مفتاح لقصيدة " ترانيم الأمل " للشاعرة : إسراء محاميد
تاريخ النشر: 20/01/12 | 16:04مفتاح لقصيدة ” ترانيم الأمل ” للشاعرة : إسراء محاميد بقلم د.سامي أدريس
أهدف الى تعريف القراء الذين بتعدون عن الشعر الحديث لعدم فهمهم أياه، إلى تعريفهم بكيفية الوصول، كما الصوفي الذي يمر بمراحل طويلة وشاقة للوصول الى معرفة الله ومن ثم عشق الله بعد معرفته، وكما متسلق الجبل الشامخ الأشم الذي يتنقل من صخرة الى أخرى بصير وتؤدة وحذر شديد، الى أن يصل القمة، فيشعر عندها بلذة عظيمة ليس مثلها لذة أخرى. كذلك هو شعورنا عندما نفهم القصيدة ونمتلك زمامها وتُفتح أمامنا أبوابها مليئة بالياقوت والمرجان والأصداف والأسماك الملونة والحيتان المفترسة.
يا عصافير الوطن المغيّب استنفري
واسترسلي بنشيد الحب
عبر الاثير يخترق الحدود
تتبعه ارتحالات الجموع
يبعث انّات المشتتين خلف الورى
يعبث بخارطة الطريق
يبعثر الافاق والانفاق والسدود
فتنساب العبرات من مآقٍ
هدها التحرق والتشرذم والخضوع
أحاولُ أن أساعد قارئ هذه القصيدة الرائعة في ايجاد مفتاح يتوصل من خلاله الى المعنى المقصود، فعثرت على ( خارطة الطريق). ففي البدايه نأخذ في تحليل القصيدة ثم نأخذ في تركيبها. وهكذا وجدتُ أن القصيدة حسب فهمي أنا هي قصيدة سياسية وطنية من الدرجة الأولى، فعندما أشعر أن القصيدة جميلة ورائعة أحاول أن أبحث عن العناصر التي في القصيدة والتي كوّنت عندي هذا الشعور. أقول إن القصيدة سياسية وطنية بدليل المعجم التي تستخدمه الشاعرة وهذا المعجم فيه المفردات والتعابير التالية:
” عصافير الوطن ” ” استنفري” ” يخترق الحدود” ” المشتتين” “خارطة الطريق” ” التشرذم والخضوع” ” زنابق أرضنا ” ” تراب الأرض” ” الحنين لموطني” ” أيّان الرجوع !!!!”
وكل هذه المفردات تسوقنا الى الشعور بالجو السياسي الوطني الذي يكتنف القصيدة، ولكننا يجب أن نبذل جهداً لفهم القصيدة الحديثة، فالشاعرة لا تقدم معانيها مباشرة على طبق واضح المعالم وانما تصوغ مفرداتها بأناة عبر السياق التجريبي الذي تعيشه التجربة الشعرية.
وليس عبثاً أن الشاعرة أنهت قصيدتها بالصرخة :
“واستجدي الانام ايان الرجوع!!!!!!!
واضعةً سبعاً من علامات التعجب!!!!!!!
فهذا مفتاح آخر يقودنا الى الباب المؤدي الى فهم القصيدة، وهو قصة الشعب المشتت وأحلام العودة الى الوطن، وذلك في انتقالها المفاجئ الى لغة الجمع وفي قولها:
قد اشتاقكم البر والبحر
وتراب الارض وبقايا الجذوع
وزرعتم النيران في اضلعي
إن هذه القصة التي يعيشها هؤلاء المشتتين، قد زرعت النار في قلب الشاعرة، فلم تستطع إلاّ اللجوء الى هيكلها المقدس في عالم الشعر، فأخذتها الكتابة والقصيدة وطفقت نلتهم القصيد، وتزف أسرار حنينها الى وطنها.
عزيزي القارئ هذه مجرد (مناورة) لفهم القصيدة، والبحث عن مفاتيح لها. وما عليك إلاّ أن تساعد في الفهم على ضوئها لترتقي الى سُدّة الشعر الجميل، ولا يكون مغلقاً مستغلقاً أمامك.
والى عزيزتنا الشاعرة المجيدة، أعرف أنن من الممكن أن أكون قد تطرقت الى ما لم تقصديه البتة، وربما أكون قد أخطأت في تحليلي، وما هي إلا محاولة وتواضعة للفهم أضعها بين يدي القارئ، وأهدف الى تعريف القراء الذين بتعدون عن الشعر الحديث لعدم فهمهم أياه، إلى تعريفهم بكيفية الوصول، كما الصوفي الذي يمر بمراحل طويلة وشاقة للوصول الى معرفة الله ومن ثم عشق الله بعد معرفته، وكما متسلق الجبل الشامخ الأشم الذي يتنقل من صخرة الى أخرى بصير وتؤدة وحذر شديد، الى أن يصل القمة ، فيشعر عندها بلذة عظيمة ليس مثلها لذة أخرى.
أشكر الشاعرة على أن أثارت فيَّ هذا الشعور للكتابة في مثل هذا الشعر لأول مرة.
وأرجو من القراء التعبير عن مشاعرهم تجاه هذه المحاولة.
[…] لقصيدة ” ترانيم الأمل بقلم د.سامي أدريس اقرأ أيضاً في […]
استاذي الكريم..حياك الباري..وكحل دروبك بالعطاء الخالد والسعادة الازلية..
بارك الله لك على هذا الشرح الجوهري للقصيدة..سلمت اناملك وجزاك الله كل
الخيرات والتبريكات..
ملاحظاتك وتعليقاتك هادفة وتقدم لامثالي توضيحات جليلة تهدف الى فهم النصوص
التي قسم منها به تورية وجمل بليغة وكلام متنوع الالوان..
لك جزيل الشكر والعرفان..وادامك الله علم وقبطان عظيم لمراكبنا الادبية..
ارفع اليك خالص حبي ومودتي..
د.سامي ادريس…قد ادهشني نقدك لابعاد ومسوغات قصيدتي هذه وكانك تحفر في عمق ذاتي وتستخرج بواطن افكاري…فتضع يدك على تلك المعاني المبطنة التي نقشت في حروف القصيد..في كل مرة اقرا نقدك وتفسيراتك للقصائد يزداد ايماني بقدرتك على سبر اغوار الشعر والتلذذ بمعانيه….لك مني كل التقدير اذ استطعت اغتراف ما لا يستطيعه كثر!!!!!!!!
تحياتي لك د. سامي ادريس، عميد النقد والأدب المحلي، لهذا التحليل الذي يشير للقارئ ايّان السبيل للبرهان والدليل.
اوافقك على كل حرف وكلمة وجملة ذكرتها، بحيث تمَّ فهمها من غير تفصيل. أدامك الله وعطاءك لبقجة واصدقائها. ولست أنسى أن أبعث تحياتي وعظيم تقديري للشاعرة المتألقة اسراء محاميد على ابداعها في قصيدة ” ترانيم الأمل “.
قدمًا وإلى الأمام أيتها الشاعرة الباهرة…