيته بكل بساطة، والسائق المتهور لو انصاع لقوانين وسلوكيات الشارع قد يمنع عن نفسه كارثه او حادث طرق، وذلك الشاب لو استطاع تنظيم مصروفاته وعدم تبذيرها في ملذات الحياة والتفكير مليا بمستقبله ،لتزوج مبكرا وتحمل المسؤولية. اما السياسيين فلو توحدوا لكان تمثيلنا في الكنيست اكبر وقد نحصل بهذا المطلب الجماهيري على سبعة عشر عضو حسب الاحصائيات، ولكن كيف يتوحدوا والانا البطولية وحب الذات اكبر وافضل من مستقبل الوسط العربي ..؟ ولكن لا حياة لمن تنادي !!! وكأنك تحرث في ماء.

‫2 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، لقد تناولت موضوع بالغ الأهميه و”الأنا البطوليه” أمر يحتاج للمعالجه من قبل كل فرد منا وذلك للنهوض بمجتمعنا وبمستقبل أبناءنا .. يقول عليه الصلاة والسلام “ما نقُصتْ صدقةٌ من مالٍ وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا . وما تواضَع أحدٌ للهِ إلَّا رفعه اللهُ” .. التواضع هو خلق يجب التحلي به ، فكلنا من آدم وآدم من تراب

    بارك الله بك ووفقك الله لعرض المزيد من القضايا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة