"عزل إنفرادي…."

تاريخ النشر: 05/05/12 | 4:22

عزل إنفرادي….

هناك ..

ما بين سجان وجدران وقضبان..

هناك ..

ينتظرك الصمت والألم والحرمان

عزل انفرادي …

هناك بهدوء..ينتظرك الموت…

فما معك الا “أنت..”

وما لديك الا “أنت…”

وما لك الا “أنت..”

عـ ز ل ا ن ..ف را..دي….

*****

في عزلك الإنفرادي..

خلف باب فولاذي..

لك صمتك ..

لك حربك.. وعيناك الحالمات..

لك ضجيج الحديد والأقفال..

والجدران الشاهقات..

وأصوات الأبجدية العبرية..

وقهقهات سجانة سادية..

بين دبيب نعال السجانين في الأروقة الخلفية..

تغزو اذنيك آهات أسير يئن وجعا..

من زنزانة مزوية..

في العزل الأنفرادي..

لك طعم الهواء المطعم والمعقم والمبلل بالكيمياء العتيقة..

لك في العزل الإنفرادي..

أرض المعركة…

بطلها أنت لا غيرك..

والحرية لك الراية والرفيقة والحقيقة

يا سيد المعارك..

الجوع ..بندقيتك العصرية…

التقطها وعارك..

فوالله ما أنت بهالك..

في أمعائك الخط السريع لموتك المكابر

او لحرية تغيظ جلادك المارق..

في عزلك الإنفرادي..

انت على سرير ثقيل.. حديدي…

خلفك حائط شاهق سميك

مسلح مرطب مشحبر مقشر عتيق..

تزينه خوارط الوجع والوطن

ولعنات الموت السحيق..

فوقك سقف مزروع بالكاميرات …

والمايكات..والميكرومايكات والمجسات ..

يمنع عنك السقوط الحر لشعاع النور على جفنيك…

فيعجز عن حجب قرص الشمس في حلمك وعينيك ..

انت مستلقيا…

متعبا…جائعا

هادئا.. متمتا..

بسما… حالما…

مرسلا شيفرات المعركة برقص الرموش والأهداب..

تغذي دمك الزيتي قطرات صمود ودعاء..

مشفرة ،تصلك،

من رفيق لك قيدوه في عتمة السرداب..

تروي أوردتك العطشى..

قطرات أمل كبير

تسللت اليك سرا ..

من شباك زنزانتك الصغير..

*****

عزل.. إنفرادي…

تفكر، تحسب، تخطط ،تحلم..تقرر..

جوعي.. سلاحي وعتادي..

وعطشي ..عدتي وزادي…

لا نفط عربي يدفيء بردي ..

لا صحراء عرب تلفني في إبترادي..

لا جيوش تفك أسري وقيودي..

لا ملوك تهزم محتلي المعادي..

في عزلي الانفرادي..

وطني يصير زرعي وحقلي إفقي وإمتدادي..

وحريتي تصير زادي وحصادي..

***

عزل إنفرادي…

فمي …

معدتي ..أمعائي..أحشائي

هي عتادي..

لا تعذيب يهزني..

لا ألم يكسرني..

ولا الجوع يقعدني..

او عطش يثير إرتعادي…

في عزل الإنفرادي….

شبه لجلادي..

انه إصطيادي..

ما فهم السجان الغبي بعد..

انه هنا ..

إنبعاثي الجديد….

إصطعادي وإتقادي..

وإجتهادي لإستشهادي فإخلادي..

لا موتي هو القادم من جوعي..

انما إستيلادي …فميلادي..

نعم ميلادي من عزلي الإنفرادي..

****

عزل إنفرادي..

آخر اللحظات في إضطهادي واستعبادي..

في وجوههم… أرميها انا قيودي وأصفادي…

منشدا …أحبك يا وطني…

أنت لي يا بلادي..

وقبلة مني

تخترق السجن والسجان والقضبان والجدران..

تحمل أسرار حريتي وصمودي

..ابعثها لقرص الشمس…

لأهلي ورفاقي لأولادي وأحفادي..

من زنزانة العزل الأنفرادي…

هنا الجوع سلاحي

ومعدتي وامعائي كل عتادي..

وسانتصر على سجاني وحاكمي ومحتلي وجلادي..

وسأرسم للحرية وجها جديدا..

تلمع في عينيها أمجاد بلادي…

*****

عزل انفرادي…

شبه لهم فيه موتي وإهمادي وإخمادي..

لم يفهم الطغاة الأغبياء بعد ..

ان عزلي الإنفرادي ..

هو إستشهادي..وإرتقائي

هو .. إخلادي.. وتجدد ميلادي..

كلمات مهداة لأبطال الصمود والكرامة ،أسرى الحرية الفلسطينيين في سجون الإحتلال..أبطال حرب الأمعاء الخاوية)*  بقلم الشاعر د زياد محاميد

أم الفحم

تعليق واحد

  1. دائما من رحم المآساة يا صديقي
    دائما ودموع التغريبة بعيينيك………….تحياتي دوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة