الصوت السليم في العقل السليم

تاريخ النشر: 15/12/14 | 10:48

صليت عشاء هذا اليوم.. بمسجد شريفي قدور.. المعروف بحي رويس.. رزق الإمام.. بسطة في الجسم.. ويبدو من ملامحه الظاهرية.. أنه شاب.. لم يبلغ بعد الكهولة..
تميّز صوته بالأداء الحسن.. والإتقان لمخارج الحروف.. ويسمع البعيد.. ويتقن الانتقال من من أدنى صوت.. إلى أعلاه..
لكن ضعفا في التنفس.. راود صوت الإمام.. فجعله صعبا المخرج.. وأعاقه كثيرا من أن يمد الصوت أكثر.. فكان ثقيلا على السمع.. وصعبا على اللسان.. ومرد ذلك.. فيما ظهر من الظاهر.. إفراط في الوزن.. فقد كان مفرطا في السمنة.. جعلت الإمام.. ثقيل الحركة.. يصعب عليه إخراج الحروف بسهولة ويسر.. فحرم نفسه التمتّع بما وهب من صوت.. وحرم من كان وراءه، يستمع له.. الصوت الحسن.. والقراءة الجيدة الرقيقة الحزينة.
نفس الملاحظة.. تقال عن اللاعب.. الذي أفرط في الوزن.. فكان عبئا على فريقه ومدربه.. وربما كان سببا في الهزيمة والإقصاء..
ويكفي أن تنظر إلى المدرب الأوربي.. لتراه أكثر رشاقة من اللاعب العربي.. وهو يفوقه بعقود من الزمن..
وانظر من حولك إلى.. رؤساء الدول المتقدمة.. ووزراءها.. تجدهم في كامل لياقتهم البدنية.. يصعدون.. وينزلون.. ويتسابقون.. ويركبون الخيل.. والسيارات.. ويغطسون في الماء.. ويمارسون الرياضات القتالية..
فنتج عن ذلك.. رأي سديد.. وقرار صائب.. وحكمة بالغة.. وحب شديد لمجتمعاتهم.. ودفاع مستميت عن خيرات أوطانهم.. وقضاياهم.. مهما كان لونها.. وإتجاهها.. فأحبتهم شعوبهم.. لمظهرهم السوي.. وصحتهم السليمة.. وتفكيرهم الصائب..
إن الإفراط في الوزن.. لدى.. الإمام.. والأستاذ.. والوزير.. والكاتب.. والرياضي.. ورجل الأمن.. والممثل.. والشاب.. والفتاة.. وكل شرائح المجتمع.. تدل على الكسل.. والتهاون في التعامل مع الجسد.. فيعجز صاحب الوزن.. أن يصل لما يريد.. فيخسر المفيد.. ومن لم يهتم بوزنه.. لايمكنه بحال.. أن يهتم بمجتمعه.. فهو العبء على جسده.. وهو الذي عجز عن كبح الشحم.. فكيف يكبح أضرار أصابت المجتمع.. وهو من الأضرار التي يجب على المجتمع.. الحد منها.. والتخفيف من عواقبها السيّئة..
منذ أشهر قليلة.. وصلت صفحتي..عبر أستاذ عراقي.. صورة لجنود إحدى الدول العربية.. في كامل لياقتهم البدنية.. وهم الذين حاربوا يومها أعتى قوة عسكرية في منطقة المشرق العربي.. وجنود لنفس الدولة.. لايستطيعون الجلوس.. من فرط الوزن.. وبطونهم الممتدة أمامهم.. وهم الذين لم يستطيعوا مواجهة أفراد لايملكون عشر مايملكونه من.. سلاح.. وعتاد.. وأفراد.. ومال.. ودعم..
إن محاربة الفساد.. والحد من آثاره.. تبدأ من محاربة.. الإفراط في الوزن.. لأن من أفرط في وزنه.. فرّط في حقوق مجتمعه..

معمر حبار

m3mr7bar

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة