الشاعر الانجليزي جون درايدن (1633 – 1700)

تاريخ النشر: 04/02/15 | 10:36

شاعر انجليزي متمكن، يشار اليه بالبنان، عاصر عودة الملكية، وأصبح من القلائل المقربين للبلاط على الرغم من بساطة نشأته ومولده. هو الطفل الرابع عشر في الابناء، والاكبر فيهم، مما خوله تلك الايام ان يرث عقارا بسيطا خلفه والده عله يدبر معيشته. كتب الشعر ابتداء، ثم – لظروف المعيشة القاسية – اتجه للكتابة المسرحية. عصفت ايامه قلاقل كبيرة في البلاد، وعمت الخلافات والرؤى السياسية، فكان اختياره العقلاني، يحتم عليه مساندة العرش، وعليه، فقد أصبح منذ حينها يطلق عليه لقب: “مؤرخ العرش”. تزوج من السيدة (اليزابيث هيوارد)، ابنة كاتب المسرح الشهير أنذاك.
قدم مسرحيات، لكنها لم تكن بتلك الجودة كشعره. أخفق في فن الملهاة، كونه لا يمتلك المقومات الاساسية في هذا الفن من خفة الظل ولطف التعبير. و كما يبدو، فقد نجحت مساعيه في كتابة التراجيديا بشكل أفضل من الملهاة. وسواء نجح أم أخفق، فالمرجح أنه كان يقوم بذلك لأجل لقمة العيش.كتب شعرا مسرحيا عام (1667)، وعبر فيه عن اعجابه الكبير، بل منقطع النظير، بالشاعر والكاتب المسرحي الانجليزي “شيكسبير”، اضافة الى الشاعر الكبير “تشوسر”. وصل عدد ما كتبه من مسرحيات وصل الى (27) مسرحية، أشهرها “الحب للجميع)، و (زواج على الموضة) اضافة لغيرهما، ولكنها – جلها- لم تصل الى مصرف المسرحيات الراقية. يشهد له الخصوم قبل الاصدقاء بأنه كان لا يتجنى في هجاءه على أحد، فحيثما وجد الخطأ، أو اللا استقامة، أو القذف من أحد، كائنا من كان، فسرعان ما يصوب عليه أسلحة الهجاء المقذع، كما فعل مع معاصريه من الشعراء، أمثال: “سيتل”، و”شادويل”، لدرجة أنه حط من قيمة ما يكتبه “شادويل” من شعر؛ فهو لا يغدو شعرا، ولا يستحق الورق الذي يدون عليه، و مكان هذا الورق، بما عليه من شعر، هو المرافق العامة، حسب قوله. وعلى الرغم من هذا الابداع في الهجاء، الا أنه لم يصل الى درجة “بايرون” واسلوبة المهلك في الهجاء – ان جاز لنا التعبير- ان دعت الضرورة لهجاء أحد ما. أطلق الناقد “صموئيل جونسون” على “درايدن” لقب: “أبو النقد الانجليزي”. وكان نقده يعنى بالحالة الفنية في حرفة الكتابة، وليس لنواح اجتماعية صرفة كما يفعل الغير. أشد ما لقيه خصوم الشاعر من قدح، ونقد، هم خصوم الملك، اذ كان يعيب مما يكتبونه من مقاطع شعرية ركيكة، هدفها الاعلاء من قيمة من يؤيدون، تكسبا و رياء. ففي بعض أشعاره، يعمد “جون درايدن” الى الكتابة على نهج “اليكساندر بوب” فيما يسمى بالثنائيات البطولية “هيرويك كبلتس”، وهو اسلوب في كتابة الشعر. كما كتب قصيدة بعنوان” الظبية والنمر”، حيث دافع فيها عن دينه ومعتقداته، اذ كان ينتمي الى المذهب الكاثوليكي الروماني. من أرقى ما كتب “درايدن” المقطوعة الشعرية الملحمية ” سنة العجائب “، وهي وصف بارع لما الت اليه لندن في عام 1666، يوم الحريق العظيم الذي ذهب بجلها من ناحية، و بمرض الطاعون الذي أهلك الحرث والنسل، من ناحية أخرى. كما لم ينسى تخليد ذكرى انتصار بلاده في معركتها ضد هولندا. مدح بلاده وعرشها، وتمنى استقرارها، وهدوء أحوالها السياسية. احيانا كانت تهب عواصف التغيير، وتقتلع كل وشيجة احكمت فيما بينه وبين ذلك النظام، خاصة ما حل بالملك ” جيمس “، مما أثر على شاعرنا بشكل قوي. لم تكن أخر سني ” جون درايدن ” مسكا، كما كانت، أحيانا، في السابق. فعندما دارت الدائرة على “الملك جيمس”، فقد خبا نجم الشاعر، واطفئت نيرانه. انتهى به المطاف الى دار نشر محلية، يدقق، ويصحح ما يعد للنشر. استثمر وجوده في الدار، وكتب عددا من القصائد، تضاف الى رصيده السابق، أيام مجده، اضافة الى قيامه بترجمة البعض من اعمال “فيرجيل”. لفظ “درايدن” اخر أنفاسه، وأسلم الروح في لندن. تؤكد بعض الروايات، أنه دفن في دير يقع في وستمنستر، حيث يرقد جثمانه بين قبري شاعرين عملاقين –” تشوسر” و”كاولي ”

يونس عودة

yones3wdh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة