وَطَنِي
فخري هوّاش
تاريخ النشر: 02/05/25 | 8:06
رَسَمْتُ حُرُوفَكَ
شَجَرَةَ أقلامٍ، طيورَ جنةٍ
شَآبِيبَ رحمةٍ، صابونَ . .. هُمومٍ وترياق
وطني
حَرَثتُ الأَرْضَ، أَشْعَلْتُ النَّارَ لِرُكْوةالقَهْوَةِ
بَذَرْتُ الحَبَّ لِلدُّورِي
وَانْتَظَرْتُ حَدِيثَ السماء
وَطَنِي
اخْتَزَلْتُ مِنْكَ أَوَّلَ الهَجَائِيَّاتِ،
أَخَذْتُ مِنْ أَنْفَاسِكَ تَقَاسِيمَ الصَّمْتِ
وَتَرَكْتُ لَكَ لَحْنَ الحَرَكَات
وَطَنِي
عَلِّمْنِي كَيْفَ تُرْفَعُ قَوَاعِدُ البَيْتِ مِنَ الأَفْعَالِ،
شَكِّلْ لِي دُرُوبَ المُسْتَقْبَلِ، ابْنِ لِي الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ
افْتَحْ لِي أَبْوَابَ خَزَائِنِ المَاضِي،
اضْبِطْ لي إِيقَاعَ المَمْنُوعِ مِنَ الصَّرْفِ من الأَسْمَاء
وَطَنِي
تَعِبْتُ مِنْ رَسْمِ حُروفِكَ
وَطَنِي، أَشْرِبنِي أَبْجَدِيَّتَكَ
فَأَنَا عَلَى نَهْجِ البَلَاغَةِ قَائِمٌ
ضُمّنِي إِلَى شَاكِلَتِي، شَكِّلْنِي كَيْفَمَا تَشَاء
وطني
أَنَا مِنْ طِينِ تُرَابِكَ
حَصَباؤُكَ أَضْلُعِي
وَأَنْفَاسِي هَوَاك