الاستاذة الجامعية روان الحداد

تاريخ النشر: 13/09/14 | 9:24

محاضرة في الأدب الانجليزي والنقد من الطراز الاول، استاذة جامعية متمكنة، تعشق تخصصها، وتتماهى فيه. شاركت في العشرات من المؤتمرات الأكاديمية المحلية والدولية، وقدمت أوراقا بحثية متميزة، نالت على اثرها شهادات التكريم والتقدير الكثيرة التي تليق بها.
انها ابنة ” الخليل “، وزهرة البلاد المقدسة، التي لا تكل ولا تمل من البحث عن التميز أينما كان، ومهما كانت دروبه شاقة ووعرة. لا ترى الا متأبطة شنطة الترحال طلبا لاحد أمرين: اما مؤتمرا أكاديميا، أو سفرا مفيدا، متمثلة بيت الشعر: ” سافر تجد عوضا عمن تفارق/ وانصب فان لذيذ العيش في النصب “. فمنذ المراحل الدراسية المبكرة، برزت عليها علامات النبوغ والتميز، فصقلتها العائلة الكريمة وصهرتها في بوتقة المعرفة. حصلت على تقدير” جيد جدا ” في الثانوية العامة في الفرع العلمي، والت ان تتخصص في الادب الانجليزي والنقد، لحبها وعشقها الجارف لهذا المجال.
التحقت بقسم اللغة الانجليزية في جامعة اليرموك- الاردن، وما ان حصلت على درجة الماجستير، حتى انضمت لأعضاء هيئة التدريس في جامعة ” الخليل “. هي مثال للمدرسة الجامعية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى: فما أن يفتح باب تسجيل المواد الدراسية في بداية الفصل الاكاديمي، حتى تهرع العقول الغضة، والمتعطشة للمعرفة في التزاحم، متنادية للتسجيل في الفصول التي ستدرسها، حيث تمتلئ عن بكرة أبيها في زمن قياسي. قوية بغير عنف ولا تجبر، ولينة بغير ضعف، عادلة، تحترم الجميع وتقدرهم وتقدر جهودهم، ولا تغمطهم حقوقهم. فما تزال تذكر اناسا اكاديميين اثروا حياتها العلمية أمثال
د.
رعد دويك والاستاذ باسم الصاحب، الذين لولا تشجيعهما وتحفيزهما لها لما وصلت لما وصلت اليه الان.
الاستاذة الجامعية روان الحداد، لا تفتأ تذكر الفضل العائلي على تشجيعها المبكر للاتجاه صوب المعرفة. فالوالد، رحمه الله، طالما اثنى على رأيها السديد، وقرارها الصائب في تسيير دفة الأمر. أما الوالدة، تغمدها الله برحمته، فهي الباعث الاكبر وراء السفر خارج حدود الوطن، طلبا للعلم والمعرفة. وبقية افراد العائلة من اخوة وأخوات، لم يكونوا باقل دعما وتشجيعا ومناصحة لها من قطبي الاسرة الفاضلة. هي اسرة فاضلة مبنية على الصدق والصراحة، ففي نهاية كل يوم، وعند تحلق الجميع حول الوالدين ” بركة البيت وعمادها “، يبدأ الجميع في سرد ما حصل معهم خلال النهار، في جو ص
حي
راق، مبني على الشفافية والنزاهة المطلقة.
تهتم استاذتنا بالعلم والمعرفة بشكل لا يوصف، ففي هذه الايام، كما في سابقاتها، يقض مضجعها السير قدما لنيل درجة الدكتوراة في الادب الانجليزي والنقد. هي درجة اصبحت قاب قوسين أو أدنى من يد استاذتنا، اذ حال دون الحصول عليها مبكرا بعض الظروف التي لم يبقى لها اي اثر الان. فلغتها الام هي العربية، لكنها تجيد الانجليزية باقتدار، ناهيك عن مستوى جيد في الفرنسية.
تعتز بصداقاتها كثيرا، اذ لديها مجموعة من أرقى وأقرب الناس الى قلبها. فبعد يوم مضن من العمل الشاق، يقتنص الصحب سويعات للترفيه عن النفس. فيتجه الجمع لركن هادئ لاحتساء القهوة العذبة بنكهة النوايا الطيبة، او الخروج الى احضان الوطن الذي يحبون ويعشقون. فالوطن، كما تعبر عنه استاذتنا، هو المهجة والروح والعشق والبلسم والسلوى، فهي تتنفس الوطن اريجا و وبهجة، وتاريخها يشهد بزياراتها لمعظم بقاعه ومناطقه، وحتى قراه الصغيرة التي تفوح منها رائحة الزعتر والميرمية والشجيرية.
مما تؤمن به استاذتنا من حكم: ” علينا أن نعيش بالأمل “. فالامل يجدد العطاء، ويشحذ الهمم بشكل كبير لا يوصف، ويضفي على النفس البشرية الايجابية بشكل اكبر. ومما يزيد في ايجابيتها هو اللون الاخضر، اذ يظهر جليا في حياتها اليومية؛ فهي دائمة الاهتمام بحديقة المنزل وما تحويه من خضرة ونضارة، وحرصها على ان تكون خلفية صورها خضراء. فقول المتنبي: ” وخير جليس في الزمان كتاب “، فان استاذتنا زادت في التوسعة على هواة الترحال بضرورة اصطحاب الكتاب والة التصوير. فهي لتوثيق أدق دقائق الامور وأفضلها. فلحبها للسفر وشد الرحال، وخاصة للاماكن الخضراء، فقد خلع عليها البعض
لقب ” سفيرة المروج الخضراء “. فالخضرة عشقها وهدوء اعصابها ونور قريحتها.
تهوى الكتابة الجادة والمفيدة. فطالما تبنت جريدة ” القدس ” نشر مقالات لها كثيرة. كما تهوى القراءة، سواء في مجال التخصص أم غيره من المجالات التي تثري بها ذخيرتها المعرفية. لا تتوقف عن نهل العلم والمعرفة، وتحت اي ظرف، فالجد له مجاله، والترفية له مجاله ايضا، ولا تحب ان يطغى احدهما على الاخر، او يعطله.
الان هي محاضرة في ” جامعة بوليتكنيك فلسطين “، وهي تقضي أجمل ايامها واسعدها في اروقة هذه الجامعة، اذ تقوم بتدريس طلبة من صفوة الصفوة؛ طلبة تزاحموا للتسجيل في فصولها لما يعرفونه عنها من تميز وكفاءة، دون انكار فضل بقية اعضاء هيئة التدريس الافاضل، طبعا.
لعل لنا لقاء اخر معها حين حصولها على درجة الدكتوراة بعون الله, وان غدا لناظرة لقريب.

يونس عودة/الاردن

yones3wdh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة