فراشة الربيع…

تاريخ النشر: 13/03/11 | 7:14

بقلم اكرم المصري – دورا , الخليل

مع لحن شادي…وإقبال حادي…بظل ربٍّ هادي…

أطلت علي من بعيد..من بعد غياب ومنذ زمن مديد..

الوان براقة تسحر كل جديد..تصهر احجار وجمود حديد..

فيها زهو ألوان كرأي سديد.. تجلت عظمة ربي المجيد…

فراشةٌ جميلةٌ…

تلوح في الأفقْ…فيها الإبداع وجلّ من خلقْ

تزين الليل ما سكنت وتتناثر وقت الفلقْ

تتراقص على مزمار نهر فيه علقْ

وتنتشي من أطيافه ما يرومها وتتناثر في سبقْ

تجوب بلاداً ما جابت عيونك في درر أو عبقْ

تراودني كل صباحٍ وتبرق بحنينها ما هلّ غسقْ

أرى فيك يا إلهي رحماك ما هبت نسمة أو نزل غدقْ

تتراقص على حدّها بلابلٌ ما تجملت وانهمرت في شداها…

معشوقةُ الربيع فراشةٌ ما أطلت عليك بفحيح أو أومأت بصداها…

أنثرْ طَرْفَ عينيك بعيدً فلا كَلّ في النظر من طول مداها…

إن أدركت الأبيض منها رفّ لك قلبٌ على لحن غلاها…

طابت بك الأيام صاحبي ما انتظرت عودتها والخير في ثناها…

فراشةٌ ميمونةٌ بالبركات

منذ هلّت تلك اللحظات

أعظمتني منها بالخيرات

وأتيتها بحسن نظرات

لا تدركها نار ولا جمرات

فيها سحر وعبرات

تستنشق من نفح ثمرات

إبداع بها ومسرات

صفو روح وجلّ بسمات

أرى ما رأيت وما كنت لأرى حينما تراءت علي فراشات

أطللنَ عليّ من وشحها المنقع بروح الحياة كما سحابات

رجوت ربيّ من حسنهن وإقبالهن وإدبارهن عني ما هنّ هالكات

ما جابت عيوني ما تراءت عليّ انظار من طهرهنّ النيرات

سئمت تكاليف زماني وما عشت لأرى غيرهنذ مني دانيات

ما طاب لي مجلس به الضيف إلا وهنّ نازلات

وما طاب لي رمقُ يومي ما غدت عليّ سائحات

أرى إبحار يومي في ثنائهنّ ما أبحرت عيوني حائرات

بهن تلاطفت عليّ أدمعي من طول كدر وهنّ علي ساديات

بدرب يمٍّ وبقعر وادي

بحثت عنها في ساعة الألمْ

بترنيمةِ سائحٍ وبلحنِ شادي

رسمتُكِ ولحني من نور قلمْ

جدتُ بدررِ صوتي وأنادي

عالياً وما علا بيديّ علمْ

بسطت الارض أذرعها وحُقّ لها أن ترتجي من باسطها …

إحتضان محبوب ساعة الشوق والحنين والطهر لغاليها …

واحتملن على أكتافهن من سماء وما بها من عمد وكنّ دانيها…

كسين أرضا من بعد قفرٍ بالحلّة مزركشةً وكنّ ثانيها…

يعتريك من حسنهن ما اعترى بالبطحاء منقطع من ساقيها…

ترى عينيك بذات الشجرة الغضّة- تلتحي من طرفها- أفنانها…

وتعانق ما أثنت عليك من حسن طيبها ومن مداها ثمارها…

إن أبصرتها بلهفة المعشوق تكلّلت بك الجنان علواً في سماها…

في يومي هيامٌ يروي ظمأي…

حينما تراودني شافياتي من ألمي….

رجوت من بيده سعدي…

يبقيهنّ ثريّا بالأرض ما طال في عمري…

هنّ كاشفاتُ سرّ الحياة وجهر روحي…

وعلى خطاهنّ سأسير في دربي…

من بيده ملكوت السماء وهو ربي…

على عهدهن البقاء ومن بعدي….

فراشة الربيع

‫3 تعليقات

  1. الى اكرم الشاعر، ابن الخليل
    تحية اجلال لك يا ابن العز والإباء، يا ابن خليل الرحمن، ابن الخليل الصامد. من يأبى الخنوع والاستسلام من اجل كيانه ووجوده بعالم الحرية….
    كثير قرأت لك من على منبر موقع بقجة من قصائد معبرة ومؤثرة، فيها نغمة مفعمة بالإحساس…تدع القارىء ينسجم بين طيات كلماتك يبحث عن مكنوناتها، يغوص في أعماق كل كلمة ليكتشف رموزها…وتتعالى التساؤلات قد يقصد كذا وقد يقصد ذاك…وهذا أضاف رونقا خاصا لكلماتك يا من تبحث عن “فراشة الربيع “….
    “أرى إبحار يومي في ثنائهنّ ما أبحرت عيوني حائرات
    بهن تلاطفت عليّ أدمعي من طول كدر وهنّ علي ساديات
    بدرب يمٍّ وبقعر وادي
    بحثت عنها في ساعة الألمْ
    بترنيمةِ سائحٍ وبلحنِ شادي”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة