حول أزمة الثقافة وثقافة الأزمة

تاريخ النشر: 04/10/12 | 2:43

طالعنا الاخ شاكر فريد مشكورا، ومن على صفحات بقجة بمقال عنوانه واقعنا الاجتماعي واّفاق النهوض عدد فيه الكثير الكثير من النواقص والآفات التي يعاني منها مجتمعنا. وأكد على اننا في حالة “تدهور سياسي واجتماعي وأخلاقي” حمل مسؤوليته على جميع مكونات هذا المجتمع من ” اّباءً وأفراد وأحزاب ومثقفون ومعلمون ومؤسسات”. وخلص فس نهايته الى ضرورة “بناء حركة وطنية اجتماعية نهضوية عصرية، تطور مجتمعنا مدنياً وديمقراطياً وحضارياً، وتؤصل عقلية جديدة وتوجهاً عصرياً وتفكيراً مختلفا”.

ومع انني لست على خلاف مع الاخ شاكر لا بخصوص ما سرده من مشاكل ولا من حيث ضرورة حلها، وكلها تشير الى ان مجتمعنا يعاني من “أزمة ثقافية” هذه دلالاتها، إلا انني وجدت في المقال مثالا على “ثقافة الازمة” التي نعاني منها. ما أقصده أنه في غياب فكر عصري لا يمكن للمجتمع، أي مجتمع، ان يعالج مشاكل ومسائل عصرية. فبأي أدوات سيقوم بذلك؟

مما ورد ذكره في المقال، انماط من النهج تشابه بعض انماط السلوك الغربية، وهي عندهم مؤسسة على سلسلة من الثورات الفكرية امتدت على طول القرون الستة الاخيرة، على الاقل. من خلال هذه الثورات الفكرية، استطاع الغربيون دراسة تاريخهم وديانتهم ومجتمعهم بآليات فكرية جديدة، واعية وعقلانية، مما سمح لهم بتطوير مجتمعاتهم، اقتصادهم، علمهم ولاهوتهم الى ما وصلوا اليه اليوم، والحبل على الجرار، اذ انهم يواصلون هذه الدراسات ويواصلون محاولاتهم لفهم اعمق للتاريخ وللحاضر ناظرين نحو المستقبل. قد يعجبنا أو لا بعجبنا ما نجد في المجتمعات الغربية، قد نوافق او نرفض ما يأتي به الغرب الى مجتمعنا من أفكار ومن آليات عقلية، الا اننا مع رفضنا هذا، أو على الاصح رغما عنه، نعيش في حالة فراغ فكري، نحن، ونحن فقط، نعاني من جرائها، نتخبط في مواقعنا، وحين يعز علينا الحل لواحدة او اكثر من مشاكلنا، نلجأ الى ماض وهمي، نتخيله، نضفي عليه بعض القداسة*، نشتاق اليه ونرفضه في ذات الوقت.

وقد رأيت ان أتطرق الى هذا الموضوع في سلسلة من المداخلات، وآمل ان ردود فعل القراء سوف تغني الحوار حول ما اعتبره المشكلة المركزية في المجتمعات العربية كافة، وهي غياب الفكر العصري. ولأن جذور هذه المشكلة ليست وليدة اليوم، لا بد من عودة الى تاريخنا، الى نقطة زمنية تشكل علامة فارقة فيه، يكاد يجمع جميع الباحثين في الفكر العربي-الاسلامي على كونها منبع الازمة، ألا وهي “نكبة ابن رشد”.

يتبع …….

• كمثال حديث جدا ” القصيدة الناصرية” للأخ الشاعر د. زياد محاميد والتي نشرت في بقجة في الايام الاخيرة.

‫2 تعليقات

  1. […] حول أزمة الثقافة وثقافة الأزمة 1   […]

  2. […] في هذا السياق للدكتور حسام مصالحة في موقع بقجة حول أزمة الثقافة وثقافة الأزمة حول أزمة الثقافة وثقافة الأزمة 2 “نكبة ابن رشد” […]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة