اليوم العالمي للديمقراطية

تاريخ النشر: 15/09/14 | 13:58

يتم الإحتفال في ال15 من أيلول/سبتمبر من كل عام باليوم العالمي للديمقراطية، إذ تم تحديده من قبل المجلس العام للأمم المتحدة المكون من 192 دولة في عام 2008 م.

انطلقت فكرة هذا اليوم من وجود جهد كبير يبذل من أجل استقرار مفهوم وسلوك الديمقراطية والتنمية واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية في دول العالم المختلفة، وهو أمر توافقت عليه دول العالم بأسره، حيث أكدوا في قرارهم الصادر على أن للديمقراطية قيمة عالمية معتمدة على أساس تحديد واختيار الناس بإرادتهم الشخصية الحرة للأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية واشتراكهم في هذه الأنظمة بشكل كامل.

ودعى مجلس الأمم المتحدة في قراره كل الدول ومؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والحكومات ومنظمات المجتمع المدني والأفراد إلى الاحتفال بيوم الديمقراطية العالمي بشكل مناسب وذلك بهدف توعية الرأي العام حول قيمة الديمقراطية، وتعزيزه كمفوم وسلوك وممارسة في الواقع العام في هذه الدول والمؤسسات.

وبالرغم من اتخاذ الأمم المتحدة قرارات لتطوير الديمقراطية عالمياً، إلا أن هناك اسئلة كثيرة تطرح حول الأمر:
ما مدى تطور الديمقراطية في الواقع الذي نعيشه؟

وهل يتم تطبيق الديمقراطية بمعناها الحقيقي في عالمنا الحالي؟

كيف يمكن أن تتطور الديمقراطية وثقافة الديمقراطية في عالم يسحق القوي فيه الضعيف وسط صمت العالم المتحضر عن مجريات الأمور ومجازر الأقوياء بحق الضعفاء وصراع المصالح القائم؟

وهل يمكن أن نقول أن الديمقراطية تطبق بمعناها الحقيقي في البلدان التي تعتبر مهد ومنشأ مفهوم الديمقراطية؟

هل يمكن التحدث عن الديمقراطية في البلدان التي يتعرض الناس فيها إلى تمييز بسبب ألوانهم وأصلهم العرقي؟

وأهم من كل ذلك، ما مدى تناسب بنية الأمم المتحدة ونظامها للعمل بالديمقراطية؟ وهل يمكن أن يؤخذ ما تقوله الأمم المتحدة بعين الاعتبار من قبل بلدان العالم المختلفة طالما هناك خمس دول أعضاء دائمين فيه يتحكمون بالعالم ومسارات السياسة والنمو والسلام فيه؟

دعونا نخرج قليلاً من مفهوم الديمقراطية كشعار، لنلج في واقعه العملي، عندها فقط نعلم أن كل الشعارات النظرية ستسقط أمام بهاء دم طفل صغير يهراق دمه في سوريا والعراق وفلسطيني وأراكان وكشمير وإفريقيا الوسطى وسائر بلاد العالم تحت سمع العالم وبصره، وفي اليوم العالمي للديمقراطية، آن الأوان لمجلس الأمن أن يعي أنه هو مصدر الدكتاتورية المطلقة، وعليه أن يتغير قبل مطالبة الناس بتغيير مفاهيمهم حول إدارة معيشتهم.

د. نزار نبيل أبو منشار الحرباوي

nezar7rbawe1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة