لحنُ المطر

تاريخ النشر: 21/02/12 | 8:12

(1)

مطرٌ ولحنٌ صاخبٌ

وتمرّدٌ

فوق الجبينْ

والرّيحُ تَسْتَلُّ الإثارةَ

من عيونٍ في الرُّبى

وتعانق الجبلَ المحيطَ بمعقلٍ

للثائرينْ

فتثورُ عينٌ

أو تُثارُ

أناملٌ

عزفاً على وتر الصّبا

يُشقي خريفَ العمرِ

آخرَ مرّةٍ

فتعربدُ الأوجاعُ

في فكّ الضّحى

وتعربدُ الأيّامُ

ما بينَ احتضاراتِ

السّنينْ

(2)

هلْ كنتَ آخرَ معقلٍ

للعقلِ يهوى علقماً

في شهد من علِقَتْ حناجرُهمْ

بتلك الأغنياتِ

وبوحها .. دونَ انتظارٍ

للقطارِ؟

غدا القطارُ مراجعاً

ورقَ الحكاياتِ التي

فيها اقتناعٌ

زائفٌ، متقدّمٌ

ليدوسَ أياماً، يولِّدَ بؤرةً

لِلاّرُجُوعِ وللتّأرجحِ

بينَ أمسٍ زائفٍ

وغدٍ سيغمرُ رملُه

قدميك في ذاك المخيّمِ عنوةً

ويسيرُ ما بعد القطارِ قطارُ

عمرِك تائهاً

والحدُّ .. حدُّ الأربعينْ

(3)

مطرٌ وقهوتُك المريرةُ

مَرّةً تزهو

وتخبو مُرّةً

أضواءُ ذاك المنتهى

ويعود ذاك المستَهَلّْ

مطرٌ ودمعتك الغزيرة

جَرّبَتْ

كلّ الخطايا واستباحتْ

قِبلةً في العينِ تُدني للصلاةِ

مساحةً

قَتلتْ على شفتيكَ

معنىً للأملْ

وتنازعَ اللّيلان فيكَ وأصبحا

ليلين في ليلٍ ينازعه الظّلامَ

وعتمةً .. في الليلِ ليلْ

وتقاسم اللَّيلان أوّلَ دمعةٍ

من سجدةٍ . . أمستْ

معابرَ دعوةٍ

للأبرياءِ السّاجدينْ

(4)

مطرٌ وجرحُ الأمنياتِ

وخوفُ تلك النابضاتِ

على الزّمانِ تعيثُ

عزفاً أو غناءً إنّما . .

تشدو العصافيرُ اللّغاتِ جميعَها

كي يفهمَ القلبُ المسائلُ مقلةً:

“هل تفهَمينْ؟”

يا من حُفِرتِ على الفؤادِ

نقوشَ ملحمةٍ

وقِبلةَ خاشعينْ

يا من حُفِرتِ وفي الفؤادِ

حروفُ قلبي ما تنامُ

عن اللّقاءِ هنيهةً

هل تعلمينْ؟

وزوارقي

عند المواني تستريحُ

تعانق الأملَ المسافرَ

من غدي الأزليِّ

حتّى مستراحي

في العيونْ

لِمَ تكتُمينَ البوحَ

للقلبِ الّذي

يفديك بالدّم والحياةِ؟

وتكتمينْ؟!

هل ضاق فيك العمرُ

باباً لا يرامُ

أتدخُلينْ؟

أم غيضَ فيك الشّوقُ

لوعةَ عاشقٍ؟

فغدوتِ لا تدرينَ

من أينَ الخسارةُ تُستَقى

وستخسرينْ!

(5)

الحدُّ ما بين الحقيقة والخيالِ

هنيهةٌ .. فيها يصيرُ العقلُ

ضرباً من جنونْ

تتغيّرُ الأشياءُ فيها

تستريحُ المتعباتُ

ويستقيمُ من اعوجاجٍ في المراعي

كلُّ خطٍّ

بات تثنيهِ الحياةُ

وتستفيقُ بلا اتزّانٍ

أغنياتُ

ويشتهي ذاك اللّقاءَ مسافرٌ

يطوى الصّحارى

يلعق الماء السّرابيَّ المرابطَ

في الحناجرِ، لوعةً مثل الخناجرِ

أشعلتْ جمراً عتيقاً في الرّماد

فأقفرتْ كلُّ البطونْ

الرّيحُ ما تركتْ

غصوناً دونَ بطشٍ

ما تخلّتْ عن جنونْ

يا ويحَ ريحٍ ما ترفّقُ

بالأناملِ . . بالغصونْ

(6)

مطرٌ وصرخةُ ثائرٍ

مطرٌ مطرْ

لحنٌ سيصطخبُ

الهدوء لديه يوماً

في غدي

ستعانق

النّيرانُ جنحَيْ طائرٍ

أينَ المفرّْ

أهُوَ القضاءُ محكّمٌ

في وعيهِ

أهو القدرْ؟

لكنّه الوجع القديمُ

تجَدُّداً

يردي شراعاً

بين حيفا والعيونْ

وتكلُّ أعناق الصّبايا

عن عقودٍ حَطّمتْ

تلك العقودَ على الحنايا

-إيهِ مايا-

قد غدتْ

تلك القرونُ مكبّلاتٍ

كالسّبايا

إنّما…

من ذلك الوجع العتيقِ

تعودُ يوماً يا غدي

متراقصاً

فيكَ انبعاثُ

العائدينْ

بقلم الشاعر مسلم محاميد, ام الفحم

‫2 تعليقات

  1. الله يسعدك يا استاذ مسلم يسلم ايديك على الشعر حلو والله اشتقنالك انت اروع معلم انسان بهدنيا كل احترام الك

  2. لقد جعلت شرايين القلب اوتارا
    وجعلت القلب جبتارا
    وجعلت الدمع انهارا

    تحياتي استاذ مسلم ولك مني كل الاحترام والتقدير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة