كتاب: “ألوان في أدب الأطفال العربيّ: القصّة والشّعر”

إصدار دار: “الحديث للإعلام والطّباعة والنّشر” – عسفيا
بإدارة الأديب: فهيم أبو ركن.
الطّبعة الأولى: أذار 2025

ويسرّني اقتباس ما ورد في مقدّمة الكتاب للتّعرّف على مضمونه وفصوله وأهدافه.

المقدّمة
(الصفحات: 7 – 10)
لم يعد أدب الأطفال العربيّ فعاليّة إبداعيّة هامشيّة، بل اكتسب صفة الشّرعيّة، وأصبح معترفًا به كفنٍّ مستقلّ له مقوّماته وخصائصه، وكثر الأدباء الّذين يتوجّهون في كتاباتهم لجمهور الأطفال، وزاد عدد الكتب الصّادرة في اللّغة العربيّة للأطفال، سواء الكتب الأصيلة أو الكتب المترجمة، كما زاد الوعي بأهمّيّة هذا الأدب ودوره في عمليّة التّنشئة الاجتماعيّة، وبناء شخصيّة الطّفل المتكاملة، وبلورة قيمه واتّجاهاته ومواقفه، وإشباع حاجاته النّفسيّة المختلفة.
ورغم تأكيدنا على أنّ أدب الأطفال هو قبل كلّ شيء أدب تتوفّر فيه مقوّمات الأدب وخصائصه، إلّا أنّه يختلف عن أدب الكبار ويتميّز عنه بسبب اختلاف جمهور المتلقّين.
فالطّفل المتلقّي لأدب الأطفال يختلف عن البالغ المتلقّي لأدب الكبار في قدراته وحاجاته وميوله وتجاربه، وعلى أديب الأطفال أنْ يراعيَ هذا الاختلاف ليكون إنتاجه، في مضمونه وأسلوبه ولغته، ملائمًا لإدراك الطّفل. من هنا نرى الصّعوبة والإشكاليّة في الكتابة للأطفال الّتي تجمع بين العمليّة الإبداعيّة الفنّيّة والعمليّة التّربويّة النّفسيّة، وضرورة إقامة التّوازن بينهما.
ومع ذلك، تكشف النّظرة الفاحصة المتأنّية لأدب الأطفال العربيّ عدم تحقيق هذا التّوازن بين الرّؤية الفنّيّة الأدبيّة والرّؤية التّربويّة النّفسيّة في الكثير من الكتب والأعمال الموجّهة للأطفال، وتُظهر غلبة التّوجّه التّربويّ التّعليميّ في هذا الإنتاج على حساب النّاحية الفنّيّة الجماليّة.
في هذا الكتاب حاولنا التّطرّق إلى الجوانب الفنّيّة والعناصر الأساسيّة في الألوان الأدبيّة الرّئيسة الموجّهة للأطفال: القصّة والشّعر، دون إغفال الجوانب الأخرى.
في البداية، وفي التّمهيد استعرضنا، وبإيجاز، بداية ظهور أدب الأطفال العالميّ والعربيّ ومراحل تطوّر هذا الفنّ، ثمّ تناولنا مراحل الطّفولة وخصائصها لما لها من انعكاسات على طبيعة أدب الأطفال الموجّه لكلّ مرحلة فيها.
بعد ذلك جاءت فصول الكتاب الثّلاثة:
الفصل الأوّل: وفيه مادّة عن القصّة للأطفال وعناصرها: الفكرة والموضوع، الحبكة والأحداث، الشّخصيّات، الخلفيّة، اللّغة والأسلوب.
الفصل الثّاني: وفيه تطرّقنا لأنواع بارزة في القصّة الطّفليّة: القصّة المصوّرة، القصص على “ألسنة الحيوان”، والقصّة الواقعيّة.
الفصل الثّالث: وفيه مادّة عن الشّعر للأطفال بعناصره الفنّيّة وأنواعه المختلفة.
وفي كلّ فصل اقتُرِحت فعاليّات للبحث والتّوسّع.
ومن الجدير بالذّكر أنّ هناك أنواعًا أدبيّة أخرى توجّه للأطفال سواء في الفنّ القصصيّ أو في المسرحيّة، وهناك حاجة لإعداد دراسات أخرى في المستقبل حول هذه الأنواع.
أما الأهداف المتوخّاة من هذا الكتاب فهي:
1. التّعرف على المقوّمات والعناصر الأساسيّة للألوان الأدبيّة البارزة الموجّهة للأطفال: القصّة والشّعر.
2. إكساب المتعلّمين مهارات البحث والتّحليل والنّقد للأعمال الأدبيّة المختلفة في أدب الأطفال.
3. الوقوف على الإشكاليّة في أدب الأطفال بسبب الازدواجيّة الكامنة في هذا الأدب لجمعه بين الرّؤية الفنّيّة الأدبيّة من جهة والرّؤية التّربويّة النّفسيّة من جهة أخرى.
4. زيادة الوعي لدى المتعلّمين بأهمّيّة أدب الأطفال ودوره في تنشئة الأطفال وإشباع حاجاتهم النّفسيّة المختلفة.
5. تشجيع المتعلّمين على “الإبداع” في أدب الأطفال سواء بالكتابة أو الرّسم وغيرها من المجالات المرتبطة بالموضوع.

ولتحقيق هذه الأهداف نقترح على المعلّمين في الكلّيّات وعلى كلّ من يقوم بالتعامل مع الموضوع في الأطر التّعليميّة والمجالات المختلفة ما يلي:
1. إشراك طلّابهم بصورة فعّالة في دراسة الموضوع من خلال:
– الإكثار من قراءة النّصوص الأدبيّة الموجّهة للأطفال وتناولها بالتّحليل والنّقد والمقارنة وفقًا للمعايير المعروضة.
– التّوجّه للمراجع والمصادر الملائمة للاطّلاع على النّظريّات والآراء المختلفة وتناولها بالتّمحيص والتّحليل والنّقد.
2. حثّ الطّلّاب المتعلّمين على التّوسّع والاستزادة في الموضوع، والانطلاق من المادّة الواردة في هذا الكتاب لمزيد من البحث والتّنقيب بصورة ذاتيّة مستقلّة.
3. ربط تدريس المادّة بالواقع وبصورة خاصّة المتلقّين أنفسهم وذلك بالتّوجّه إليهم للتّعرّف على ميولهم ورغباتهم وردود فعلهم المختلفة: التّعرّف على الكتب المفضّلة لدى الأطفال وأسباب تفضيلهم لها، التّعرّف على آرائهم ومواقفهم من كتب الأطفال المقروءة من حيثُ المضمونُ والأسلوب والإخراج.