كامل ريان أخطأ التقدير… جرائم القتل تتكاثر “وما في حدا يسمع”
الإعلامي احمد حازم
تاريخ النشر: 02/06/25 | 11:16
يوجد مثل شعبي يقول :”ان بزقنا لفوق بتيجي على شواربنا وان بزقنا لتحت بتيجي على لحيتنا.” وهذا المثل يقال عند عدم وجود حل لمشكلة اجتماعية. والسكوت عليها أفضل. فهل وصل مجتمعنا العربي الى اتباع هذا المثل الشعبي فيما يتعلق بالجريمة المنتشرة فيه. من بين المقالات المتعددة التي كتبتها في هذا الموقع عن العنف والجريمة في مجتمعنا العربي مقال بعنوان: “هل أصبح عرب اسرائيل عرب القتل؟” نشر في الثامن عشر من شهر فبراير/ شباط هذا العام، ذكرت فيه:” صرت أخجل من نفسي عندما أكتب مقالاً عن تفشي العنف في مجتمعنا العربي، لأن حالات القتل المتزايدة التي يشهدها هذا المجتمع ليست من فعل غرباء بل من أفراده.
مما يؤكد المثل الشعبي “دود الخل منو وفيه.” ولكثرة الأسئلة التي تردني من زملاء في دول عربية وأوروبية حول القتل المتعمد في المجتمع العربي، صرت أخجل من نفسي على الرد عليهم لأن الأسباب مخزية، وصرت أخجل من تردادها. وذكرت في نفس المقال أيضاً:” ان معدل جرائم القتل في الدول العربية يصل إلى نحو 10 جرائم في السنة لكل مليون نسمة، في حين وصلت النسبة في المجتمع العربي في الداخل الفلسطينيّ (عام 2024) إلى 177 جريمة في السنة لكل مليون نسمة،” أليست هذه النسبة مدعاة لطأطأة الرأس لمن يفهم؟
أنا شخصياً صرت أخجل من كثرة ما كتبت حول هذا الموضوع ولكن بدون فائدة. يعني “سمعان مش سامع وما بدو يسمع.” جمعيات ولجان مكافحة العنف نجتمع وتصدر بيانات “ما في حدا برد”، هيئات اجتماعية وشخصيات وطنية تناشد الجمهور للعودة للعقلانية والابتعاد عن العنف والجريمة ولا حياة لمن تنادي. وبالعكس من ذلك فالجريمة تزداد في مجتمعنا عاماً بعد عام “وما في حدا برد ع حدا.” فحسب المعلومات المتوفرة سجل المجتمع العربيّ منذ مطلع العام الحالي حتّى الآن 101 ضحية مقابل 87 ضحية في الوقت ذاته من العام المنصرم الذي شهد مقتل 230 مواطناً عربياً جراء العنف المستشري في المجتمع العربي بينهم 44% تحت سن الثلاثين عامًا، ونحو 4.4% تحت سن 17 عامًا و20 من الضحايا من النساء.
مجتمع “فالت” فلا شرطة مهتمة بجدية لمعالجة هذا الموضوع ولا قيادات قادرة على ضبط ملف الجريمة والذي هو في الأساس من مهام الشرطة بالدرجة الأولى، كونها المسؤولة الوحيدة عن أمن وأمان المواطن يهودياً كان أم عربياً. لكن وكما يبدو من الواقع والوقائع فإن ما يعيشه المواطن العربي هو عكس ذلك تماماً.
وأخيراً…وما دام الشئ بالشيء يذكر، فأنا ألفت نظر الدكتور كامل ريان الى أن مقاله في “موقع العرب” في الخامس والعشرين من الشهر الماضي بعنوان “كفر قاسم.. المدينة التي اختارت الحياة: كيف أطفأت روح التطوع نار العنف والجريمة” قد خيّب آمال كل من قرأه، وأخطأ التقدير، لأن كفر قاسم لم تشهد حالة قتل واحدة يوم الجمعة الماضي بل حالتين مع بعض.