وأنا في السّرير…
تاريخ النشر: 25/12/11 | 1:54وأنا في السرير
وما تزال حلاوة سهرة الليلة الماضية
وأضغاث أحلام تمضي وتعود على سجيتها
فكّرتُ هل أقوم فأُعد فطوري
أم أنتظر ذات العين العسلية
لتصنعَ لي القهوة السادة على مزاجها
ومن ثَمَّ نسيتُ موضوع الافطار
وغفوتُ وسهوتُ قليلاً
أخذتني أحلام اليقظة
فرأيتُ أنني أكتب قصيدة ماكرة
عن فتاة تركب دراجة وثوبها يخفق في الريح
تصارع الأمواج من مسجد حسن بيك الى يافا
وأطرقُ باباً جديداً لم يطرقه الشعراء
وأقول : هل غادر الشعراءُ من متردمِِ
هل غادر الشعراء يافا
أم هل عرفوا كيف يكون الليلُ فيها
حقاً ما أجمل التقاعد
وما أجمل أن تَعُبَّ من خمرة الروح
أن تسمع صباح فخري يصدح
وعبدالوهاب ينوح: اسقنيها بأبي أنتَ وأمي
اسقنيها ، لا لتجلو الهمَّ عني .. أنتَ همَّي
***
وأنا في السرير
فكرتُ ماذا أفعل اليوم
بإمكاني زيارة صديقي الساكن عند البحر
سأقوم فأتصل به
أو لا حاجة للاتصال
أنني سأجده على نفس المقعد
يراقب الفراشات الذاهبات الآيبات
ويرسم الجندية العارية
وإذا لم أجده أعرف أين يكون
فلا أدري أتطلع الشمس في هذا اليوم
أم يكون غائماً
حقاً ما أحلى التقاعد
***
وأنا في السرير
فكرت أن أتصل بصديقي
فاقترح عليه الذهاب الى الجامعة
حيث بنات جامعة تل الربيع
يستلقين على الديشة في ذهول الشمس
وحيث البروفيسور الغامض يضع يده
على شعر الطالبة الساحرة إلزا
فتتغنج إلزا قائلة: الملك يضعُ يده يتلمس شعري
إني إذاً أسعد عذارى تل الربيع
كانت إلزا تسكن على شاطئ نتانيا
وكان الشاعر يعشق عيون القطط
وعينا إلزا عينا قطة برية بابلية الحسن
ضاعت إلزا في زحام الحياة
ربما أصبحت جدةً اليوم
حقاً ما أجمل التقاعد
لولاه ما تذكرت إلزا ولا البروفيسور
ولا بيته المكتظ بالأشجار والقطط.
***
وأنا في السرير
حلمت أنني أسير وأسير
أجدُ في نهاية الطريق حجراً أخضر
وطائراً ملوناً يحط من أعلى
وبحيرة تشبه بحيرة لامرتين
وأراه يناجي معشوقته
وأراها ترحل مع الرياح
فأقول له:
ناجِ البحيرةَ وحدكَ الآنا
وأخيراً أقرر البقاء على الحجر
والتمتع بمراقبة الطائر وحركاته
فمعي كل الوقت
ما اجمل التقاعد!
كتب في تحليل القصيدة:بقلم د. سامي إدريس
وهل اجمل من العوده الى الماضي حتى لو امتلا بالذكريات فمنها التي لا تنسى ابدا ومنها مانحاول ان نتناساها ومنها ما نسينا بالرغم ان اعظم نعمة انعم الله علينا بها هي نعمة النسيان لكن الذكريات تبقى مرسومة كالوشم وارى ذكرياتك استاذي العزيز ما زالت كالوشم
دكتور سامي لك تحياتي من القلب انت اخ كبير ومنك استفيد لاني ارى بك قدوه لي وللجميع ولك كل الحب والود
ما هذا ??? ارجو النشر. فهذا رأيي. نتانيا وتل ابيب وبروفسور ؟؟؟؟
رباه ما اكثر النقاد ومن يدعو بنفسه ناقد _ لم ينتقد الا لاكبردكتوراديب شاعر واكبر ناقد
أشكر العزيز قاسم ، وأشكر جزيلاً الناقد الذي لم يُفصح عن اسمه، ولم يُفصّل في نقده تفصيلاً يفهمنا ما الذي أوجعه أو لم يعجبه في هذه القصيدة، وأنا أعتبرها من أجمل قصائدي، كتبتها في خلال عشر دقائق لا أكثر. لكن ما يميزها هو صدق التجربة وصدق الذكرى.. فالناقد يا عزيزي لا يكتب جملة ويقف عندها…. الناقد يعرف مواطن الضعف والقوة في القصيدة، ويدعم أقواله بالأمثلة الحية.. فلا يكفي أن الشاعر ذكر يافا ونتانيا والبروفيسور ، لتقل وتصرخ ما هذا .. هذا من هذا !! أن حلاوة هذه القصيدة تكمن في هذه التي ذكرتها.
