السمنة وعلاجها…
تاريخ النشر: 16/02/12 | 5:59بقلم: أخصائية التغذية الطبية: سنا محاميد صرصور _( كفر قاسم – المثلث )
السمنة… قد ينظر الكثير إليها على أنها أمر بسيط، وقد ينظر البعض على أنها مجرد منظر غير مقبول أو تشويه لجمال أجسادنا، وقد يفطن القليل إلى خطورتها ومع ذلك يقفوا مكتوفي الأيدي غير قادرين على إيقافها.
لكل هؤلاء ولك عزيزي القارئ نقول – دير بالك من مرض خطير اسمه السمنة، ومن الواجب أن نتذكر دائما أنها مرض، وليست بالمرض البسيط فحسب بل تعد مرضا من الأمراض الخطرة، إنها مرض من أمراض عصرنا الحديث.
إسمحوا لي في هذا المقال أن أسلط الضوء على السمنة وطرق معالجتها .
السمنة الزائدة تنتج بسبب خلل في توازن الطاقة الداخلة للجسم عن طريق الطعام، مقابل الطاقة التي يحرقها عن طريق الحركة والفعاليات اليومية، فعندما يكون الاستهلاك اكبر بكثير من حاجة الجسم اليومية، يقوم الجسم بتحويل هذه الطاقة الزائدة إلى دهنيات وتخزينها بشكل طبقات من الدهن الزائد التي نراها في العين.
أهم أسباب تزايد انتشار السمنة الزائدة عوامل عدة من بينها:
الوراثية حيث يملك هذا العامل تأثيرا كبيرا، وأن هناك جينات معينة لديها قابلية وتشجيع للسمنة.
عوامل بيئية تتعلق بتربية وتعليم أطفالنا لمفاهيم خاطئة عن الأكل، مثل مكافئته بالحلويات عندما يقوم بانجازات جيدة من خلالها يرسخ الطفل في ذاكرته بان الحلوى هي شيء ايجابي جدا ويجب الإكثار منه.
المأكولات السريع ( الشوارما/ البيتسا….) إدخال مثل هذه المأكولات السريعة إلى نظام حياتنا اليومي, ناهيك عن أنها متواجدة ومتوفرة في جميع الأرجاء ولسنا بحاجة إلى التعب لكي نبحث عنها.
عوامل عاطفية واجتماعيه (مناسبات عائليه/ الإحساس بالاكتئاب أو الفرح).
استعمال أدوية معينة تكون لها مساهمة كبيرة في فتح الشهية، مثل الأدوية التي تمنع الاكتئاب.
قلة ممارسة الرياضة ونمط حياة لا حركي: فنحن نشعر أننا طيلة ساعات النهار في العمل، ونستعمل السيارات بشكل مفرط، واستعمال المصاعد الكهربائية بدل الصعود على الدرج، جلوس الأولاد أمام جهاز الحاسوب طيلة النهار دون رقابة الأهل، كل ذلك له تأثير سلبي.
العوامل المعدية (חילוף חומרים): إلا وهي عملية التمثيل الغذائي (الأيض) ما زالت في مراحلها الأولى. حيث وجد أن الطفيليات المعوية تختلف فيما بين الأفراد المصابين بالسمنة والنحيفين. فتتوافر أدلة أن طفيليات المعدة عند كلٍ من المصابين بالسمنة والنحافة تؤثر على القدرة الأيضية للأفراد.
معالجة السمنة المفرطه تأتي فقط بالإرادة
هنالك عدة طرق لمعالجة السمنة:
1. العلاج عن طريق الأدوية : هنالك مجموعه من الأدوية التي ممكن أن تساعد على تخفيف الوزن ولكن من المهم جداً استشارة طبيب العائلة وأخصائية التغذية بالنسبة لذلك, لأهمية الموضوع وحساسيته.
2. العلاج عن طريق العمليات الجراحية: سأشرح عنها في مقالي الأسبوع المقبل.
3. إن من أنجح الطرق لمعالجة السمنة الزائدة هي المحافظة والطموح للوصول إلى نمط حياة صحي يشمل كل العائلة معا.
فمن غير المعقول أن تتمتع كل العائلة بوجبات أكل سريعة مثلا، مشروبات غازية وحلويات، بينما احد الأفراد الموجود في حمية غذائية عليه أن يمتنع عن كل هذه المغريات التي تحيط به من كل حدب وصوب ليس فقط خارج البيت بل في كل أرجائه، ويتوجب عليه أن يقاوم ويصارع من اجل الامتناع عن هذه المغريات، فنمط الحياة الصحي ليس محدودا فقط للأشخاص اللذين يعانون من السمنة الزائدة إنما يتوجب على جميع أفراد العائلة. وهنا تقع المسؤولية على الوالدين وخصوصا الأم التي يتوجب عليها أن تكون مسؤولة عن وجبات الطعام التي في البيت كذلك عن المشتريات والمنتوجات الغذائية التي يتم إدخالها إلى البيت .
ويجب أيضا مراقبة إدخال الحلويات في البيت، الإكثار من تناول الخضار، الإكثار من منتوجات الحليب قليلة الدسم، تناول الفاكهة حتى 3 وجبات في اليوم، الابتعاد عن المقالي والأكل السريع، الإكثار من شرب الماء (8-12 كأس في اليوم على الاقل, ومن المفضل تناول كأس من الماء قبل كل وجبة)، تقليل وتحديد كمية المسليات والمشروبات الغازية والمحلاة وغيره.
في هذه الحالة يجب التوجه إلى أخصائية تغذية طبية مرخصة من قبل وزارة الصحة، وليس عن طريق مواقع الانترنت الخاطئة والتي لا نعرف مصدرها.
4. كما يجب أيضا إدخال الرياضة كبرنامج عائلي أسبوعي ومنتظم: مثل ممارسة رياضة المشي، الركض وغيرها.
مجملاً أود أن أقول أن من يتبع هذه الإرشادات يصل للوزن المثالي بدون اللجوء إلى البرامج الغذائية لتخفيف الوزن أو العكس….