القصيدة تبدأ …. القصيدة لا تنتهي …. إلى الجحيم أيّتها القصيدة الّتي انتهت
بقلم: الشّاعر علي هيبي
تاريخ النشر: 05/07/25 | 15:31
(النّاطق الرّسميّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين ورئيس تحرير مجلّة “آفاق فلسطينيّة”)
تسير بمحاذاة نهر غزير، زاخر، موّار، تتأمل انسياب الماء وتدفّق التّموّج وتصغي لموسيقى الجريان ونوتات الخرير، قد تخطر الكيمياء بأكسجينها وهيدروجينها في الوهلات الأولى، فلا تأبه لها وتمرّ مرور لمحة فكرة بلا وضوح، وتتساءل بخشوع وعجب، من أين بدأ النّهر الرّقراق مشوار الأميال الطّويلة، أليس من خطوة أولى، أليس من قطرة واحدة، لها خالق ومبدع! يثقلك التّأمّل في الخلق والإبداع، فتعود إلى بدايات الأشياء كلّها، وإلى ما قبل البدايات.
“في البدء كانت الكلمة”، والكلمة خطوة أولى، إنّها مادّة خامِ قطرةِ إبداع أولى، إنّها فكرة قيلت، وصدًى لهواجس وصورة لخيال قد يختمر، الكلمة امرأة تناديها أو تناديك فتلبّي بانصياع عبد يتسربل بسربال أمير يختال حالمًا، الكلمة حبّ عظيم ورغبة جامحة نحو تكوّر الخلق وتكوّن الإبداع. هل الكلمة بنت القصيدة المدلّلة أم أمّها الرّؤوم، قد لا إعرف! ولكنّني أعرفها بالتّأكيد، إنّها مولّد السّطر وشاحن البيت، إنّها الشّرارة الثّاقبة الّتي سيندلع منها لهيب الحبّ والحرّيّة والشّعر والثّورة.
كان الشّاعر العربيّ في البداية يقف على الأطلال الملساء الدّارسة خالية من الأحبّاء، يقف حزينًا ويستوقف ناحبًا ويبكي بأسًى ويستبكي باستعطاف، إنّها ولادة عسيرة تبحث عن رغبة بشقّ الأنفس، تبحث عن أشياء وجزيئات وكلمات، تنقل المبدع من ظلمات الحزن والذّكريات إلى نور الشّمس والحقائق الملموسة، إلى الشّجاعة والبسالة والحرب والافتخار، نعم! كلّ بداية صعبة، ولكن لا بدّ من الرّسم، لا بدّ من بيكاسو مبدع، فنّان، حياتُه لوحاتٌ من ألوان وحروف وصور فنّ وروعة جمال ورونق مجد، وقد قال: “حتّى أعرف ما أريد أن أرسم عليّ البدء بالرّسم”. أليس الشّعر فنًّا والأدب بأجناسه فنونًا! إذا أردت أن تكتب عليك البدء بالكتابة، قم وابدأ حتّى لو مشيت في شارع من الضّباب أو غرقت في وادٍ سحيق من الظّلام والضّياع، إنّها رحلة مريرة ومثيرة، نعم إنّها كذلك! فيها تناقضات، وهل تولد الأشياء، وهل تكون الولادات إلّا من تناقضات سالب يسلبها الرّقاد وموجب يوجب عليها المضيّ في درب الآلام والهداية.
فهل الكتابة فطرة في الكاتب منذ الخلق، تأتي بتلقائيّة تترجم الأشياء والأفكار بالكلمات، أم هي موهبة حباها الله للمخلوق فيغدو خالقًا بقدرة واحد أحد، أم هي اكتساب علم وجلاء معرفة وقدرات خارقة بتميّزها وتفرّدها، الشّاعر بالذّات، كلّ شاعر يجب أن يقول ما لم يقله ولن يقوله غيره، نعم! شعر الشّاعر معجزة تخترق العادة والمألوف، شعر الشّاعر إعجاز إنسانيّ، لكإنّه وحي إلهيّ يوحى لنبيّ وهو وحيد في عزلته عن النّاس، منعزل عن واقع الدّنيا بجسده، حتّى يظنّ أنّه حالم أو واهم، مسحور أو مجنون، وهو الّذي لا ينشغل عقله النيّر، الثّاقب إلّا بالدّنيا وما فيها من ظلام وظلم كي يقشع الظّلام ويمحق الظّلم، كي يتمكّن بإبداعه النّبويّ أن يزهق الباطل وأن يحقّ الحقّ ويهدي إلى صراط مستقيم ويُسعد بنعيم أرضيّ مقيم. ألم ينعتوا الأنبياء بالشّعراء والمجانين والسّحَرة!
