أبكي معها…

تاريخ النشر: 05/01/12 | 14:16

نَظرتْ إليّ

وملامحُ الحزنِ في عينيها

وبِصمتٍ مُذهلٍ

حَكَتْ كُلَّ ما لَدَيْها

عبَراتٌ ساخنةٌ غَمَرتْ حَدَقيها

وانْهمَلَتْ كالطوفان

على خَدَّيْها

وقفتُ حائرًا

أدورُ حولَ فَلَكِ نفسي

وكأنَّ دوارَ البحرِ في رأسي

تُرى، بماذا ابدأ أوّلاً

هل أبكي لها أم أبكي عليها

لكنّني جئتُها

لأُفضّي همومي لها

وها هي تجرحُ كُلَّ ما يدورُ في خَلجي

بل وتقضي على كُل إحساسي

ويحَ قلبي لمّا تَنَهَّدتْ

أحسستُ أنَّ السماءَ

قد هَوَتْ على الأرضِ وأطْبقَتْ

فدخَلْتُ في بعضي

وتساءَلتُ ماذا عساني أفعل

لأقدّمَ لها يدَ العون

ونسيتُ أني جئتُ أطلبُ عونَها

لما رأيتُ عَيْنَيْها باكيةً

والاحمرارُ قد سلب منها

أجملَ لون

فدَنوتُ منها وبأنامِلَ ترتجف

مسحتُ دمعَها

لكنّها استمرتْ بالبكاء

وظلَّتْ تبكي

وأنا أبكي معها

‫12 تعليقات

  1. تحية طيبة والله يديم هذه الطلة الشامخة الواثقة التي تخطت حواجز الجيل ومضت من ابداع الى ابداع في عطاء متواصل ، وكأنك القيثارة والعود كلما عتقا كانت ألحانهما أشد شجواً، والخمر كلما عتق في دنانها كانت أكثر لذةً (سامحونا).
    من البداية يا أبا فريد فالتصوير الدرامي يثير القارئ وينقله الى أجواء القصيدة المشتعلة، فطوبى لك وهنيئاً لقراء موقع بقجة هذا الشعر الذي يعجبهم ويثير لديهم الأحاسيس النائمة والنشوة الروحية والحسية معاً .

    أنكم تقفون أمام شاعر يعرف كيف يوظّف الكلمة والحدث والصورة والخيال والواقع في تناسق مثير للغاية.
    وما عليكم إلا الاستزادة والعودة الى قراءة القصيدة مرة أخرى وأخرى حتى تتكشف لكم أسرارها فتعطيكم مفاتيحها، فتدخلوا جنتها ونارها عارفين سالكين كالصوفي الذي يحب ربه كيف يتواصل مع الله حتى يصل الى الحلول في ذات الله. والأمر يبدو في غاية السهولة فإذا نظرنا الى ترادف الأفعال في القصيدة: نظرتْ.(هي).. حكتْ (هي).. غمرت وانهملتْ…
    ثم ننتقل الى الشق الثاني من الأفعال: وقفتُ (أنا) .. أدورُ (أنا) .. أبكي(أنا)… أُفضي .. فدخلتُ (انا)
    فالقصيدة مركبة من أحداث قامت بها فتاة الشاعر ، وأحداث أخرى قام بها هو كردة فعل.

    وبِصمتٍ مُذهلٍ
    حَكَتْ كُلَّ ما لَدَيْها
    **
    إن طريقة التعبير المبتكرة أنها بالصمت تحكي وتتكلم . هنا يكمن السر.

    عبَراتٌ ساخنةٌ غَمَرتْ حَدَقيها
    وانْهمَلَتْ كالطوفان
    على خَدَّيْها
    **
    ويصف لنا الشاعر الصدمة التي اعترته وحلت به، فيقف حائراً
    وقفتُ حائرًا
    أدورُ حولَ فَلَكِ نفسي
    يصل الشاعر الى قمة وذروة الإحساس
    ويحَ قلبي لمّا تَنَهَّدتْ
    أحسستُ أنَّ السماءَ
    قد هَوَتْ على الأرضِ وأطْبقَتْ
    فدخَلْتُ في بعضي

    ولا بدَّ لنا أن نسامح أبا فريد على هذا الاستعمال المقولب من العامية، فلا تثريب عليه وهو يصب في باب تفصيح العامية، وهو هنا جاء للتعبير عن الاحراج الكامن في الموقف وهو تعبير بليغ جداً رغم كونه مقولباً، ولا أجد ما يسد مكانه شاعرياً.

  2. هذا شعرا اعرج
    وكانه المسير تعرج
    وكم اظلم بعد ان اسرج
    ومن بعد العربيه اعلج
    وسافر وما عاد ولا ادلج
    وندعو لك الله كما افرج
    عن يونس وله اخرج
    شجرة وماء للصدر اثلج
    ان يكون لك للشعر مخرج

  3. تحياتي استاذي ان كان قد سبقني الدكتور سامي ادريس علم من اعلام اللغه العربيه وسلمك شهادة الا متياز قكيف لي ان اعقب غير ذلك تحياتي لك يا ابا فريد ولك مني كل الود والاحترام

  4. السلام عليكم د.سامي ادريس استاذ قاسم والاستاذ زهدي كلماتك دائما رائعه ممتازه وممعبره
    اشتاق لكتابتك من قصيدة الى قصيده وتحيه عطره وصباحكم بسام

  5. اولاً، تحياتي وقبلاتي لعميد النقد والأدب، حامل راية العلم، أيا نِعمَ من حمل ونِعمَ من كتب، اليك د. سامي ادريس حبيب الشعب.
    والله إني لأتلذذ بقراءة تعليقك الذي يمكن ان نعتبره نثرًا وشعرًا رفيع المستوى يمكن الاستفادة منه لو تبحّرنا به مليًا، أتمنى لك من كل قلبي الصحة والعافية والتألق الدائم، يــــــــــا رب!
    أحبائي: أبو محمد، احمد، قاسم محاميد وحركوش…لكم جميعًا اسمى آيات المحبة والتقدير شاكرًا لكم على كل حرف كتبتموه.

  6. صديقي الغالي ابو فريد..حياك الباري وجمل ايامك بالسعادة والشعر الاصيل..

    قصيدتك ادخلت السعادة والبهجة للقلوب العاشقة..اشعلت المشاعر الجياشة في

    النفوس المحبة..

    السلوك المهذب جزء من الاخلاق الحميدة..الحب الصادق عطاء، رحمة، تسامح، حنكة

    وسلوكيات ايجابية..ان افضل طريقة للاقتراب من الناس هي وضع ذاتك تحت ذواتهم..

    سوف يستجيب الناس لك بالحب اذا خرجت من ذاتك ودخلت الى ذواتهم..

    اخي الشاعر..ابيات قصيدتك غنوة من رياحين الهوى..صورة وردية للحب الروحاني

    المتبادل..بها حكمة، حنكة، سلوكيات كريمة ..عطاء مهذب..لقد رسمت لوحة فنية

    رائعة الجمال والكمال..

    انني سعيد جدا ..فخور بكل كلمة كتبها الاستاذ سامي ادريس..عميد ادبنا..انك تملك الطاقة

    والقدرة على الابداع والتميز..انك معطاء بشخصك وتستحق الحياة العريضة.

    اخي الكريم..تمتع بالعطاء الخالد..اطلب بحقك في المجد والعظمة الخلاقة..انظم

    القصائد الشعرية الجميلة لتميز مكانك تحت الشمس..انت نجم ذهبي في قلوبنا

    لك منا كل الحب والاحترام والتقدير..بوركت وجزاك الله كل خير.

  7. تحياتي العطرة لك استاذي الفاضل ..
    أرى كلماتك تفوح عطرا وشهدا
    كلما قراءت لك قصيدة يزاد شوقي
    لقراءة قصيدة أخرى تحمل فيها جمالية
    إحساسكَ المرهف وصدق كلماتك
    فلك مني جزيل الشكر ..
    ولا تسعني الكلمات عن التعبير,غير أن
    الفرحة تغمرني من أناشيدك التى تصدح
    تغاريدها في الوادي

  8. كلماتك تعبر عما تختلج المشاعر هائمه ومتقده متسربله في قيعان الدات . انا في حيرة من امري هل نظرتك لها نظرة الكبرياء ام نظرة الانحناء . قدما والئ الامام.

  9. […] وتحليل لقصيدة “أبكي معها ” للشاعر زهدي غاوي القصيدة من ناحية المضمون هي […]

  10. أستأذنكم أحبائي لأن أبدأ أولاً بمسك ختام التعليقات التي وردت لغاية نقد الاستاذ والشاعر الكبير احمد سلامة. استاذي العزيز سلامة، أشكرك بكل كلمات الشكر المألوفة وغير المألوفة، المعروفة وغير المعروفة، على نقدك البناء لما جاء في القصيدة، وأرجو أن تعتبرني تلميذك الذي يتوخى الفائدة القصوى منك ومن بحر علمك، فإني أتقبل كل نقد بنّاء بقبول حسن. أدعو الله أن يتم عليك نعمه وبركاته ويجزيك عني كل خير.
    أما أنت حبيبي المحامي جمال أبو فنة، فإني لا أجد كلمات أعبر بها عن مدى سروري وابتهاجي عندما اقرأ كلماتك المعطرة بشذى النرجس والريحان، أدامك الله ذخرًا للجميع.
    ولكما مني يا فراشة الوادي ووردة الوادي تحية إجلال واكبار للكلمات الرقيقة التي وردت في تعليقكما. اشكركما متمنيًا لكما السعادة والتوفيق.

  11. اليك يا ابن خالتي تحية عطرة
    نعتز بك, بانجازاتك وبشعرك ، فطوبى لك وهنيئاً لقراء الموقع الذين يحظون بقراءة كلماتك المميزة والشعر الذي يعبر عن جرأة كاتبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة