حيفا وأُغنية الرسول

تاريخ النشر: 11/03/12 | 8:47

قُلْ كيفَ يرجعُ الصّباحُ

رافعاً جبينَهُ

وناشراً يقينَهُ

وفاتحاً شراعَهُ على مسافِرينَ

يلهثونَ في إغماءَةِ العَماءْ

ويسقطونَ في خواءْ

يراوحون تحتَ جذرِ جهلهمْ

ويقتلونَ الوقتَ في سُمومِ قولهمْ

وفهمهمْ .

***

قُلْ كيفَ يشربُ الأطفالُ

شايَهمْ،

ويحملونَ زيفَ كُتْبِهمْ

مِنْ سادَةٍ يُراوحونَ تحتَ

جذرِ حُمقهم

ويحرقونَ الشمسَ في تفسيرِ

بَرْدِهمْ

لأنَّ ما نقولُهُ ، نجترُّهُ

نجرَحُ جامَ صمتِهِ

يُعادُ بثُّهُ، يُعادُ فهمُهُ،

لكننا نظلُّ تحتَ جذرِ صمتنا

القديمْ

***

يكادُ أنْ يغلبَهُ الإحساسْ

بأنهم لم يُولدوا ، لم يلِدوا،

لم يوجدوا، لم يَجدوا،

ولم يكنْ لهمْ من أحدٍ

إلاّ الظّلامُ السيّدُ

وآيةُ الدّمارِ والنُّعاسْ

***

الشمسُ في وجومها المريبْ

فيضٌ من السماءِ فوقَ جُثّةِ

الرسولْ

فيضٌ من الألوانِ من تصارُعِ

الفصولْ

***

رأيتُهُ..

يكادُ أنْ يغلبهُ انخراسْ

تكادُ أن تنخمدَ الأنفاسْ

لولا طنينُ نحلةٍ فلاّحةٍ

تسرحُ في الحقولْ

يكادُ حزنهُ يضيءْ

تشاؤماً تفاؤلاً يضيءْ

منحدراً من عتمةٍ في خُطبةِ

الخطوبْ

ينصتُ للمعتصمِ الغريبْ

لولا طنينُ نحلةٍ باقيةٍ

تدورُ في حومانةِ الربيعِ ..

لا.. ربيع!

***

حينَ أتاها قالَ للقمرْ

أميرَنا القمرْ

تعرفُ أنني رسولُها

فهل أكونُ والقدرْ

بركانَها

وقبرَها، وشاهدَ المطرْ

حيفا التي تضيءْ

وحزنُها الذي نوّارُهُ انكسرْ

***

وكانَ حمزةْ

بيّاعَ عربَةْ

يبيعُ شعرَهُ وكُتُبَهْ

ماتَ الذي في قلبِهِ

وماتَ سرُّ دربِهِ

ولم يعدْ يملكُ شروى حَطَبةْ

رأيتُهُ في شارعٍ معتّقٍ كئيبْ

يقراُ في صحيفةٍ عتيقةْ

وينفثُ القصيدَ في دقيقةْ

ويقرأ الأصواتَ في الغروبْ:

الليلُ مجزرةْ

لا شىءَ كالقبورِ في وجومها

كيفَ يعودُ القهقرى!

تقدّمي الى حبيبتي، يقولْ

بستانُ حيفا آخرةْ

وجنةٌ بحريةٌ مخضوضرة

وجثةُ الرسولِ في الظنونِ حاضرةْ

تحضنه

كيف يعودُ القهقرى

(نُشرتْ في الاتحاد/ 2002)

‫2 تعليقات

  1. رأيته في شارع معتق كئيب
    يقرأ في صحيفة عتيقة
    وينفث القصيد في دقيقة
    ويقرأ الأصوات في الغروب : …….
    يا لهذه القصيدة المعتقة النابعة من أحاسيس صادقة وبمنتهى اللياقة ناطقة وبأسلوب سلس مفعم بالحذاقة منسقة .
    كل التحيات الطيبة لك مني يا د. سامي وكل تقديري وجل احترامي .

  2. استاذي الفاضل الشاعر سامي ادريس الغالي..احييك على عطائك الكريم المتواصل

    الذي ينير لنا الدروب ويوسع الافاق وينمي ويثري ثقافتنا..لك جزيل الشكر والثناء

    بوركت وحفظك الله ورعاك..

    القصيدة كلماتها واضحة ولكن افكارها غير واضحة لي رغم انني قرائتها عدة مرات..

    اسال الله ان يديم عطائك الوافر..وتبقى لنا نبراسا من النجوم الذهبية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة