النُّسور

هادي زاهر

تاريخ النشر: 02/06/25 | 6:56

ذلك العشّ الّذي في الأعالي

تختاره النُّسور بعنايةٍ

هذِهِ الطّيور مزاجها

قاسٍ شديد الصّرامة

لا تعرف الرّحمة

والافتراس في شَرعِها غاية

وأحيانًا قد تنشب منقارها

في جَسَدِ الغمامة

النّسور تُولد جاهزة الجهامة

وَحتّى فراخها الصّغيرة

تتصارع في العشِّ

دون شفقة دون غيرة

حتّى يسقط من العشّ

أحد الفراخ

وأمّا أمّه أو أبيه

لا أحد منهما، يهتمّ فيه

ويستمع لصوت الصّفير والصّراخ

ولا يعنيه مصيره

وكأنّ شعبنا زغاليل نسر

ومازال الزّغلول الّذي سقط

يحاول النّهوض

لعلّه ذات يوم يحطّ

على قوس النّصر

************************

وهذه الأمّة بالون كبير

وشوكة صغيرة

بحجم مخلب نسر

تعيده عدم لا يرى

وهذا ما جرى

والكثيرون من طليعة الأمّة

والنّخب المفكّرة

كسميح ودرويش وزياد

حاولوا أن يعيدوا الأمور

كما يفترض أن تكون

وتعود البلاد هي البلاد

مهبط التّين والزّيتون.

***********************

فلسطين تلك الفتاة

البهية الجميلة

أُغتصِبَت..

وَهِيَ في خُشوعِ الصّلاة

تركوها دامية عليلة

ألسنا في زمن الجنون؟

ولماذا نخون ونخون…

وسقط عنا

كلّ تعاليم ووصايا الرّسول؟

وهو الّذي كان يقول

احفظوا هذه البلاد

في نَبْضِ القُلوبِ وَالعيون

وَكذلك أمير البيان شكيب

كَتَبَ وَصيّته للأُمّة في كلمتين

” أوصيكم بِفِلَسْطين”

وَصِهرَهُ كَمال الحبيب

أوصى بِتَسْكيرِ الصنابير

صنابير البترول

وقطع الأنابيب

عن الغرب معدوم الضمير

الذي يشاهد عمليات الإبادة

التدمير والتهجير

انهض من مرقدك يا صلاح الدين

وحرر حطين

انهض يا سلطان

فقد أبلوا جنودك بلاءً حسناً

في “الهوشة والكسير”

وسقط هناك الغاصب “ديان”.

*************************

إن هؤلاء اعتَنقوا حُبّ فِلَسْطين

وَجَعَلوه عقيدة

وَتَركوا خطاهم السّديدة

علامات لِمَنْ أراد الْوُصول

إلى بر الأمان

وأنا بِكُلِّ ما أوتيت مِنْ حُبٍّ

يَتَدَفّق في الرّوحِ وَالقلبِ

رغم العذاب والمِحن

آمنت أنّ وطني على مرِّ الزّمن

بِهِ تَبْدَأ الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة