عِيدٌ بأيَّةِ حَال ٍعُدْتَ يا عيدُ
( شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار - الجليل - فلسطين )
تاريخ النشر: 09/04/24 | 17:02( ” قصيدة ٌ نظمتها على نمطِ قصيدةِ أبي الطيِّبِ المتنبِّي المشهورة في هجاءِ كافورالإخشيدي العبد الأسود حاكم مصر وعلى نفس الوزن والقافيةِ ، وقد أخذتُ صدرَ البيت الأول منها ووضعتهُ بين قوسين كتضمين ، وهي مهداةٌ إلى الأحرارالشُّرفاء الثائرين على الظلم في في هذا العالم … ومهداةٌ إلى كلِّ عربيٍّ مؤمن حُرٍّ وشريفٍ مُتسَربلٍ بالمبادىء والمُثل “) :
“عيدٌ بأيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ” – بالعَسْفِ بالقصفِ..للأهوالِ تصعيدُ
إنَّ الأحبَّة ذاقوا القهرَ وانتكبُوا – مصيرُهُمْ قد سَاسَهُ مَسْخٌ وَنمرُودُ
الإمَّعَاتُ هنا في الخير.. في نعمٍ – والجهبذ ُ الحُرُّ مقمُوعٌ وَمنكودُ
نامتْ نواطيرُ أرض الطُهرِ مُذ زمنٍ – ويرتعُ الثعلبُ المَكّارٌ والدُّودُ
نامت نواطيرُأرض العُربِ قاطبة – وذاقَ نارَ اللَّظى أحرارُها الصِّيدُ
فالموتُ أصبحَ شهدًا للألى انتكبو-ا – إنَّ المنايا بوجهِ الذلِّ قِندِيدُ
فالشَّعبُ إن هَبَّ لا تثني عزيمتهُ – كلُّ العوالمِ …لا بيضٌ ولا سُودُ
والنصرُ يأتي بعونِ اللهِ مُؤتلقا – سيُدْحَرُ البغيُ.. ربُّ العرشِ موجودُ
عنادِلُ الحبِّ لا شدوٌ ولا أرَنٌ – متى يعودُ لها شدوٌ وتغريدُ
نوحُ الحزانى تعالى في مرابعِهَا – فوقَ الرَّوابي لترجيعٌ وترديدُ
العيدُ عادَ وَصوتُ الظلمِ مُرتفعٌ – والشَّرُّ والرّجسِ لا يثنيهِ تنديدُ
العيدُ يأتي وأهلُ الحقِّ في ألمٍ – تلكَ الجراحُ لها ما كانَ تضميدُ
العَسْفُ قد عمَّ هذي الأرض قاطبة – فالعدلُ مُنتهَكٌ والحقُّ مَوْءُودُ
كم من بلادٍ سوادُ الليلِ يغمرُهَا – سكانها الصِّيدُ أقوامٌ صناديدُ
كم من ديار ٍ بُعَيْدَ العزِّ فانتكبَتْ – والكونُ يصمتُ، دربُ الحقِّ مَوْصُودُ
إرادة ُ الشَّعبِ لا طغيانَ يُوقفها – تهوي العروشُ إذا ما كانَ توحيدُ
فالشَّعبُ إن هبَّ لا تثنيهِ عاصفةٌ – وموعدُ الفجرِ والتحريرِ منشودُ
تقرُّ عيونُ الثكالى والألى انتكبوا – وينعمُ الأهلُ … قد تحلو المواعيدُ
والشَّعبُ يَحْيَا فلا هَمٌّ يُؤرِّقهُ – تُجنى الثمارُ لهُ ثمَّ العناقيدُ
وتُشرقُ الشَّمسُ للأبرارِ قاطبةً – والحقُّ يرجعُ ..كم تسمُو المَواجيدُ
يُحَرَّرُ الوطنُ المكلومُ من طغمٍ – والفجرُ يبسمُ تزدادُ الزَّغاريدُ
أنا العروبةُ في شعري وفي نغمي – أفدِي مَرَابعَهَا … للحُبِّ غِرِّيدُ
شعري لنهضةِ شعبي بتُّ أنظمُهُ – لا للطغاةِ وفيهِ يشمخُ الصِّيدُ
ويبسمُ الزَّهرُ ، والأطيارُ صادِحَةٌ – والغيثُ يهمي وفيهِ تُخصبُ البيدُ
حَلَّقتُ في أفقِ الإبداع ما ذُكِرَتْ – ” وجناءُ حرفٌ ولا جرداءُ قيدُودُ ”
وما وقفتُ على الأطلالِ أندُبُهَا – مثلَ امرىءِ القيسِ بالإبداعِ مشهُودُ
وإنَّني الثَّائرُ المغوارُ في زمني – ربُّ المكارمِ بالإبداع مَحْسُودُ
وإنَّني شاعرُ الأحرارِ قاطبةً – شعري يُرُدِّدُهُ الصِّيدُ الصَّناديدُ
يفرنقعُ البُهْمُ والأوباشُ من لغتي – شعري لهُ يطربُ القيثارُ والعودُ
نيرانُ شعريَ لا أنفكُّ أطلقَها – صواقُ النارِ للعُدوانِ تسديدُ
ما بعتُ للغيرِ سيفي لا ولا قلمي – لم يغوني الحُسنُ والغيدُ الأمَاليدُ
ربُّ القوافي أنا والفنِّ كم شهدُوا – أنا السَّنا والعُلا والبأسُ والجُودُ
ربُّ المبادىءِ كم ضحَّيتُ في وطني – بذلتُ عُمري.. شبابي.. فهْوَ مَكدُودُ
والغيرُ باعَ ضميرًا للألى َظلمُوا – وَنكَّسَ الرَّأسَ … بالتفكير ِ مَحْدُودُ
لا يمدَحُ البغيَ إلا عاهِرٌ قذِرٌ – الظلمُ يَمدَحُهُ القومُ الرَّعَاديدُ
وعندنا نحنُ كم مِنْ آفك ٍ قذر ٍ – بَاسَ النِّعالَ بثوبِ الذلِّ منضودُ
كم ناقدٍ عندنا نذل وَمُرتزق – وعندهُ العقلُ طول العُمرِ مَسْدُودُ
هُوَ العميلُ وتحتَ النّعلِ منتزلةً – مُدَجَّنٌ لطريقِ الخزيِ مَرْصُودُ
عندَ الأراذلِ مَحظوظ ٌ وَمُبتهجٌ – عندَ الأشاوسِ مَنْبُوذ ٌ وَمَطرُودُ
الحُرُّ يبقى منارَ الحقِّ سُؤدُدَهُ – أمَّا الخَؤُونُ عدوُّ الحقِّ مَكمُودُ
نالَ الوظائفَ أهلُ الرِّجس.. مَنْ فسَقوُا … للعاهرِ النذلِ والفسَّادِ تحديدُ
وطغمةُ الشّرِّ للأوغادِ تحضنهُمْ – … أما الكريمُ فمَنبُوذ ٌ وَمَهْدُودُ
وَنحنُ في زمنِ الأنذال.. كم رَتعُوا – والجَهْبَذ ُ الحُرُّ والمِقدامُ مفقودُ
أضحى المُبجَّلَ في عصرالخنا نتنٌ – وَغدٌ قميءٌ وَمَعتُوهٌ وَقعديدُ
لكعُ بن لكع ٍ زعيمُ الناسِ سيّدُهُمْ – يُلقي المواعظ … للأرجاسِ تمديدُ
كلُّ الوظائفِ دونَ النعلِ أرفضُهَا – وَظائفُ الذلِّ للأحرار ِ تنكيدُ
جوائزُ الذلِّ والتطبيعِ أنبذها – قد نالهَا في الخنا الأوباشُ والبُودُ
وإنَّني الحُرُّ والمقدامُ يا وطني – وليسَ في القولِ والأفعالِ تفنيدُ
دروبيَ الشَّوكُ لا أنسى مَسالكَها – كم سرتها في الدُّجى .. ما كانَ تعبيدُ
وحاربتني حُشُودُ الشَّرِّ قاطبةً – واللهُ ينصرُنِي والكُلُّ موْصُودُ
وإنَّني الغيثُ أروي كلَّ مُضطرمٍ – صَادٍ كئيبٍ عنِ الإنعامِ مصْدُودُ
وإنَّني الفارسُ الصِّنديدُ يعرفني – كلُّ الأشاوس ِ … في الجُلَّى لمَعْدُودُ
وإنَّني الأرضُ في شوق ٍ وفي ظمَإٍ – للخيرِ والبِرِّ تأتيني الأجاويدُ
وعندنا أصبحَ الإعلامُ مَهزلةً – للجهبذِ الحُرِّ تعتيمٌ وتجميدُ
صحافةُ الزِّيفِ للأوباشِ نرفضُها – وكرُ العمالةِ فيها النتتنُ موجُودُ
تُوَظِّفُ الأخرَقَ المَعتوهَ لا قِيَمٌ – والجَهْبَذ ُ الحُرُّ والمقدامُ مَبْعُودُ
صحافةٌ عندنا مأجورةٌ نتنتْ لخدمةِ الشَّرِّ … للأوغادِ توطيدُ
وَمنبرٌ هي للأنذالِ قاطبةً – أمَّا الشَّريفُ فمَنبُوذ ٌ وَمَجْحُودُ
وللدَّعارةِ ما زالتْ ركائِزُهَا – للرِّجسِ تبقى وللأقذار ِ تحميدُ
وما دُعِيتُ للقاءٍ في منابرِهَا – يُدعَى إليهَا خؤونٌ ثمَّ رعديدُ
وإنَّهُمْ بجَّلوا الأرجاسَ وَيْحَهُمُ – يا للعَمالةِ … للطاغوتِ تمجيدُ
كم حاربوني فلا قَرَّتْ عيونُهُمُ – بالرُّغمِ من أنفِهمْ في النَّجمِ مَشدُودُ
لا ينشُرُ الشِّعرَ لي نذلٌ وَمُرْتزَقٌ – هوَ العميلُ بثوبِ الخزيِ مولودُ
كانَ انتشاري ورُغمًا عن تآمُرِهِمْ – همْ في الحَضيضِ، أنا بالخيرِ محمودُ
وشُهرتي وَصَلتْ للكونِ أجْمَعَهُ – أنا الأبيُّ وأقوامي الأماجيدُ
منَ المحيطِ إلى أقصى الخليج روَى – شعري الأشاوسُ..كلُّ العُربِ تمجيدُ
وإنَّني للعُلا والمَجدِ .. مُنطلقي – .. وأنني للمَدى فكرٌ وتسهيدُ
أبقى نظيفًا أبيًّا دائمًا أبدًا – أنا لربِّي .. لصوتِ الحقِّ ترديدُ
بعون ربِّي صُروُح الرِّجسِ نهدمُهَا – مَعاقلُ النورِ والإيمانِ توطيدُ
( شعر : الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )