أمسية ثقافيّة في المكتبة العامّة في باقة الغربية

تاريخ النشر: 14/05/25 | 10:34

شهدت المكتبة العامة في باقة الغربية، مساء السّبت الفائت أمسية ثقافيّة متميّزة للاحتفاء بإشهار كتاب “اللّغة في حياتنا”، من تأليف البروفسور محمّد أمارة والدكتورة هيفاء سامي مجادلة وسط حضور نوعي من المثقفين والمربين والأكاديميين والمهتمّين باللّغات وشؤونها التربوية والثقافية. أدارت الأمسية باقتدار أمينة المكتبة مديحة أبو عبيد، وافتُتحت بكلمة ألقاها رئيس بلدية باقة الغربية، الأستاذ رائد دقة، الذي عبّر عن فخره بهذا الإنجاز الثقافي، مؤكدًا أهمية اللغة كركيزة للهوية والانتماء، وأداة جوهرية في بناء الإنسان والمجتمع. كما أثنى على الجهود التي تبذلها إدارة المكتبة العامة وطاقمها في النهوض بالثقافة المحلية، وكشف عن قرب افتتاح طابقين جديدين في المكتبة، أحدهما سيكون مخصّصًا لتخليد ذكرى البرفسور فاروق مواسي، رحمه الله، والآخر ليكون بيتًا يحتضن الطلبة الأكاديميّين.ثم ألقت مديرة المكتبة العامة، السيدة فاتنة مجادلة، كلمة سلطت فيها الضوء على دور المكتبة في تعزيز المشهد المعرفي والثقافي، وعلى أهمية احتضان المبادرات التي تتمحور حول الكتاب والقراءة، مشيرة إلى أن هذا الإصدار يندرج ضمن رؤية المكتبة في دعم الإنتاج المعرفي المحلي.قدّم البروفسور غالب عنابسة مداخلة عميقة حول الكتاب، تناول فيها عدّة محاور مركزية، استهلّها بالتأكيد على أنّ هذا الإصدار هو ثمرة سنواتٍ من البحث والكتابة، جمع فيها المؤلّفان بين التجربة الأكاديمية والرؤية النقدية لقضايا تتقاطع بين اللغة، الهوية، والتربية اللغويّة. وأشار عنابسة إلى أنّ ما يميّز هذا الكتاب عن غيره من الكتب المتخصّصة هو شموليّته، إذ لا يقتصر على محور واحد، بل ينفتح على طيف واسع من المواضيع التي ترتبط باللّغة من زوايا متعدّدة، منها: اللغة والإعلام، اللّغة والسياسة، علم اللّغة الاجتماعي، وظائف اللّغة، اللّغة والذكاء الاصطناعي وغيرها. وقدّم قراءة في بنية الكتاب الذي يتوزّع على عشرة فصول، موضحًا كيف يجمع بين الرصانة النظرية والتطبيق العملي، ويقدّم محتواه بأسلوبٍ سلس. كما توقّف عنابسة عند عنوان الكتاب مشيرًا إلى بساطته الظاهرية وعمق دلالاته الرمزية، مؤكدًا أنّ هذا العمل يخاطب القارئ العام، والمثقف، والأكاديمي، مما يجعله مرجعًا مهمًّا لكلّ قارئ.أما الدكتورة آثار حاج يحيى، المحاضرة في كلية بيت بيرل، فقد تطرّقت إلى بعض مميّزات الكتاب، وركّزت في مداخلتها على مجال تناوله الكتاب وهو أثر اللغة على الصحّة النفسيّة، وأكدت على مركزية الكلمة في العلاقات الإنسانية، مشيرة إلى أن اللّغة ليست فقط أداة تواصل، بل مرآة داخلية تعبّر عن التوازن النفسي والانتماء الذاتي.في كلمتها المؤثّرة، تحدثت الدكتورة هيفاء مجادلة باسمها وباسم شريكها في التأليف البروفسور محمد أمارة، الذي تغيّب عن الأمسية بسبب حالة وفاة في عائلته. واستعرضت مراحل ولادة فكرة الكتاب، وكيف تطوّرت إلى مشروع تأليفي يدمج بين المعرفة، التجربة الشخصيّة، والهمّ العام. وبيّنت أن الكتاب يستند إلى رؤية مشتركة ترى في اللّغة أداةً مركزيّة يمتلكها الإنسان، لما لها من قدرة على التأثير والتغيير وبناء الهوية والوعي الفرديّ والجمعي. ودعت إلى إعادة علاقتنا باللّغة والنظر إليها نظرة مغايرة تخرج بها عن المفهوم ضمنًا، والحرص على تنشئة أجيال جديدة تعتزّ بلغتها وتتقنها.تخلّل الأمسية عرض فنّي تعبيري قدّمه الفنان سعيد سلامة بعنوان “ولادة”، استخدم فيه لغة الجسد والبانتوميم لتجسيد اللحظة الرمزية لانبثاق الكتاب إلى الحياة، بأسلوب صامت نابض بالدلالات.واختُتمت الأمسية بحوار مفتوح مع الجمهور، شارك خلالها العديد من الحضور بأسئلتهم ومداخلاتهم التي أثرت اللّقاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة