الألم…

تاريخ النشر: 06/02/12 | 9:24

ان للشر وسائلٌ كثيرةٌ، من ضمنها الألمُ، حيث يهدمُ بواسطتِهِ قصور الفرحِ والسّعادةِ، ماذا نفعلُ؟ وكيف نتجنّبُ ذلك؟.

الألمُ في كلِّ مكانٍ تقريباً وفي كلِّ زمانٍ، يُفتّشُ عن السّعادةِ ليقتلها ويحرمنا منها الى الأبدِ.

أين نختبىءُ؟ والى أين نذهبُ؟، فمهما وسعت الدّنيا ورحبت، ستبقى ضيّقةً بنظري، لأنّي لا أتنفّسُ، ولا أشعُرُ بالرّاحةِ، فماذا عساني أفعلُ؟.

انّ الألمَ يسيطرُ على كلِّ جوارِحي، ولا يسمحُ لي بالرّاحةِ الصّغرى ولو ذرّة، لماذا؟، أنا لا أدري ولا أعلمُ.

لقد اصطادتني مصائبُ الدّهرِ وبلاياه، وصوّبت السّهام نحوي، لتمسكني، وتسجنني، وتركد عليَّ حتّى اقتراب أجلي.

أنا لا أشعرُ بكياني! لا قيمةَ لي بين البشرِ، لقد خار عزمي، وضعُفت قُواي، أنا أحتاجُ للمساعدةِ، لأتخلّصَ من هذه المعضلةِ والغائلةِ.

الألمُ كاد ان يقتلني، ويُمزّق قلبي، ويحرقَ مشاعري، ويُقطّعَ شراييني، أنا لم أعُد أتحمّل هذا العذاب وهذا الجحيم.

ضميري يأنّبُني ليلاً ونهاراً، لأنّي عاجزةٌ عن الفعلِ والكلامِ، وغيرُ قادرةٍ على انقاذِ نفسي من السّقوطِ.

الهاويةُ عميقةٌ وقريبةٌ جدّاً، لا مناصَ منها، اذا وقع أحدٌ فيها، فسوف ينقطعُ الأملُ، ويذهبُ الضّوءُ، ويحلُّ الظّلامُ الحالكُ المخيفُ، وتبدأ الحشراتُ بتناوُلِ الطّعامِ اللّذيذِ.

الألمُ لم يترك أحداً لوحدِهِ، بل كان كريماً جدّاً، لقد صحب الجميع، وغطّاهم بسوادِهِ.

يا تُرى، لأجل من يعمل هذا؟!، وعند من يعمل؟!، من أين حصل على هذه المهنة؟!، ومن مديرُ شركته؟!.

الألمُ يحبُّ الشرّ، ويكره البشر المحبّين للخير، يا ليتهُ يُهاجرُ ويتركنا وشأننا، يا ليته يُعدمُ مئة مرّةٍ، شنقاً وغرقاً وقتلاً بالرّصاصِ وطعناً وحرقاً وغيرها من الوسائل، لكي يتعذّب ويشعر بطعم الألم، فعندها يعلم قيمة السّعادةِ والسُّرورِ.

طوبى لمن تغلّب على الالم الجارِحِ، وطوبى لمن صَبَرَ وشَكَرَ، فانّ الله مع الصّابرين الشّاكرين الحامدين المُتّقين، فهذه سُنّة الحياة، قُل لن يصيبنا الاّ ماكتب اللهُ لنا.

هل سمعْتَ ببيتِ شعرٍ كهذا:

” ما أضيقَ العيشَ لولا فُسحة الأملِ “

انّهُ يطير بنا الى مفاتيحِ السّعادةِ ودُروبِ الاملِ المُشعِّ، فلا تجعل ذكرياتك المُؤلمة تقتلك حيناً بعد حين، بل انسها في كلّ لحظةٍ، وابدأ حياةً جديدةً مليئةً بالسّعادةِ، مُفعمةً بالأملِ، تعُجُّ بالعزيمةِ والمُثابرةِ، والقُوّةِ والمُجازفةِ، لكي نتغلّب معاً على قُوى الشّرِ في العالمِ، ونجعلُ منها طُعماً للكلابِ المُفترسةِ النّهمةِ، فعندها سوف نُشتّتُ رائحتها بين روائحِ العطرِ الجميلةِ والزّكيّةِ لتمحوها عن الأنظارِ.

‫4 تعليقات

  1. احساس وكلام جميل ما اصعب الم الضمير اشد من الم الجسد
    غالبا ما ينتابني هذا الاحساس لكن بالصلاة وقراءة القراءن وبفضل ربي تزول عني
    كانها لم تكن .

  2. انها كلمة الله …فاذا كان حبه في قلبك موجود … ستزول الالام وجمال الايام سوف يعود

  3. لا تقل يا رب عندي هم كبير … بل قل يا هم عندي رب كبير !
    الانسان الحر لا يجعل شيئا يسيطر عليه ، يتحدى ويكمل حياته بسرور ..
    لا ييأس .. يظل متفائلا وطموحا .. ومع العزيمة والارادة يثابر ليصل السماء الشامخة ..
    شكرا لك وبوركت ..وفقك الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة