هل يخاف العربي بالتحدث بالعربية في قرب اليهود؟

تاريخ النشر: 13/08/14 | 11:19

كبار السن في مجتمعنا العربي داخل إسرائيل، شاهدون على العصر، عاشوا حرب أل 48 عاشوا النكسة، عاشوا كل الحروب التي حصلت وحافظوا على وجودهم وبقائهم، واليوم اسمع منهم أنهم لم يشهدوا أبدا هذا الكم من العنصرية والكراهية ضد العرب في إسرائيل، اسمع من شباب يحذرون التحدث باللغة العربية وهم في مدن يهودية، اسمع أن نساء تخاف التجول وهي تلبس اللباس الديني ” الحجاب” ! هل هذه مخلفات الحرب على غزة أم أنها مخلفات سياسات الحكومات اتجاه العرب في إسرائيل؟
النظام الديمقراطي وجد بالأساس للحفاظ على الحقوق وخاصة حقوق الأقليات، حين تشعر الأقلية داخل الدولة الديمقراطية بأنها تخاف ممارسة لغتها، أو الظهور العلني بالمنظر التقليدي الذي يميزها، هذا يدل على توجه الديمقراطية وتوجه الأغلبية داخل الدولة إلى نظام مظلم، يدل على فشل وبعد عن القيم الأساسية للمواطنة، المساواة والعدل. الاختلاف القومي أو الديني أو العرقي بين الأغلبية و الأقلية هو الذي صممت الديمقراطية لتحافظ علية، الديمقراطية الصحيحة التي تجمع بين جميع المواطنين لحماية الهوية المدنية للمواطنين، بمعنى أن تكون الهوية المدنية الإسرائيلية هي التي تساوي بين الجميع بحكم المواطنة. لا فرق بين عربي ويهودي داخل الدولة، لا أفضلية لأحد على احد.
إن التطرف بقرب الأغلبية اليهودية في إسرائيل يغذى من الحكومات وقيادات سياسية ودينية داخل إسرائيل، فعندما يشدد على يهودية الدولة وإدخالها كشرط أساسي وتعريف أساسي للدولة، وحين تتعامل مؤسسات الدولة مع العربي كمواطن ثانوي وليس أساسي، وحين يحرض وزراء الحكومة ضد العرب وضد من هم ليسوا يهود، وحين، يمارس التمييز ضد المواطنين العرب كنهج منذ قيام ألدوله، وحين تحمى الممارسات العنصرية وتعطى شرعية وعند إهمال التعليم على مبادئ المساواة بين المواطنين على اختلافاتهم، وتقبل الأخر، نجعل من الأقلية التي تختلف عن الأغلبية بالشكل، بالدين، القومية أو حتى الرأي مجموعة مستهدفة وغير مرغوب بها إلى حد التعدي عليها والعمل على إسكاتها، إرهابها وحتى إخمادها.إن ما يسمعه العربي المواطن في إسرائيل هو ما يسمعه اليساري اليهودي المواطن في إسرائيل، فقد أصبحت الأغلبية موحدة ضد أي رأي أو مجموعة تختلف معها بالتوجه. هكذا تصبح إسرائيل دولة الأغلبية ” حتى لو كانت الأغلبية مخطئة أو ظالمة” بدل أن تكون دولة المواطنين والديمقراطية.
يوجد واقع لا مفر منه، يوجد ألان شعبان في صراع دامي منذ سنين، أنا كعربي فلسطيني مواطن في إسرائيل يوجد لدي واقعان، الأول وجودي كمواطن في إسرائيل ” عمليا دولتي” والثاني أني جزء من شعب مازال يناضل من اجل حريته واستقلاله ” عمليا شعبي”، هذا الواقع لا تتعامل معه الأغلبية اليهودية كواقع بل كعبء. لا استطيع فصل الواقعان ولا استطيع إنكارهما، وارى أن الأقلية العربية في إسرائيل تعاملت مع هذان الواقعان بطريقة أفضل من الأغلبية اليهودية، واليوم نرى استهداف الأقلية بصورة أوضح في وقت حساس تدور صراع دامي بين الطريفين. تقبل وجود إسرائيل لم يحدث عند جميع المواطنين العرب، ولكن بصورة أو بأخرى هو أقوى من تقبل الأغلبية لوجود العربي داخل الدولة كعربي الذي من المحتمل أن يختلف مع الأغلبية وله روابط مع شعبه الذي مازال تحت الاحتلال والحصار. ليس مسؤولية الأقلية أن تشعر الأغلبية بالأمان، بل هي مسؤولية الأغلبية أن تشعر جميع المواطنين بالعدل والمساواة، هذا لا يسقط مسؤولية الأقلية بالحفاظ على الديمقراطية، الأخلاق الإنسانية والحقوق.

النائب عيسوي فريج

frej

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة