عندما تنبأت قصيـدتي بالانتفاضة

تاريخ النشر: 11/12/14 | 11:36

في مثل هذه الأيام وبعد عشرة أيام من اندلاع الانتفاضة سنة 1987 كتبت قصيدتي (الخروج من نهر الظمأ)، وتوقعت حكاية ما جرى وما سيكون في وقائع هذه الأيام.

واستشهاد المرحوم زياد أبو عين حلقة في سلسلة الاغتيال والجريمة.
*****
سأقتطف الفقرتين السادسة والسابعة من المطولة، واعدًا من سيطلب القصيدة كاملة أن أرسلها له على بريدي:

ـ 6 ـ
ظلفك يا باغي يحفر قبرك
يكثر وسواسك
أكثر حُرَّاسك
وتشدق بالحرية بالعمران
واذكرْ مثلا:
أنك تبحث عن راحتنا
شرذمة منَّا عكَّرت الصفو المنشود
فوجود جنودك يا إسرائيل
في خدمة هذا الشعب الباحث عن لقمة عيشهْ
والإرهابيون سنقبضهم
أو قل أَصْرَحْ:
نقتلهم.
فاقتل كل فلسطيني
لا ذنبٌ لهُ
إلا قول يتردد في حَـنجرتهْ:
” أفديك بلادي
أفديك فلسطيني”

فاقتل لون الياقوت على الشفتين
واقتل دِفْئًا في العينين
فاقتل! في القتل سلامٌ
(دبَّاباتك طيَّاراتك
تصحب غاراتك
والهيلوكبتر
كم صوَّر!
– فاحفظ في الأرشيف-)
….
لاحقنا في كل مظاهرةٍ نَصْرُخْ / ونغني
” بكتب اسمك يا بلادي……”
وإشارة
v
نصر يسطع مع شمس بلادي
تعرفها الشمس
فاقتل واقتل!
فدماء الأطفال، دماء الناس
كدماء الطير دماء الصيد
قطعة منسوج أحمر
سِيَّان!؟!

ادفِنِّي
اهدم بيتي
اطردني عبر النهرْ
واعتقل البرعمَ والزهرهْ
….
لن يثبت حقك بالهمجيةِ والأثرهْ
لكنك تثبت أنك تلفظ أنفاسك
ولذا تنتحرُ

فدماء الناس ستفرح
ودماء الأطفال ستروي
أرضًا عطشى لخلاصٍ
يفتح باب الدهشهْ
أرضًا ولهى للحريهْ
– لا تعبأ إلاَّ بالأبناء –
….
نزرعها ثانية
تينًا
زيتونًا
صبرًا
عنبًا
نخرجها من دائرة اللوعهْ
تزهو طربًا
…..

ـ 7 ـ
وفضاء غرَّد فيه الطير
وطيور أخرى هجرتنا
ما زال صداها يتردد
ما زالت جذوتهُ في شوقِ القلبِ
ُتدَمْدِمْ
وتفور
نبضًا وبخورْ

لكن ستعودْ
ستعودْ
وتعوووووووودْ

18/12/1987
……….
من قصيدتي “الخروج من نهر الظمأ”-ا في مجموعتي (الخروج من النهر). كفر قرع: دار الشفق- 1989، ص 24-29.

ب. فاروق مواسي

faroq

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة