العلاقة بين شرب الحليب وهضم اللاكتوز

تاريخ النشر: 04/12/12 | 7:24

يعتقد العلماء البريطانيين ان الانسان بدأ بشرب الحليب قبل 7500 سنة في منطقة البلقان وفي مركز اوروبا. ومن ثم انتشر شرب الحليب الى شمال اوروبا. هذه النظرية الجديدة تفسر وجود عدم تحمل اللاكتوز بنسبة منخفضة لدى القادمين من اوروبا. القدرة على هضم اللاكتوز او ما يُعرف باسم سكر الحليب، تطورت لدى المجتمعات الزراعية في مركز اوروبا، وليس لدى المجموعات الشمالية اكثر كما كان مفترضا حتى الان. وذلك وفق علماء من University College London حيث اجروا محاكاة محوسبة شملت معطيات جينية وأثرية. اللكتاز وهو الانزيم الذي يحلل سكر الحليب، اللاكتوز، حيوي للرضع من اجل هضم حليب الأم. بعد سن الرضاعة وخلال حياتهم، هنالك هبوط تدريجي في فعالية الانزيم. يعاني حوالي %70 من سكان العالم من نقص في اللكتاز (غالبا لا يكون الحديث عن نقص تام)، ويرافق بأعراض مثل: انتفاخ في البطن، غازات، آلام في البطن، وإسهال. لذلك فان معظم الاوروبيين يهضمون اللاكتوز بسهولة نتيجة التغيير الوراثي الوحيد، والذي أدى الى استمرار انتاج اللكتاز طيلة حياتهم. من المرجح ان نفترض انهم خمروا في البداية الحليب لإنتاج اليوغورت، الزبدة والجبنة، وفقط بعد ذلك بدأوا بشرب الحليب الطازج. كما استخدمت قطاعات مختلفة من السكان الحليب بشكل مختلف عن الأخرى: الرومان استخدموا حليب الماعز والغنم لانتاج الجبنة، والبقر كحيوانات للعمل. مقابل ذلك شرب الالمان حليب الابقار بكميات كبيرة ووفق البحث الجديد فقد مكن التغيير الجيني الاوروبيين من شرب الحليب دون أعراض جانبية قبل حوالي 7500 عام في منطقة بين مركز البلقان ومركز اوروبا، حيث كان بالإمكان شرب الحليب فقط بعد تدجين الحيوانات. ومن المرجح ان نفترض ان انتاج اللكتاز تطور مع عادات وتقاليد انتاج الحليب والزراعة. وهذه ميزة كبيرة، منها فيتامين D في الحليب، حيث انتج جلد الجسم فيتامين D بكميات غير كافية لدى السكان في شمال الكرة الارضية، وفيتامين D ذو اهمية كبيرة لامتصاص الكالسيوم، والحليب هو مصدر غذائي ممتاز ايضا لفيتامين D وللكالسيوم.

د. ميخال جيلؤون – خبيرة تغذية علاجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة