صدور كتاب “نقوش عربية وكتابات تذكارية في فلسطين” للدكتور محمد عقل
تاريخ النشر: 20/05/25 | 13:05
صدر أمس في دار النشر Ekutub في لندن كتاب “نقوش عربية وكتابات تذكارية في فلسطين” للدكتور محمد عقل، بحلة قشيبة. يقع الكتاب في 292 صفحة من القطع المتوسط، وفيه عشرة فصول. النقوش والكتابات وجدت في المدن والقرى الفلسطينية، ووضعت صورها مع قراءة لما كتب مع تعليق ومراجع. وقد جاء في مقدمة الكتاب ما يلي:
أرض فلسطين مليئة بالآثار والمشاهد التي تدل على عمق جذورنا وعراقة أصولنا. من هذه الآثار كتابات تذكارية تأسيسية نقشت في الصخر، أو الرخام، أو المعدن. بعضها صنع بالفسيفساء. قسم من هذه اللوحات اعتراه الوهن بسبب عوادي الدهر، لكن القسم الأكبر مهمل عن عمد بقصد محو تاريخنا ونسيان ماضينا.
في عام النكبة عام 1948 أغلقت اسرائيل جميع المساجد في القرى والمدن المهجرة، ومنعت المسلمين من إقامة الصلاة فيها، ولم تتورع من تحويل بعضها إلى حانات، ومدارس دينية، ونواد للحفلات الصاخبة، ومخازن. ولم تكتف العناصر اليهودية المتطرفة بالاستيلاء على المساجد والمقامات والمشاهد وتهويدها فحسب بل قامت بطلاء الكتابات التذكارية التاريخية العربية بمادة الجبص وإتلافها، وذلك يندرج في سياسة حكومة إسرائيل لتهويد الأماكن الدينية الاسلامية والمسيحية. إزاء ذلك فإن تصوير هذه الكتابات أصبح عملاً شاقًا، وقراءتها صارت صعبة للغاية، والتوثيق يحتاج إلى صبر وأناة، واضطلاعًا علميًا بفن الخط العربي وتطوره عبر العصور.
لقد بذلنا جهودًا كبيرة في قراءة الكتابات التذكارية العربية والتركية لإنقاذها من الضياع، وتنشيط الذاكرة الجمعية، وتقوية روح الانتماء لدى أبنائنا، فهذه مهمة وطنية سامية.
معظم الكتابات رأيتها بأم العين حين كنت أرافق طلابي في دار المعلمين العرب إلى المواقع والمساجد والآثار أثناء رحلاتهم السنوية. لقد وجدت أن الأرض تتكلم العربية. وكم كان سروري عظيمًا عندما كنت أساعدهم على قراءة الكتابات العربية في القدس والرملة واللد وعكا والنقب. كانت تلك أيام لا تنسى. لقد أصبح الطلاب معلمين ونقلوا التجربة إلى طلابهم، وهذا ما كنت أتوخاه.
الكتابات المدونة في هذا الكتاب عبارة عن سجل حافل لتاريخ عربي أصيل بدءًا بالعهد الكنعاني وانتهاء بالعصر العثماني. شمل الكتاب، كذلك، على دراسات توثيقية عن: ظهور المقامات والمواسم في فلسطين، ونشأة لقب خادم الحرمين الشريفين.
هذا الكتاب لبنة أخرى في تاريخ فلسطين بمدنها وقراها، وهو توثيقي، موضوعي وعلمي.
نرجو أن نكون قد وفّقنا في تحقيق الهدف الذي توخيناه، أو جزءًا منه، بنشر هذه المجموعة من الكتابات التاريخية، ومهما كلّفنا هذا العمل من تعب وعناء، فإنه لقليل إزاء ما تستحقه فلسطين من عمل دائب في سبيلها.