هذا تنويع في المضامين التي يطرقها الشاعر،فهناك قصائدي التي يمكن تسميتها وطنية، وهي كثيرة، وهناك قصائد يمكن إدراجها في باب الغزل والحب، وهناك قصائد فلسفية، وهناك قصائد اللاوعي تنبع من مخزون الذكريات، وهذه منها.
وهذه أجمل قصائدي ، لأنها تلامس الواقع الماضي والذكرى فتجعلها حية أمام عيون القراء. وهي من السيرة الذاتية الشعرية التي يبوح فيها الكاتب أو الشاعر بأسراره
وهذه يا أيها الناقد العزيز بعض الأسرار الخفيفة، فكيف لو بُحتُ بالكبائر. وأنا أعرف أن القراء يحبون معرفة العالم الثاني المستور للشاعر، فأنا نفسي كنت أبحث عن أسرار جبران وأسرار العقاد وأسرار يوسف ادريس واسرار الجواهري، وما زلت أبحث وأجد لذةً في ذلك.
ودعوتي الى القراء الى إعادة قراءة القصيدة عدة مرات لتكتشفوا مدى عذوبتها
ومع ذلك الدنيا أذواق وربما أكون مخطأً ، فأرجو سماع آرائكم
ولكم جزيل الشكر.
قصيده رائعه كلمات أروع
حروف تتحدث وأنا لها أسمع
حروفٌ تُشرب تُؤكل ومنها لا أشبع
شاعرنا سامي ادريس اكمل فبكلماتك أنا أطمع
أُكتب , حتى أهتدي بكلماتكِ ولله أصلي وأركع
أكتب , حتى أحنَّ وحتى تعودَ ذكرياتيِ وعينايَ تَدْمَعْ
شكرا جزيلا كلماتك رائعه استاذي الكبير والغالي .
استاذي الكريم حياك الباري وجمل ايامك بالعطاء الخالد والسعادة الدائمة..
التقاعد نهاية لمرحلة عمرية..وبداية تمثيلية جديدة بمسرح الحياة..
نحصل على السعادة حين نحقق اهدافنا ..لكي نعيش العمر بسعادة يجب ان تكون
لنا اهداف نبيلة نسعى لادراكها..
الحياة شعلة سلمت لنا…واجبنا ان نسلمها شعلة كبيرة للاجيال القادمة..
الحياة مسرح …ونحن الممثلون..جدير بنا ان نتالق باداء ادوارنا ..لنخلق مجتمع
فاضل..متطور مزدهر تعم به الرفاهية..
احيانا نتخيل مناظر من الماضي وخاصة مقاطع سعيدة من ربيع العمر…نتجاهل
الحاضر السعيد..نغني للاطلال ونحلم بمستقبل سعيد..
جدير بنا ان نمتن للحاضر الجميل ..نعيش العمر بتفاؤل..نعمل ونجتهد للحياة الكريمة
لمجتمع فاضل..
جدير بنا ان نسلك الدروب الايجابية….نضع اهداف نبيلة لحياتنا..نرسم مناظر جميلة
لمجتمعنا..نصنع المعروف والعطاء الخالد..
استاذي الكريم…انشد للطبيعة..للحب..للجمال..للزهور والرياحين..اقرض الشعر
الاصيل….حلق عاليا للمعالي مع النجوم الذهبية..تمتع بالمجد والعطاء الخالد.
بوركت…قدما والى الامام..
أسعدتني كلماتك يا أبا البراء وأثلجت صدري، كما أثلج صدري تعليق أبو نبراس
إن مدينة الشعر لترحب بمقدمكم فادخلوها آمنين.
وتقبلوا مودتي دائماً
عزيزي : قرأت قصيدتك مرة ومرة ، وجدتها جميلة تحمل في طياتها تاريخا ومعالم لأيام خلت، والجميل انني لم استطع ادراك الغاية اهي بكاء على الاطلال وما مضى ام حبا للتقاعد والراحة ، ولعل هذا سر جمالها
عزيزي الشاعر محمود كيوان لقد اهتديت في معراجكَ للوصول الى إكسير القصيدة وهو سرُّ جمالها. إن العامة تقول: ” قِلّة الشُّغُلْ بتعلِّم التطريز” والتقاعد يجعلني أبحث في الدفاتر العتيقة، في رحلة استحضار للماضي كأنه الحاضر بإلقاء الضوء عليه عبر تموجات القصيدة وبراعة السهل الممتنع.
أشكر متابعتك لما فيه فائدة القراء
أسطورةُ كلمات
تردد نغمات
لقاءٌ وذكريات
بخبرةٍ وحرفةٍ رُتبت أكمام المفردات
حروفكَ ذلك الربيع الذي يُنير العتمات
لكَ مني باقةُ مودةٍ والكثيرُ من التحيات
يا الله انا احب ان اقرا واستمتع بالقرائه ما اجمل القصيدة بها احساس جميل اتمنى لك اولا الصحة وثانيا التإبير الجميل والى الامام يا شاعر الذكريات والحب……
أشكر شاعرة الوادي التي تألقت في دالية الكرمل، وهي دائماً في تألق الملكة.
وأشكر أم يوسف على تفاعلها مع القصيدة. القصيدة الجميلة تطلع كالبرق أو الومض وتمر كالخيال تلامس أهداب الفكرة. متابعتك زادتني سحراً ومعراجاً في عالم الذكريات، كيف لا وأنا القائل:
خاوٍ عمري، ملء جراركِ عسلا
وليسمح لي ابو الأمير أن أعمل دعاية لقصائدي القادمة ففي الطريق قصيدة دعوتها ” القصيدة الماكرة” تعثرت معي فلم أنهها بعدُ، وأخشى إن أنا نشرتها أن تثير ضجة فاحتاج الى الرد والاقناع والتحليل والتعليل، ولكن القصيدة تقول قولها وتمشي. وتقبلوا تحياتي جميعاً
[…] وتحليل لقصيدة د. سامي إدريس (وأنا في السرير) بقلم : أحمد […]
قصيدتك جميلة المعاني ولها ابعاد اجمل .
ان ذكرك لصباح فخري ومحمد عبد الوهاب البسها تاج الفخر والكبرياء .
اشكرك على هذه الكلمات الرائعة واتمنى لك دوام البهجة والسعادة .
أشكرك يا أبا فريد، وأعتز بشهادتك هذه. هذه كانت فلتة ومن الصعب أن يرجع مثلها
سوف انتظر ملاك الشعر طويلاً حتى يعتصر هذا التاريخ الطويل في كلمات صغيرات كلٌّ تحمل في منقارها آلاف الرسائل.
تحياتي الوردية اليكَ استاذي الفاضل ..
وأعتذر على التعقيب المتأخر نوعاً ما
لكني واجهت مشكله في الاتصال بالشبكة…
فعلا ما زالت حلاوة سهرتك الماضية
وأضغاث أحلامك التى تمضي وتعود على سجيتها
تتموج بعذوبة ورقة لتصف فحوى احساس مرهف
واختلاجات جما كما وأن وصفك للاحداث وصف
انسيابي وجميل..
وعلى الرغم من عدم الالتزامك بالقافية
الا أن هذه القصدية مقطوعة جميله
شكراً لما خطته أناملك المرمرية
تقبل مودتي..