“أئنّا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون” (سورة الصّافّات، رقم 37، الآية 36) “كذلك ما أتى الّذين من قبلهم من رسول إلّا قالوا ساحر أو مجنون” (سورة الذّاريات، رقم 51، الآية 52) “بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر” (سورة الأنبياء، رقم 21، الآية 5) أوليس في الشّعر أحلام! أوليس في البيان سحر! أليس في الشّعر عشق وجنون!
الحضور للشّاعر غياب في لحظة الشّعر، اندغام في ومضة الحلم، والغياب حضور الغروب في لحظة الخشوع، وانمياث في ومضة التّأمّل وفي هدوء صلاة المغيب، لحظة البداية الإبداعيّة انبثاق لمعة سحر في حاضر يمثل أمام الشّاعر كمظلوم يتدلّى ويترنّح في مهبّ ريح، وعلى وجه آخر كعريس يختال ببهجة عروسه اللّامعة كقمر يتهادى في ليل ساجٍ. لقد كانت تلك اللّمعة السّاحرة ماضيًا، لكنّه لمّا يمت، ماضيًا عاش غمامة أولى في وجدان الشّاعر، تدبّ في روح القصيدة مستقبلًا يعجّ بصخب الحياة، وغدًا يتوق إلى نبوخذ نصّر، يحنّ إلى سميراميس في حدائقها المعلّقة في “بابل” السّاحرة، عاصمة التّاريخ والعشق والجمال، وقد تكون عنترة الفارس، يقاتل وتقطر السّيوف دمًا يشفي نفسه ويذهب سقمها، ولا يأبه الفارس لبسالته وسقمه وشفائه، لا يرى في احتدام اللّحظات والسّيوف إلّا لمعانها في وجه عبلة يفترّ عن بسمات تسبي النّفوس وتخلب العقول. يظلّ الماضي والحاضر مستقبلًا يرشح حلمًا لذيذًا، تكتنفه في آنٍ واحد عذوبة التّرقّب وخوف العذاب، حلمًا يفيض مشعشعًا بحلاوة أمشاج الرّوح الرّقيقة وبمرارة الأسى الّذي يحتلّ شعاعات الحبّ والوطن.
ماذا يفعل الشّاعر العربيّ؟ من أين يبدأ الكلام؟ وهو مضرّج بالحالة الرّاكدة، بالزّمن الكالح، بالوضع الجارح، وعليه أن يكتب منذ الكلمة الأولى! وسيكتب قصيدة وسيصدر ديوانًا، فهل يستند هذا العربيّ المبدع إلى جدار من حديد وإسمنت يستشفّ منه القوّة، أم يستند إلى بارقة حنين ساطعة تستكشف الانفصال عن زمان هستيريّ، قد يؤدّي إلى انفصام في شخصيّته المبتلاة بالهموم من كلّ حدب وصوب، من كلّ فجّ عميق وضحل! ولا يريد ولا يشتهي لوجوده ووجدانه أن يتأرجحا في لهيب الانشطار.
آهٍ، ما ألذّ هذه المتعة، متعة العذاب والولادة منذ بداية البدايات حتّى نهاية النّهايات السّرمديّة الّتي انتهاء لها! آهٍ ما أشهى الآلام في مخاض الكلام! يموت الشّاعر في البداية، منذ الكلمة الأولى ويبقى على شهوة للموت حتّى خلود الكلام في أصقاع الجرائد، في سجون الدّواوين ذات الجدارات السّميكة، لكنّه يصلّي عشقًا: “أيّتها الجدارات السّميكة النّمروديّة، ذات النّار الحارقة، كوني بردًا وسلامًا على صحف إبراهيم، على الأوراق النّاعمة، على القصائد العريانة”.
لا يوازي ولا يساوي نشوة شاعر بعد إبداع خالد إلّا فرحة فلّاح في ليلة مطيرة، سقى المطر الغزير زرعه بعد انقطاع طويل، فارتوى التّراب وأينع الحقل واخضوضرت السّنابل وامتلأت بقمح الحياة. الشّاعر فلّاح حقيقيّ، الاثنان يبدعان: هذا ليغذّي الجسد والوجود وذاك ليغذّي الرّوح والوجدان، الإنسان والأرض وجود واحد، الرّوح والجسد حياة واحدة.
قالت إليزابيث درو في كتابها “الشّعر كيف نفهمه ونتذوّقه” وقد ترجمه للعربيّة د. محمّد إبراهيم الشّوش، تقول عن الشّعر: “إنّه بشر يقول إلى بشر”، فالشّعر إنسانيّ بطبيعته، ولا يكون شعرًا إن لم يكن كذلك. وفي مقالته بعنوان “مادّة الشّعر” قال ماجد فخري وعلى وجه التّحديد والاختصار: “الإنسان هو مادّة الشّعر”، وقد قال أنّ كلّ ما يكتب من مواضيع أو أشياء، كانت بلا أيّ أهمّيّة ولا كان يُكتب عنها لولا صلاتها ووشائجها مع الإنسان، فالإنسان في الإبداع الفنّيّ يُكسب للأشياء قيمتها ومقامها الرّفيع: الطّبيعة، الوطن، الزّمان والمكان، حتّى الله المبدع الخالق لولا الإنسان ما كُتب عنه سطر واحد. ولذلك الشّعر منذ انطلاقته الأولى، منذ الهاجس الأوّل، الفكرة الأولى، الماقبل الكتابة إنسانيّ، يكتبه إنسان وموضوعه الأساسيّ إنسان ويوجّه لإنسان ويبقى إنسانيًّا إلى المابعد التّوصيل والتّلقي. الإنسان بإيجاز شديد محور الشّعر.
من الأدباء من يرى أنّه لا بدّ من توفّر لحظة الكتابة ومنهم من لا يعترف بذلك ويرون أنّ القصيدة ليست لحظة حلم مطلقة، بل هي مزيج يجتمع فيه الوعي بالحلم والثقافة بالتمرّس، الكثير من الشعراء يضايقهم الحديث عن لحظة الكتابة لديهم. “وكأنّهم لا يريدون كشف مطبخهم الشّعريّ أمام النّاس”، كما يقول محمود درويش. ولحظة الكتابة هذه ليست واحدة لدى الشّعراء جميعًا.
كلّ الشّعراء يرافقهم مخاض القصيدة، قبل أن تشرق كلماتها الأولى وترى النّور، ولكلّ سيرورة مخاضه وكينونة وجوده وصيرورة ظروف مكانه وزمانه ومستقرّ أمانه، فلا بدّ من كيان يحتضن الشّعر، هذا الكيان هو اللّغة الّتي تمنح النّصّ الحسّيّة الطّاغية دون إلغاء التّماسّ البشريّ الحارّ مع الفكر والتّأمّل اللّذيْن يشحنانه بالدّلالات العامرة بالحركة. والشّعراء ليسوا على حال واحدة في هذا، فمنهم من يبدأ الكتابة بعبث لغويّ جميل ومألوف ومنهم بداية نصّه تكون صورةً تائهة في ظلام شفّاف يخاله نورًا. ومنهم من تكون البداية عنده همهمة إيقاعيّة لا تفصح عن شيء. كلّ ذلك يحدث للشّعراء وما زال يحدث وسيبقى حتّى يجتمع شمل النّصّ ويلتئم في عمل ذي شكل لغويّ ملموس. ولقد تحدّث كثير من الكتّاب والشّعراء عن المرور في هذه التّجربة، وثمّة نماذج استقيتها من مقولاتهم، فلكلّ قصيدة قبل أن تكون منتجًا نهائيَا يقدّمه الشّاعر للجمهور ثمّة مسوّدة. هذه المسوّدة قد تكون أعظم من القصيدة نفسها لخلوّها من الرّقيب الاجتماعيّ والسّياسيّ، وفيها قدْر كبير من الحرّيّة والتّماهي، يلتقط فيها الشّاعر بعدسته كلّ شيء دونما قيود تحدّ من إبداعه.
في حديث لي مع صديقي الشّاعر مفلح طبعوني حول تشكّل النّصّ وجدت تشابهًا في موقفيْنا في هذه القضيّة، فالنّصّ عنده يبدأ ويقوم على عمود فقريّ فكريّ ووجدانيّ متين كأنّه جلمود صخر أو كليل امرئ القيس، لا تتحرّك نجومه فلا ينجلي عن إصباح، أو كليل الذّبيانيّ الّذي قاسى نصبه لبطء كواكبه وطويل معاناته، كانّ ما قاله طبعوني هو ما ذكرته أنا عن مسوّدة النّصّ، أمّا المركّب الثّاني فهو الأطراف والتّفاصيل القابلة للتّصرّف، وإذا كان العمود الفقريّ عنده صخورًا صمّاء، فالأطراف في ليونة حرير يتماوج على ظلال من مخمل في رحيق العبير وشذا الكلمات ذات الرّوائح المترنّحة مع ذبذبات النّسيم الصّباحيّ في ربيع دائم الجريان، والرّبيع دائم التّبدّل والتّجدّد.
كيف يتشكّل النّصّ وهل له متاهات سرّيّة حافلة بالظّلمة والمفاجآت والنّداءات؟ وهل لمكان ما قدرة على استدراج النّصّ دون غيره؟ ومن الّذي يحدّد وقت اندفاع سيل النّصّ أو بدء شرره أم هي دافع داخليّ عميق؟ كما قال أحدهم. كلّ هذه التّساؤلات هي دوافع للكتابة تختلف من شاعر إلى شاعر. فمنهم من يأخذ بها على الإطلاق ومنهم من يتحيّن بعضها ومن ثمّ يشرع بالكتابة.
كان محمود درويش يتحدّث عن بعض ما ينصبه من كمائن للإيقاع بالفريسة (القصيدة) كلون الحبر والورق ولحظة الكتابة، بينما كانت قصيدة نزار قباني تشقّ طريقها إليه وسط المحيطين به في أمسيات السّمر الشّعريّة الاجتماعيّة أو لقاءاته الأشدّ خصوصيّة، وقد يكون لمقود السّيارة دور أحيانا. وقديمًا كان حال الشّعراء كحالهم اليوم لا يتوافقون على دوافع معيّنة، بل إنّ للكبار ميادين خاصّة كالسّيف والحرب والحكمة والخمر والنّساء والحبّ يصدرون عنها فيبلغون أقصى التّجلّي في المعاني.
الكتابة أعظم ما اخترعه الإنسان، استطاعت أن تربط بين البشر من مسافاتٍ وأبعاد مختلفةٍ، لم ولن يلتقوا أبدًا ببعضهم البعض. تكسر الكتابة قيود الوقت، وتظهر أنّ الإنسان قادر على السّحر. (كارل سيغان) اسع للبحث عن سبب يجبرك على الكتابة، وتأكّد أنّه يسري في كلّ أنحاء جسدك، ثمّ أقسم أنّك مستعدٌ للموت إذا تمّ منعك من الكتابة. (راينر ماريا ريلك) أمّا (ناتالي غولدبيرغ) فقالت: “يعيش الكتّاب مرتين”. وعن الشّعر بالذّات قال (توماس جيفيرسون): “من أكثر المواهب قيمة هي عدم استعمال كلمتيْن عندما يحتاج المعنى لواحدة فقط”. “يجب أن تبقى ثملاً في الكتابة حتّى لا تحطّمك الحقيقة” (راي براد بوري) و(ساول بيلاو) ينهى عن تبديل القصيدة في مخاضها: “لا تُعدّل أيّ كلمة استيقظت لكتابتها في منتصف اللّيل”. (إسحاق عظيموف) يقول مشدّدًا على محفّزات الكتابة: “إذا حدث وقال لي الطّبيب أنّني سأموت بعد ستّ دقائق، فلن أجلس وأكتئب، بل سأكتب بسرعة أكبر”.
وعود على بدء، للفلّاح، فليس من شبه أكبر من شبه الفلّاح بالشّاعر في عمليّة الإنتاج والإبداع، الفلّاح في المخاض يطوّع ذرّات التّراب بما أوتي من آلات وقوّة وحبّ للأرض وشهوة جارفة، يطوّع الأرض الجرداء حتّى قبل حملها، وأثناء حملها وقبل آلام تصدّع سطورها وانشقاق أثلامها، قبل معاناة مخاضها، فتصبح بعد رحلة درب الآلام، بعد الكدّ والكدح أرضًا مزدانة ببساط خير ورزق مزركش، منمّق بوافر الثّراء، ذات ثمر ورواء، لذّة للطّاعمين والشّاربين. والشّاعر يعيش جذوة الإبداع كأنّها تمرة ذات مذاق رطيب ورحيق أخّاذ، إنّه مخاض الحالة الشّعريّة الّتي تسكن كوخ الإلهام، إنّه رأس الخيط الّذي ينادي فيمسك به الشّاعر كما يمسك الفلّاح برفشه ومعوله ومحراثه الخشبيّ، هذه الجذوة/ اللّمعة/ اللّحظة/ التّمرة هي الشّعلة المتدفّقة في جنبات الوجدان الشّاعريّ، في زوايا الرّوح تنثال انثيالًا فتؤجّج في الأصابع رغبة عظيمة، مشتهاة، تحثّ الشّاعر على الكتابة. احمل محراثك/ يراعك/ مغزلك/ مجدافك أيّها الحالم السّاحر الّذي طوى الأيّام والمسافات وركب البحار وذلّل الجبال، هناك عندها سترى النّور وتلامس الشّموخ، هناك ستقطف الأمل أزهارًا أبدعها القلم بعد رحلة المرارة اللّذيذة والإثارة الشّهيّة. فهزّ جذوع النّخيل يسّاقط علينا رطبًا جنيًّا.
أنت تكتب وقبل كنت تحبّ، ومن يحبّ ويكتب لا يكون حيًّا موجودًا فحسب، إنّك يهب الإنسان حياة جميلة ووجودًا بهيًّا، يبقى خالدًا خلود الشّعر، خلود الأرض. أنت تحبّ وتكتب ومن قبل كان ذاك الهاجس يبعث فيك، في روحك، في يديْك ألف إصبع وألف رويحة تنمو. وما أروع أن يأتي كلّ ثمر في موعده، بلا استقدام ولا استئخار!