انه السيد هاني فحص…العلامة والمثقف

تاريخ النشر: 21/09/14 | 9:17

خبر حزين يحمله هذا الصباح، انه خبر تغييب الموت القامة المديدة لسيد ورجل دين من طراز فريد او طراز خاص.. فيه نكهة جنوب لبنان بفلاحيته وطيبته وتبغه ونضاله وشموخه وبجواره لفلسطين، ربما كان ذلك الهواء الذي يهب بوجع ﻻنه يحمل معه وجع فلسطين..
شكل منذ تلك البدايات تلك العلاقة الخاصة بين جنوب لبنان وفلسطين وبين السيد هاني وفلسطينه التي احب وغاص في دروب نضالها وفدائييها وقضيتها ليكون علما من.
اعلام عروبة ووطنيةالموضوع..الفلسطيني…
السيد هاني بطلته الوقوره وضحكته اﻻسرة وعمق ثقافته وبساطة حياته وجمالها الخاص، يشعرك وانت تحاوره او تتحدث اليه انك بمتعة العقل وعميق المعرفة وﻻ تبتعد عن هموم اﻻنسان..يكلمك عن النجف ورحلة علمه وهو القادم من جبشيت القرية العاملية الفقيرة والحالمة بالعلم الوفير…وهو يستحثك بالحديث عن فلسطين وتفاصيل اﻻمكنة وسؤاله الكبير.. فلسطين هي الجمرة التي فيها كي جرح او جروح اﻻمة..فيها تعبنا وفيها راحتنا…عندما تلتقي السيد ستمتلئ باﻷمل، سترى ان التراجع والخيبة ليس.سوى مرحلة ستمضي وسيأتي زمن اخر اكثر جماﻻ واكثر حرية…
ستمضي وانت فرح وواثق واذا ضبطت نفسك بذلك الفرح فستقول انها روحه، انه السيد الواثق اﻻنسان هاني فحص.. ولمعرفة علاقة الرجل السيد العلاقة بالبشر واﻻمكنة اورد نصا كتبه لي ولزوجتي كاهداء خاص لكتاب سيرته الذاتية ” ماض ﻻ يمضي “: العزيزة هيفاء والعزيز حسن…
هذه شهادتي لجيلي جيلكما…يسعدني ان تمتعكم ويشرفني ان توقعا عليها مع كل التحفظات ان شئتم.. وفيها اماني واحلام مشروعة تعبر حدود الجليل وجبل عامل لتعود اليهما..ﻷنه ﻻ يحلو السفر اﻻ فيهما وبينهما حيث يتماهى التاريخ بالجغرافيا كما تماهينا بفعل فاعل فلسطيني سيبقى فاعلا ومرفوعا ومضموما بالصدر والعين وشغاف القلب.. مع حبي..
بيروت في 25 .2 . 2012
وﻻ بد ان اقول ان للسيد هاني في ايام حركة فتح الماضية حضور بهي وجميل مثله..حين كان يتدرب في معسكر عين الصاحب في سورية في دورته العسكرية اﻻولى وكان رمضان والتدريب العنيف.. فافتى لبعض الشباب بانه ينكنهم الافطار والقضاء فيما بعد.. مستندا الى انهم في حال ووضع الجهاد.. كان يفهم ان الدين للحياة والفتوى للتيسير على البشر.. وان الدين هو اﻻقتناع الواعي والذي يقود للمارسة الصحيحة والواعية. اتصلنا او تواصلنا منذ اسابيع قليلة..وبادرني قائلا..كيفها فلسطين.. وكيف اريحا المدينة الزمان.. وسالته عن الصحة..اخبرني انها بخير..ولكن عزيمته وتفاؤله ونبرة التفاؤل كانت عميقة، وسألني عن مواد واخبرني انه بصدد اعمال ثقافية جديدة.. وان هناك مؤسسة ستنشر عنه كتابا طالبا مني الكتابة في هذا المجال..
والتقينا منذ سنوات عندما جاء لفلسطين لحضور مؤتمر حركة فتح السابع.. كان سيدا كهلا وطفلا..مثقفا كبيرا ومتعلما مبتدءا، كان سيدا ورجل دين وكان مدهوشا ومدهشا بأسئلته للامكنة والتاريخ للبشر وكأنه يريد الوصول للجذور جذور المكان والصمود والصبر، جذور الحكاية التي وضعت وتضع فلسطين دائما في مهب الريح والحرب والمجاهدة..
يا سيدي الصديق الحبيب العزيز الجنوبي العراقي الفلسطيني العربي المسلم والمقرب والقريب للاديان وتعايشها لصالح اﻻنسان والحياة…يا سيد هاني وكتبك ومواقفك الوطنية واﻻنسانية والمسلكية ستظل تقول هنا كان رجل انسان، هنا رجل الدين العالم العارف المبدع المفكر اﻻنسان.. هنا السيد هاني فحص.. رجل من ذلك الزمان…

المحامي حسن صالح

0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة