وأخيرا: شبكة تنمية الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 19/08/14 | 8:03

بعد طول خطابات ومناقشات وحوارات وجولات لا بداية لها ولا نهاية، ومناشدات ومظاهرات نطالب من خلالها بالبديل، البديل عن كل ما ليس منا، البديل عن حضور (الخواجة) من اليابان وأمريكا وألمانيا وبلجيكا وغيرها، والبديل عن تدخلهم في سياسات الدول تحت مسمى الاستشارات الدولية والتأهيل ورفع مستويات الجودة والخبرة والتنسيق وغيرها من الشعارات الرنانة، التي كانت سببا في كشف كل أسرارنا الحكومية والمجتمعية أمام الغرب والشرق بلا مبرر، وصلت إحدى بشريات الأمل.

كنت سعيداً جداً لدى اجتماعي بالسيد مراد داودوف، الرئيس المؤسس لشبكة تنمية الشرق الأوسط (مدن)، حيث اجتمعت به في بيئة معرفية عملية، وتعرفت إلى المشروع الجديد الذي انطلق فعلاً في الشرق الأوسط برمته، مشروع ميلاد وكالة تنموية مشرقية عربية إسلامية عالمية معتمدة بجودتها على أعلى المستويات الدولية.

الحديث هنا ليس عن مؤسسة استشارية، أو مركز تدريبي مميز، بل نحن اليوم أمام مشهد جديد كلياً على الساحة العربية، مشهد يقوده ويبرمج فعالياته مجموعة من الخبراء الدوليين من العالم العربي والإسلامي، يتجمعون تحت مظلة واحدة، مظلة عالمية الاسم عالمية العطاء.

ميلاد شبكة تنمية الشرق الأوسط (MDN) كان من خلال تلاقي مجموعة من المستشارين والخبراء الدوليين على تشكيل جسم مؤسساتي دولي يكون بوابة التنمية الفعلية لدول الشرق الأوسط برمتها بعيون عربية، وبإشراف المستشارين الدوليين الذين هم معتمدون على مدار سنوات لدى المنظمات التنموية الدولية.

في هذا الإطار،انطلق المركز العالمي للشبكة العالمية من اسطنبول، وكان ميلاد فرع المغارب العربي في المملكة المغربية بإشراف الأستاذ الكبير محمد الأحمدي، وفرع المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الخبير الدكتور عاطف الرواحنة، والاعتمادات المبدئية للعديد من الفروع في الخليج العربي والصين وسوريا كلها تمثل حالة التعطش لمثل هذه الخطوة الجبارة والمنتظرة.

وإذا أضفنا عنصر وجود رئيس المنظمة، وهو شخصية عالمية مميزة، تم اعتماده كسفير في أعلى هيئة تنموية في المدينة المنورة، وله علاقاته الدولية الواسعة، إضافة إلى خبرته كمستشار دولي في الوكالة الأمريكية للتنمية، ومجالات عمله الدولية في العالم العربي والإسلامي، فنحن أمام صورة مشرقة ويعول عليها فعلياً في نقل الخبرات والمهارات والمعارف من العالم إلى الشرق الأوسط بصورة مأمونة وسليمة وواعدة.

ولعل أكثر ما لفت انتباهي في هذه التشكيلة الدولية، أن مجموعة الخبراء والمستشارين الدوليين الذين سارعوا بالانضواء تحت هذه المؤسسة يمثلون قيماً حقيقية في بلادهم، وهم من النماذج العليا خبرة وتجربة وتأهيلاً أكاديمياً إذا ما قورنوا بنظرائهم من الغرب.

وآخر ما يمكنني قوله هنا، هو أن الرهان منصبّ على الجهات الحكومية في العالم العربي لتفتح الأبواب أمام هذه المشروعات التنموية والاستشارية والتأهيلية، وأن يتم اعتماد عقولنا المشرقية المبدعة لتقود مسار التغيير الحقيقي في جسد الدولة والمجتمع الأهلي تحت رقابة وإشراف هذه الدول ودون الاصطدام بسياساتها، لأن أول مرتكز معتمد عند (مدن) كما رأيت، هو الحيادية التامة شكلا ومضموناً.

د. نزار نبيل أبو منشار الحرباوي

nezarnbeel

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة