الحاكم والعسكر…

تاريخ النشر: 29/12/11 | 11:40

الشهر القادم عيد ميلاد الحاكم

اجتمع الوزير، والعسكر

وبمعيتهم من يصفق أكثر

ساسة.. فنانون.. إعلاميون.. رجال دين.. وعسكر

ينتظرون جميعهم القائد الملهم الغضنفر

نظر بعضهم إلى بعض متسائلين:

ماذا سنقدم للقائد في العيد، فغد يوم عظيم؟!

الساسة قالوا نكذب أكثر..

العالم أصبح يحبك أكثرا وأكثر

وأنت الواحد الأحد الفرد الصمد

ويليق لك بأن تكون زعيم العالم الأوحد

لا أقل… ولا أكثر…

لا بأس .. لا بأس.. أجاب العسكر

*******

الفنانون: سنرسم لوحةً للقائد وهو يضحك

ونصنع التماثيل ونعلقها بالساحات وعلى القمم

سنخرج فيلماً يحكي قصة الزعيم المبجّل

وننتج مسلسلاً للحارة وكيف أغلقت أبوابها السبعة

سيغني الفنانون والفنانات في كل بلد وشارع وحارة

وتهز الراقصات خصورهن بكل أدب ولباقة وخفة

عظيم .. عظيم .. ردّد العسكر

*******

الإعلاميون: سنكتب عن مآثره

وسندون إنجازاته الخارقة

ونملأ الجرائد بصوره الفاتنة

سنعلن عن هذا الخبر في الخط العريض

فإعلامنا كما تعرفون حر ورصين

سنشكّل لجاناً من الشباب والشابات

ليكتبوا ويكونوا جنوداً على صفحات الفيسبوكات

ويُظهرون حجم المؤامرة

فبلادنا كما تعرفون مستهدفة يا سادة

والفيس بوك أصبح يهدد الأمن ويصنع ثورة

هز الجميع رؤوسهم الخاوية

وقالوا هذه أجمل حكاية

لله درّ هذه الأقلام الواعدة

جميل.. جميل جداً .. يا رفاق

ردد العسكر..

*******

رجال الدين: قالوا نحن ورثة الأنبياء

الحدث عظيم وقائدنا ليس له مثيل

جددنا التفسير واعتمدنا على التأويل

فطاعة الحاكم واجبة في النص وفي الجوهر

ستُهزُّ المنابر .. وتقرع أجراس الكنائس.. وتطرق النواقيس

فحاكمنا كما تعلمون لا يميّز بين دين ولا عرق ولا وليد

استوردنا مساوكاً، وتمراً، وحناء …

وزعنّاها على المشايخ والعلماء

وقلنا لهم تجنبوا السّواد

فهذا كما تعلمون غش والغش في الدين حرام

من السنة أن تكون اللحية كقبضة أو أكثر

وأشرنا لهم بصبغ اللحى بالأحمر

فحاكمنا عنده هذا اللون محبّب ومحبّذ

اشترينا كثيراً من الجلابيب السود والصلبان والخيزران

فإخواننا القساوسة شركاء معنا في حفظ البلاد وتمجيد السلطان

تباكوا أيها المشايخ على المنابر،

وتبتلوا أيها القساوسة وهزوا الصلبان

صلوا للرب واقرأوا من الإنجيل ورتلوا القرآن

فليحفظ الرب السلطان

بوركتم يا أرباب الشعائر

قال العسكر..

*******

خرج الزعيم القائد الأوحد

فزّ المجتمعون حيّوه بتحية العسكر

سمعت كلامكم مع أني لا أتنصت

لكني لم أسمع ماذا سيفعل العسكر؟

نحن يا سيدي القائد الغضنفر

لنا خصوصية في هذا الاحتفال العرمرم

أعلنا منذ شهور استنفاراً في الجيش، والأمن، والمخفر

دبابتنا اتجهت نحو العدد الأكبر

مجنزارتنا تجهّزت وتخندقت على التلال وفي الحفر

طائرتنا تحوم في طول البلاد وعرضها وفوق الهدف المحدد

رجالنا –كما تعرفهم يا سيدي القائد – أشاوس ومعهم حيوانات أزود

ضحك الحاكم ولم الحيوانات أيها الأوغد؟!

الحيوانات ليست أليفة يا سيدي فهي مدربة على القنص لا أقل ولا أزود

قام الحاكم .. وقام الجمع الأحمق

إني فخور بكم فأنتم كما كنت أتوقع

هز الرأس .. والجميع: صفق .. صفق.. صفق

بقلم عماد أبو علي

تعليق واحد

  1. حوار فيه ابداع ويليق بالحاكم المستبد المسلط على الشعب والعسكر …يشترى السعادة بالغدر والخيانة والقهر والجور ورحاه لا زالت تدور وتدور وتطحن المستسلمين من الجبناء اما الفضلاء فلا يشاركون لا الحاكم ولا العسكر والفنانون بدورهم تخندقوا في صف المعارضة لان فنهم راقي ولا يقبل المساومة او المحاباة او المجاملة …سيكتب التاريخ مقاومتهم للاستبداد كما حفظ لعبدالرحمان الكواكبي من قبلهم مقاومته بكتابه وقلمه وجهاده…. وان غدا لناظره قريب….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة