أصداء الروح!

بقلم : د . ادم عربي

تاريخ النشر: 30/03/24 | 17:54

* الشعر في نوعه الادبي خلقاً

الشِّعرُ تَحليقٌ وتخليق

الشاعرُ لا يقولُ الشِّعرَ

الشِّعرُ يقول

الكلماتُ في أشكالِها

الأفكارُ في صُورِها

دونَ ذلك فضول

أشربُ الرملَ

من يدِ القبيلةِ عندما

أَظمأُ في طريق الأنبياء

أُحاورُ الأفعى

قبل قتلها عندما

يكونُ الحوارُ

واجبَ الصحراء

أسقتني مِنَ النبعِ بيدِهَا

أسقيتُهَا مِنَ الحبِّ بفمي

قالتْ لي:

تَغَطى بجسدي في الليل

قلتُ لها :

تَعَري مِنْ جسدي في النهار

هاتِ حُبَّكَ يا ربَّ الملعونينَ بِحُبِّكَ

خذي حبي بيأسِ الملعونينَ مِنْ حُبِّكِ

تركتْنِي أنامُ على صدرِهَا مَعَ الحمام

تركتُهَا تعبثُ في شعري بالقمح

تاريخُهَا تمثيليةٌ دينيةٌ مِنَ القرونِ الوسطى

كانَ يدخلُ فيها

الآلهةُ والقديسونَ والشياطين

ورودُهَا

السرُّ

الخفيّ

يُعْرَفُ السرُّ الخفيُّ

بالوحيِ

ولا يُفهمُ فهمًا كاملا

جمالُهَا طقسٌ دينيّ

يوقعُ السعادةَ الدائمة

في قلوبِ الجُدُدِ مِنِ الداخلين

أنا كاهنُهَا اليونانيّ

معلِّمُ أسرارِ الآسِياتِ مِنَ القرنفلِ

تعليمًا عالما

في الليلِ

كانتْ بجسدِهَا الأبيضِ للشياطينِ

متعةَ العقل

وفي النهارِ

كانتْ بروحِهَا السوداءِ

حلقةَ النار

بيعيني

مِنَ فِسْقِكِ في الأحلامِ

ما يُسْعِدُ القديسين

فِسْقُكِ

بالذهبِ أشتريه

وبمدينةٍ مضتِ الزلازلُ فيها بالدمار

رَفَضَتْنِي لأني نصفُ إله

ولشعبي الخرافةَ

الناقصة

دقتني بكعبِهَا

وهي تُغْرِقُنِي

في المياه

وهيَ تصنعُنِي

قمرًا

منْ حديدِ الميتافيزيقيا

كَوَّنْتُهَا مِنْ فكرةٍ

تكونُ

الإيمان

في شارعِ فيكتور هيجو

اشتريتُ مِن ورودِها

باقة

سألتُهَا

عَنِ

اسمِهَا

“ليسَ لي مِنْ اسم!”

قالت

حانقة

الورودُ التي بيدي بكتْ

ذبلتْ

وجفت

على الرصيفِ

تحتَ الأقدامِ تكسرتْ

وتبعثرت

صارتِ السماءُ

بنجومِهَا

على الأرض

نجومٌ منطفئة

رمادُهَا

قصصُ الملعونين

العالمُ أزقةُ الموتِ

النائحةُ في الصراخِ والنباح

جدائلُ شعرِكِ الأشقرِ بشاعةُ العالم

كوابيسُ الليلِ ثديُكِ

لعناتُ المصابيحِ ساقُكِ

أمواجُ الحربِ الهائجةُ في الشتاءِ والأسرار

جحافلُ وَرْكِكِ الأحمرِ زلازلُ العالم

حدادُ الأزهارِ ظِلُّكِ

نحنُ أماني العقولِ التي تزهرُ في كأسٍ محطمة

وأهواءُ النفوسِ الملعونة

نحنُ مصائرُ سقوطِ الأمطار

نحنُ أبناءُ زنا الأشجار

الغدُ لا يوجدُ في مستقبلِ نحلةٍ مقدسة

الغدُ نحنُ في الأمسِ كما كنا

قصيدةُ الانتحار

فلنكنْ أطفالاً صغارًا لا نحلم

ولا ننادي

ونخافُ مِنَ السقوط

فلنكنْ أطيارًا كبارًا بلا أجنحة

وبلا مخالب

ونجازفُ بإلقاءِ أنفسِنَا مِنْ فوقِ الغصون

فلنكنْ أسودًا صغارًا تهاجمُ أسودًا كبارًا

وذئابًا

ونأكلُ لحمَ بعضِنَا مَعَ الصقور

غَرَقُنَا في المحيط محنةٌ للأسماك

جثثُنَا تخنقُهَا

الطافيةُ على سطحِ الماء

ضياعُنَا في الوجودِ ضياعُ الوجودِ فينا

لُقيا الأمرِ الواقع

الفراقُ عندَ اللقاء

احترقَ الذهبُ في أوكرانيا

حقولُ النار

اللهب

تحطمَ الموجُ في غزة

بحارُ الماس

العدم

تمزقَ الأزرقُ في أمريكا

مرايا العشاق

الملل

جفَّ الماءُ في الفولغا

ثلوجُ الحرب

ذابتْ

زالَ اللونُ في الساحةِ الحمراء

ضحكاتُ الموت

تصادتْ

رقصَ التاريخُ في الكرملن

دموعُ “البالالايكا”

سالتْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة