نقد وتحليل الشاعر أحمد كيوان لديوان معالي مصاروة خطوات أنثى

تاريخ النشر: 02/01/12 | 6:02

نقد وتحليل لقصائد ديوان معالي مصاروة خطوات أنثى بقلم: الشاعر أحمد كيوان

تطل علينا من بلدة عارة في المثلث الأشم الشاعرة الواعدة معالي مصاروة كشجرة وارفة الظلال في دوحة الشعر العربي من خلال ديوانها الأول “خطوات أنثى” مرددة بصوت جهوري واثق:

لم العجب

قصيدتي الآن قادمة من لغة الأنوثة

… من الإحساس العميق

قادمة من الرياح الدافئة

من الأقلام المنتحرة على شفة الغلاف

والحقيقة إنني عندما تصفحت الديوان, وقرأته على عجل رأيتني اشتم في شعرها عطرا خاصا مضخما بالشذا الطيب, والأريج الفواح, لأنه يضفي بالرقة, والعذوبة, والسلاسة التي تمنح القارئ متعة ما بعدها متعة, فالكلمات تنساب رقراقة كأنها خرير ماء جاء من جدول فيه لذة للشاربين, ولا ادري لماذا تذكرت ديوان الشاعرة الكويتية المبدعة سعاد الصباح “في البدء كانت الأنثى” فربما هناك قواسم مشتركة بين الشاعرتين, أو قل توارد خواطر أهم ميزاتها الجرأة في التفكير, والتعبير, مما حدا بالكاتب والناقد العربي الكبير عبد القادر لؤلؤة أن يكتب في مجلة “الأزمنة” ذات يوم معلقا على ديوان سعاد الصباح: “تذكرني سعاد الصباح برقة شعرها, وصدق عاطفتها, وصراحة عبارتها بأول شاعرة وأهمها في تاريخ الحضارة الأوروبية وهي الشاعرة الإغريقية سافو”.

فإذا كان عبد القادر لؤلؤة منصفا لسعاد الصباح, فانه من باب الإنصاف أيضا استطيع أقول أن معالي مصاروة برقة شعرها, وصدق عاطفتها, وصراحة عبارتها, وجرأة كتابتها, ومن خلال قاموسها الشعري الخاص بها, والموسيقى الندية والشجية التي تنصخ بها كل كلمة من كلماتها, نستطيع أن نرصد شاعرة واعدة, ومبدعة لها مستقبل زاهر, فالذي نلمسه من خلال حروفها المتلألئة أن هناك مخايل لا بد لها من الاكتمال لتصبح مشرقة بظهورها, وهّاجة بنسائها, رائعة في أدائها, فالشاعرة معالي ذات نفس شعري لا مجال لنسيانه, وصاحبة موهبة كبيرة لا مجال لتجاهلها, وعندها من الآمال الكبيرة التي يمكن أن تحققها في القادم من الأيام ما دامت صادقة مع النفس كما تجلّت, وواثقة بالنفس كما هو بارز في قصيدتها كلماتي:

كلما كتبت أكثر

كبرت آفاق مسافاتي

وكلما أتقنت الكتابة

عشقتها قصائدي التي

تكتب الحب في دفاتر الأيام

وتعانق العشق على شواطئ الأرض

لتكون أكثر اقترابا

ممن يسكن أحرفي

ومن يلبس حرير الشعر

والشاعرة معالي تقول لنا بصدق, وعفوية في نفس الوقت الذي ترسم بكلماتها تاجا على الشمس:

كلمات ترسم على الشمس تاجا

تعبث على الجسر الفاصل

بين الماضي والحاضر

كلمات تنام على أكتاف العشق

تحضر في الأرض قصائد

حتى تفوح رائحة ندية

كلمات اظلّل بها عين فجري

أضمها إلى صدر نهاري

واكتبها عنوانا في دفتر المساء

فتحية للشاعرة التي تطل علينا كما لو أنها بلبل يصدح فوق أيك الخمائل, أو عصفورة غريدة على شجرة باسقة تتمازج أغاريدها مع نسائم الصبح الندّية التي تأبى الاّ أن تكسر صمت نهار جديد.

‫6 تعليقات

  1. تحياتي للمبدعين وللشاعرة معالي. قدما والى الامام. ابداع من اعالي الوادي يغمره شعرا بعذب الكلمات… .

    تحياتي لك استاذ كيوان.

    محمد يحيى

  2. تحياتي للشاعر احمد كيوان، وللشاعرة المتألقة معالي. لا شك ان الشعر الذي تمدنا به الشاعرة معالي يحمل الكثير من العذوبة ووسائل البلاغة التي تلون اشعارها بالوان عذبة حريرية. صدقت يا ناقدنا بما نقدت ، واصبت بما علقت.

  3. تحياتي للاخ العزيز احمد كيوان (ابو ناصر ) للشاعره معالي مصاروه
    يا ابا ناصر ان الاوان ان ترينا ابداعك ولغتك على صفحات بقجه فجد علينا من عبيرك يا اخي وكم يسرني ان ارى الكبار منكم بيننا حتى نتعلم من افكاركم وبلاغتم واعود لاحييك واشكرك واتمنى لك الصحه والعافيه

  4. أشدُّ على يد الكاتب الشاعر أحمد كيوان،وأبارك للشاعرة صدور باكورة انتاجها الشعري، وسيكون لي كلمة طيبة حول الديوان في القريب ان شاء الله.

  5. اطيب التحيات لشاعرنا ابو ناصر وان غاب عنا بكلماته الرائعه فان مكانه ما زال محفوظ في قلوبنا واني اساند اخي قاسم(ابو نزار) بكلماته واتمنا لكم جميعا دوام الصحه والعافيه

  6. ارجو من الشاعرة الفاضلة الحصول على نسخه منه والى الامام بحول الله تعالى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة