“حوالي 90% من أمراض العيون يمكن علاجها بشكل كامل أو جزئي”
تاريخ النشر: 19/12/14 | 17:39تزامنا مع شهر التوعية لصحة العيون د. عنان العباسي:
“حوالي 90% من أمراض العيون يمكن علاجها بشكل كامل أو جزئي”
انطلقت مطلع الأسبوع الماضي فعاليات “شهر التوعية لصحة العين” بمبادرة جمعية “لرؤوت”-لنرى”- والتي تعمل بهدف تمويل أبحاث لمنع حالات فقدان البصر ورفع الوعي لأهمية العلاج الوقائي للتقليل من عدد المتضررين من أمراض العيون في البلاد. للوقوف على أهمية فحوصات العيون السنوية ورفع الوعي في مجتمعنا العربي لأضرار أمراض العيون أجرينا هذا اللقاء مع د. عنان العباسي مدير قسم طب وجراحة العيون في المستشفى الفرنسي بالناصرة ومدير قسم أمراض العيون الوراثية في مستشفى روتشيلد(بني تسيون)-حيفا.
1- ما هي أكثر أمراض العيون شيوعا في المجتمع العربي وأسبابها؟
أكثر أمراض العيون شيوعا هي الامراض الوراثية المتعلقة بزواج الاقارب وخصوصا المتعلقة بالشبكية. وهناك امراض شائعة بكثرة عند كبار السن كالكتاراكت “المياه البيضاء” والمنتشرة لدينا في المجتمع العربي وجزء من سبب وجودها يعود للوعي المتدني، ضغط الدم العالي والذي يؤثر على الشبكية، الجلاوكوما- أي ضغط العين المرتفع، هذا الضغط يمكنه ان يضر بالإبصار دون ان ينتبه المريض لذلك، لذا نطلب من الاشخاص وخصوصا اللذين تعدوا جيل الـ50 ان يقوموا بفحص سنوي لفحص وجود ضغط في العين.
أما لدى صغار السن فالظاهرة الشائعة هي إهمال الأهل لحاجة أبنائهم في بعض الأحيان لنظارات أو عدم معرفتهم الكافية بضرورة اجراء فحص نظر روتيني لهم. هذا كله اضافة الى مشكلة الحول الشائعة والتي تولد مع صغار السن، وعدم تقبل الأهل في بعض الأحيان لوجود المشكلة بالرغم من توفر عدة حلول لها. هناك أمراض شائعة مثل جفاف العينين، حساسية العين، التهابات العين وغيرها.
2- ما هي الفئة العمرية الاكثر عرضة لأمراض العيون؟
أمراض العيون تتعلق بالجيل. فلدى فئة الاجيال الصغيرة المشاكل تكون وراثية وتبدأ خلال فترة الحمل وحتى الولادة. من المشاكل الشائعة في فترة الطفولة، مشكلة انسداد مجرى الدمع، مشكلة الحول او الحاجة لنظارات نظر، وهي مشاكل تظهر عادة في جيل مبكر ومن المهم معالجتها بعد الولادة بفترة لا تتعدى الخمس سنوات، وإلا فستتطور الحالة الى ما يسمى بـ “العين الكسولة”. ومن هنا تكمن اهمية الفحص الوراثي لكشف إمكانية وجود مشكلة في العيون عند الابناء او في حالة زواج أقارب، وأيضا في حالة وجود مشكلة وراثية في العائلة. أما الفئة الثانية فهي مجموعة الاشخاص ما فوق جيل الاربعين وأمراض العيون لديهم تتعلق عادة إما بالسكري، ضغط العين، ضغط الدم، ضمور الشبكية والكتاراكت.
3- ما هي الفعاليات التي تقومون بها كأطباء اخصائيين من اجل تقليل الحالات ورفع الوعي لأهمية الفحص المبكر؟
الأمر ينقسم لقسمين؛ العمل الفردي لكل طبيب في عيادته من خلال استقبال الأهل وأبنائهم، او في تقديم العلاجات التشخيصية من خلال المستشفيات. من ناحية اخرى هناك العمل الجماهيري، فنحن كأطباء نقوم سنويا بإجراء مؤتمر لطب العيون ندعو له الاطباء الأخصائيين، الاطباء المتدربين، اطباء العائلة والجمهور العام لنصل لأكبر شريحة ممكنة من الاشخاص من خلال رفع الوعي لأهمية اجراء الفحوصات السنوية. هناك ايضا جانب هام اخر وهو تعاملنا مع الجمعيات العاملة في مجال امراض العيون، فنحن نتعامل مع جمعيات محلية وأيضا قطرية كجمعية “لرؤوت-لنرى” وهي جمعية تعنى بصحة العيون قطريا، ومن خلال التعاون معنا كأطباء تقوم الجمعية بتوعية صحية لطب العيون في الشمال وبالأخص في المجتمع العربي. نحن دائما على استعداد للتعاون مع اي جهة لرفع الوعي لأهمية الفحوصات الطبية وإمكانية معالجتها، فحوالي 90% من امراض العيون لها علاج جزئي او كامل، لكن من المهم التقيد بنصائح الطبيب، فللأسف نسبة كبيرة من المتعالجين يتجاهلون او لا تتعاملون بجدية مع النصيحة، كما انه لا مانع من استشارة أطباء مختصين آخرين حول المشكلة، فذلك يدل على وعي المتعالج.
هذا وانطلاقا من اهتمام رئيس بلدية الناصرة السيد علي سلام بزيادة الوعي لدى أهل الناصرة والمنطقة بضرورة إجراء فحوصات النظر الوقائية والمبكرة تزامنا مع شهر التوعية لصحة العيون، دعا جميع المواطنين صغارا وكبارا وخاصة المسنين ومرضى السكري بضرورة إجراء تلك الفحوصات لمنع تفاقم مشاكل العيون التي قد تصل في بعض الأحيان لفقدان البصر وكما قال المثل: “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.