استعراض لكتاب “نبض القلب” للأستاذ موفق خوري

تاريخ النشر: 30/03/15 | 8:22

مقدِّمة ٌ: هذا الكتاب “نبض القلب” هو أحدُ الأعمال الإبداعيَّة التي خرجت إلى النور قبلَ عدَّة سنوات، من تأليفِ المرحوم الكاتب والأديب الكبير الأستاذ “موفق خوري”، وقد أصدرَ الكاتبُ قبلهُ عدَّة َ كتب من تأليفه.
كانَ يعملُ المرحوم الأستاذ موفق خوري قبل وفاتهِ نائبَ مدير عام وزارة المعارف والثقافة والرياضة، ومديرًا لدائرةِ الثقافةِ العربية المسؤولة عن إصدار الكتب للمؤلفين العرب من كتاب وشعراء وباحثين وإقامة المهرجانات والنشاطات العديدة ودعم المؤسَّسات والجمعيَّات والفعاليَّات الثقافيَّة والأدبيَّة والتربويَّة والفنيَّة العديدة وغيرها محليًّا، ولهُ دورٌ كبيرٌ وفعَّالٌ في دعم ِ واستمرار مسيرة الثقافة والأدب والفكر المحلِّي، وعن طريقهِ وصلَ الكثيرون من الكتاب والشُّعراء للشُّهرةِ والإنتشار ووصلَ إنتاجُهُم الإبداعي الذي كانَ في غياهب النسيان إلى النور.
مدخلٌ: يقعُ هذا الكتاب ” نبض القلب ” في 128 صفحة من الحجم الصَّغير، طُبعَ على حساب المؤلف الشَّخصي (السيد موفق) وليس على حساب الدائرة، والكتابُ يتناولُ مسيرة َ حياتهِ وكفاحِهِ الدَّؤُوب من أجل العيش الكريم والشِّريف والتمسُّك بالقيم والمبادىء الخلقيَّة السَّاميةِ التي ترضي الرَّبَّ وَتُرضي الضَّميرَ الإنساني النظيف والأعرافَ والمفاهيم التقدُّميَّة المُثلى.

من الناحيةِ الشكليَّةِ والبناءِ والإطار الخارجي لأسلوبِ هذا الكتاب (المؤَلَّف)- إذا أردنا تقييمَهُ شكليًّا – فلا نستطيعُ أن نعطيهُ إسما أو ميزة ً واحدة ً مُعَيَّنة ً، لأن أقسامَ ومواضيعَ الكتاب وصفحاته تتتمحورُ في عدَّة أساليب وأنماطٍ كتابيَّةٍ متنوِّعةٍ، من الناحيةِ الفنيَّةِ والأدبيَّة والذوقيَّة -فالكاتبُ (خالد الذكر) بحقٍّ وحقيقةٍ إنسانٌ مثقَّفٌ ثقافة عالية جدًّا، إضافة ً إلى تحصيلهِ العلمي والشَّهاداتِ الأكاديميَّةِ العالية التي حصلَ عليها بجدارةٍ، ولهُ إلمَامٌ واسعٌ بالأدبِ العربي والعبري والأجنبي والأدب المقارن وَمُطَّلعٌ على مُعظم ما كُتِبَ وَنُشرَ من إعمال إبداعيَّةٍ خالدةٍ – قديما وحديثا.. هذا بالإضافةِ إلى موهبتِهِ الفذ َّةِ الفطريَّةِ أدبيًّا وفكريًّا. وكنتُ ألمحُ هذا الشيء، سابقا، من خلال كتاباتهِ وتقديمِهِ لكتبِ بعض المُؤَلِّفين والشُّعراء المحليِّين حيث كان يُقدِّمُهَا بنفسهِ بأسلوبٍ شاعريٍّ أدبيٍّ مُنمَّق جذابٍ ينمُّ عن حِسٍّ فنيٍّ مُرهَفٍ وَمُقيِّمًا لها التقييم العلمي والموضوعي الصَّحيح.

يمزجُ الأستاذ ُ “موفق خوري” هنا، في هذا الكتاب، الأسلوبَ الصَّحافي التقريري مع الأسلوب الأدبي في الكثير من صفحاتِ الكتاب.. وأحيانا الأسلوب العلمي والفلسفي التحليلي الجافّ بعض الشيىء والخَصِب والمُشعّ موضوعيًّا وتعليميًّا وفكريًّا…وأحيانا نجدُ أسلوبًا أدبيًّا بحتا قريبا إلى الخواطر والشِّعر فيهِ الشَّفافيَّة ُ والشَّاعريَّة والرُّومانسيَّة ُ الحالمة التي تخلبُ الروح وتسكرُ الوجدان وتأسرُ القلبَ والضَّميرَ فنجدُ المؤلِّفَ يُكثرُ من الصُّور الشِّعريَّةِ والإيحاءاتِ والشَّطحاتِ الصُّوفيَّةِ والميتافيزكيَّة وللفانتازيا ويُدخلُ عناصرَ الطبيعةِ وسحرها وجمالها وأسرارها والألوان المُشِعَّة والوجود بعظمتِهِ اللامتناهية، إضافة ً إلى الموضوعيَّة والمفاهيم الإنسانيَّة والحضاريَّة التقدُّميَّة فتخرجُ تلكَ الجملُ والصَّفحاتُ التي على هذا النمط لوحة ً فنيَّة ً شاعريَّة رائعة ً خالدة. فهذا الكتابُ يحوي الكثيرَ الكثيرَ وممزوجٌ فيهِ كلُّ شيىءٍ جميل ويتجلَّى فيهِ الفنُّ والإبداعُ والمهارة ُ الكتابيَّة، فأرادَ الأستاذ ُ “موفق خوري ” بذكائِهِ وعبقريَّتِهِ ومهارتِهِ الكتابيَّةِ أن يُقدِّمَ لنا جميعَ الأنماطِ والأساليِب ونماذج المدارس الكتابيَّةِ في مؤلَّفٍ صغير (كتاب للجيب) ويُدخل فيهِ آراءَهُ ومعتقداته ومفاهيمه للحياةِ والكون وفلسفته الخاصَّة في الحياةِ فينتقلُ من أسلوبٍ لأسلوب ومن موضوع لموضوع ومن جوٍّ إلى جوٍّ وعالم آخر بمهارةٍ ولباقةٍ فائقةٍ وبذكاءٍ وتكتيكٍ فذ ٍّ قد يعجزُ عنهُ كبار الكتاب دون أن يشعرَ القارىءُ بهذا التحوُّل المُفاجىءِ وبهذا التغيير ومن دون أن يتركَ فراغا أو شرخا وتصدُّعًا في البناءِ الهرمي المتين لهذا المؤلف والعمل الأدبي المُمَيَّز.

وهذا الكتابُ بحقٍّ وحقيقةٍ يستحقُّ القراءة َ وجديرٌ وأهلٌ أن يكونَ في كلِّ مكتبةٍ لقيمتِهِ وفوائدِهِ العديدة الهامَّة: أدبيًّا وإجتماعيًّا وإنسانيًّا وفلسفيًّا، وهو يتمحورُ في عدَّةِ مجالاتٍ وأنماطٍ كما ذكرتُ سابقا، وهي:
1) البناء الخارجي والناحية الشكليَّة – وهذا الجانب يضمُّ عدَّة َ أطر وفروع، مثل:
أ – الطابع والأسلوب التقريري والصَّحافي. ب – الطابع القصصي والسَّردي. ج- الأسلوب الرومانسي الشَّاعري القريب للخواطر والشِّعر. د – الأسلوب العلمي التحليلي والفلسفي.
2) الناحية ُ الموضوعيَّة والفكريَّة: ويضمُّ هذا الجانبُ أيضا عدَّة َ فروع وجوانب أخرى، مثل: 1 – الجانب التربوي والتعليمي. 2 – الجانب الإنساني. 3 – الجانب والطابع اللاهوتي وعنصر الإيمان. 4 – الجانب الترفيهي والمُسلِّي و (عنصر التشويق والترغيب). 5 – الجانب النفسي والعقلي. 6 – الطابع الوطني. 7 – الجانب الإجتماعي والسُّلوكي.

إنَّ الكتابَ بالإضافةِ إلى قيمتهِ الفكريَّةِ والفلسفيَّةِ يُترعُهُ وَيُضَمِّخُهُ الطابعُ الأدبي والمستوى الذوقي والفنِّي الرَّفيغ..وجديرٌ بهِ أن يُترجمَ إلى اللغاتِ العالميَّة ويحظى بإهتمام الكتاب والنقاد العرب والأجانب. وهذا الكتابُ كما جاءَ في مقدِّمتِهِ (التي على الغلاف) يتناولُ في طيَّاتِهِ وبروايَتِهِ مسيرةِ الحياة والكفاح الشريف من أجل الحياةِ الأفضل والأحسن والمثلى والعمل على تحقيق الأهداف الإنسانيَّة السامية.. وكلُّ هذا بأسلوبٍ ونمطٍ فلسفيٍّ تحليليٍّ لإطار واقعنا الحياتي اليومي الذي نعيشهُ، فيعبِّرُ فيهِ الأستاذ “موفق خوري ” عن التطلُّع إلى الأحسن وإلى العلم والمعرفةِ والتسامح والسلام والتعايش الإنساني وحبّ الخير ومساعدة الغير والمحبَّة الشَّاملة وحبّ الإنسان لأخيه الإنسان.

ومن خلال حديثِ الأستاذ “موفق خوري” وسردهِ لقصَّةِ حياتِهِ ومسيرتِهِ الكفاحيَّة حتى وصلَ إلى ما وصلَ إليهِ من مركز ومكانةٍ مرموقةٍ إجتماعيًّا وعلميًّا – إبتداءً بطفولتِهِ ونشأتهِ وتعليمهِ ودراستهِ وموت والدِهِ في سنٍّ مبكر ثمَّ والدتهِ بعد ذلك بفترةٍ ليست طويلة وتولَّى هو بصفتهِ الأخ الأكبر تربية إحوته والعناية بهم وتعليمهم، ثمَّ زواجهُ في سنٍّ مبكر وتمُّل مسؤُوليَّة إعالة العائلة جميعها المكوَّنة من إثنى عشر أخا وأختا..إضافة ً إلى زوجته وشريكة حياته حتى كبرَ جميعُ إخوتهِ وأنهوا تعليمَهم وحققوا نجاحَهم الحياتي والعلمي والمعيشي والإجتماعي بفضل الأخ الأكبر ودعمه لهم ماديًّا وأسريًّا وتربويًّا. ويعطينا في هذا درسًا كبيرا في الأخلاق والقيم والمُثل والمبادىء والمحبَّة والتسامح، وفي المُثابرة والعمل الدَّؤُوب والكفاح لأجل تحقيق الأهداف الشريفة المثلى والنجاح إجتماعيًّا وعلميًّا وماديًّا وأسريًّا وعائليبًّا، مع التمسُّك بالقيم والمبادىء وبالإيمان بالله الخالق- جلّ جلالهُ – الذي لا يتخلِّى عن عبادِهِ وبالذات عن الإنسان المؤمن والصَّادق الذي يمشي حسب مشيئة الرّبّ وخطته للبشر في الحياةِ للأرضيَّة على هذا الكوكب. ونستشفُّ ونستخلصُ من هذه المسيرةِ الطويلةِ والعريضةِ والمُثمرة أنَّهُ لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياةِ إذا وُجدَ الإيمانُ القويُّ، وليسَ هنالكَ شيىءٌ إسمُهُ مستحيل وانَّ الإنسانَ الشَّريفَ والمبدئي في النهايةِ سيصلُ وَسَيُحَقِّقُ مبتغاهُ من تقدُّم ونجاح إذا حافظ َ على الأخلاق والمبادىءِ والسُّلوكيَّاتِ الإيجابيَّةِ ونقاءِ الضَّمير ومخافة الرًَّبّ ومهما كانت تواجهُهُ في البدايةِ العراقيلُ والصُّعوبات..ومن هنا يظهرُ في هذا الكتاب الجانبُ الإنساني والإجتماعي والسسُّلوك والتربوي والتعليمي.
وفي بعض الأسطر من هذا الكتاب يتحدَّثُ الأستاذ ” موفق خوري” عن قصَّةٍِ وموقفٍ هام جدًّا في حياتهِ وَيُؤَثِّرُ في كلِّ إنسانٍ عندهُ المشاعر الإنسانيَّة وخاصَّة في الإنسان العربي الفلسطيني الذي عندهُ الضميرُ والحِسُّ الإنساني والوطني،حيث يذكرُ قصَّة َأخيه الشَّاب الذي كان يدرسُ موضوعَ الطّبّ خارج البلاد واتِّهِمَ بقضيَّةٍ أمنيَّةٍ كذبا وافتراءً وَوُضِعَ في السِّجن فترة ً طويلة..وعندما توفيت الوالدة ُ(والدتهم) جاءُوا به من السِّجن والقيود في رجليهِ ويديهِ ليلقيَ نظرة ً سريعة ً وأخيرة ً على والدتهِ الميِّتة المُسَجَّى جُثمانها في الكنيسة وحولها العائلة والمُقرَّبين والناس يبكونها، فلم يتمالك ويتماسكْ أخوهُ (مؤلِّف الكتاب) نفسهُ وانهمرَت الدُّموعُ من عينيهِ بغزارةٍ لهذا الموقف والمشه التراجيدي المؤلم… أيّ أنَّ أمَّهُ ميِّتة ٌوالبكاء عليها من كل ٍّجانب وأخاهُ مُقيَّدٌ برجليهِ ويديهِ بالسَّلاسل يحيط ُ بهِ السَّجَّانون. وقد صوَّرَ الكاتبُ هذا المشهدَ بكلماتٍ وجملٍ قليلةٍ مُعبِّرة وَمُؤَثِّرة وفيها نستشفُّ الشُّعورَ والجانبَ الإنساني والوجداني والوطني وثقافة المؤلِّف وبراءته ورقَّة أحاسيسهِ. والجديرُ بالذكر أنَّ أخاهُ السَّجين قد أصيبَ بالشَّل نتيجة َ التعذيب الشَّديد الذي لاقاهُ في السِّجن من قبل المُحققين، وبعد ذلك أخرجوهُ من السِّجن وهو الآن إنسانٌ مُقعدٌ على كرسي عجلات لا يستطيعُ المشي وقد قام بالعنايةِ به ورعايتهِ أخوهُ “موفق” “والعائلة..وما زال إلى الآن يعيش في بيت المرحوم موفق يتولى العناية به أولاد موفق والعائلة جميعها.

ويتحدَّثُ الأستاذ ” موفق” في هذا الكتاب أيضا عن موضوع الحُبّ بشكل مُكثف وَمُوسَّع… الحُبّ الإنساني الشَّامل والتعايش مع الجميع بسلام وطمانينة ووداعةٍ ومحبَّةٍ وتيسامح. فيقولُ مثلا في بعض الفقرات (صفحة 104): (” بالحُبِّ نسنطيعُ أن نفعلَ كلَّ شيىء، فنحنُ خُلقنا لِنُحبَّ وعِشنا من أجل المََحَبَّة، والمحبوبُ أو المحبوبة، فكلُّ شيىء تفعلهُ في مجالات الحياةِ من خدمة وعملٍ ودراسةٍ وإنتاج وإبداع منوطٍ بالحُبِّ، وإذا لم يوجد الحُبُّ في القلب والمشاعر والفكر، أضعُ علامة َ سؤال كبيرة على العمل ونتائجهِ وأهميَّته، فكلُّنا نحبُّ شيئ أو أشياء، فمثلا: حبّ الزوجة أو الصَّديقة والحبيبة أو حُب الإبن لوالديهِ،أو حُبّ الأخ لأخوتهِ وأخواتهِ، أو حُبّ الإنسان لعائلتِهِ أهل بيتهِ، أو حُبّ الفرد (ذكرًا أو أنثى) لأصدقائهِ وصديقاتهِ، كذلك حبّ الإنسان لمجتمعِه ِ الواسع والضيِّق وللإنسانيّةِ وللشُّعوب. كذلك حبّ العمل والإجتهاد والبذل والعطاء، وخدمة الإنسانيَّة بالإضافةِ إلى حُبِّ الوطن، والأض، والبلدة، والبيت والشَّجر والحجر والورود والأزهار والتلال والجبال والسهول والوديان والبحار، فكلُّها حُبٌ طيعيٌّ وعفويٌّ “).

إنَ الكاتبَ يُعطينا صورة ً مثاليَّة ً سامية ً كاملة للحُبِّ المثالي الذي يتمحورُ ويتجسَّدُ في جميع هذه العناصر والأشياء التي ذكرَها: حُبّ الإنسان لأخيه الإنسان، حبّ المرأة، حب الأرض والوطن، حب الجمال والفنّ وحبّ الإبداع، وحبّ العطاء والعمل والإبداع لأجل الإنسانيَّة جمعاء..وهذا هو الحبّ الحقيقي والإيجابي السَّامي الذي يكونُ مآلهُ ومفادُهُ الخير والسَّلام والرَّفاهيَّة والإنطلاق والعمران والتطوير والتقدُّم والإزدهار للمجتمع وللإنسانيَّة.

ومن المواضيع المُهمَّة التي ركَّزَ عليها أبو رفيق موفق خوري موضوع السَّلام والتعايش – الموضوع الهام الذي أصبحَ الآن حاجة ً مُلِحَّة ً وأساسيَّة ومصيريَّة لأجل الإستقرار والطمأنينة والسَّعادة والعيش الطبيعي من دون قلق ورُعٍب وتخوُّفٍ من الغد والمصير المجهول..وانَّ السَّلامَ الشامل والعادل والحقيقي قد لا يتحقق بدون المحبَّةِ والتسامح والصَّفح، وهذا ما تتحدَّثُ عنهُ دائما وتركّزُ عليهِ الدياناتُ السَّماويَّة وجميعُ الأعراف والمفاهيم الإنسانيَّة والحضاريَّة والتقدُّميَّة، وبشكل خاصّ وَمُمَيَّز الديانة المسيحيَّة، ونستخلصها من تعاليم وأقوال يسوع المسيح حيث يقول: (” طوبى لصانعي السَّلام فهم أبناء الله يدعون”.. “طوبى للودعاء فهم يرثون الأرض “).. إلخ.

وأخيرا وليس آخرًا: إنَّ هذا الكتاب ” نبض القلب ” هو عملٌ إبداعيٌّ مُمَيَّزٌ لقيمتِهِ الإنسانيَّةِ والفكريَّةِ والإجتماعيَّةِ أوَّلا ثمَّ لمستواه الأدبي والفنِّي الرَّاقي والمُترع والمُشِعّ بالجوِّ الشَّاعري الفانتازي الخيالي وبالرومانسيَّةِ الحالمةِ.. ويُضيفُ إلى أدبنا ونتاجنا المحَلِّيِ الثقافي باقة ً جديدة ً فوَّاحة ً يانعة خالدة ً تُكلِّلُ هامَ الفكر والأدبِ والإبداع.

وكم كُنَّا نتمنى أن يمتدَّ العُمرُ بالأستاذ موفق خوري أكثر وأكثر ليتحفنا بالمزيد من الإصداراتِ والإبداعاتِ الأدبيةِ والفكريَّة..ولكن يدَ المنون لم تمهلهُ فقد توفيَ بشكل مفاجىءٍ وفاجع وهو في أوج عطائهِِ وتألُّقهِ وعنفوانهِ (عن عمر يناهز ال 59 سنة) إثرَ نوبةٍ قلبيَّةٍ حادَّةٍ..وكان موتهُ صاعقة ً لجميع أفرادِ المجتمع ولأصدقائِهِ ومعارفه وذويه بشكل خاص، وخسارة ً لا توصفُ بل فاجعة ً وكارثة ً للعلم والثقافةِ والفنِّ والإبداع بشكل عام. لأنّهُ بفضل هذا الإنسان العظيم خرجت آلافُ الكتب الأدبيَّة والثقافيَّة والدواوين الشعريَّة المحليَّة إلى النور، والكثيرون من الكتاب والمثقفين المحليِّين الذين كانوا مجهولين أصبحوا معروفين وتمَّ نشرُ إنتاجهم وإبداعاتِهم بفضل الأستاذ أبي رفيق موفق خوري رحمهُ الله.

بقلم: حاتم جوعيه
المغار – الجليل

0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة