غزّة أرضيّة (8)

علي هيبي

تاريخ النشر: 11/02/24 | 9:49

شهادة

أعترفُ أنّي بذيءْ
ولمْ أزعمْ في مرّةٍ
أنِّي في كاملِ عقلي
ولا أنِّي بريءْ
وكيفَ أكونْ
في هذا الزّمنِ الأميركيِّ
المجرمِ والبشعِ ولا أرى
كيفَ أكونُ بغيرِ عيونْ
وهذا الوضعُ الأمميُّ المجنونْ
يترنّحُ كالسّكّيرِ
في كلِّ الخمّاراتِ الغربيّةِ
ويخبطُ خبطَ عشواءَ
كالرّجلِ المأفونْ
ويهيمُ في وهمِ ظلامٍ كالملعونْ
إسراديبوسُ منْ غيرِ طريقٍ
يسري معْ لعنتِهِ كالمجنونْ

الرّسالة

أبلغْهُمْ يا “كعبي”
أبلغْهُمْ يا “أشرفُ”
بأنَّ رحيلَ اللّؤمِ الأميركيِّ
عنْ النّهريْنِ
موقفُ كلِّ عراقيٍّ
في القسْميْنِ
الشّرقي والغربي
وبكلِّ طوائفِهِ ومشاربِهِ
وعلى المستوييْنِ
الرّسمي والشّعبي

لا جدال

لا جدالْ
الميدانُ يقولُ
والأيّامُ واللّيالْ
القصارُ والطّوالُ
الطّوالْ
البحرُ منْ ورائِنا
وها هيَ الجنودْ
منْ أمامِنا
ومنْ أمامِنا الحدودْ
والميدانُ واسعُ المجالْ
هو المعادلةُ الصّحيحةُ
بينَ بيتِ المقاومةِ المتينِ
وبيتِ عنكبوتِ الاحتلالْ
هذا هوَ التّصميمُ والثّباتُ والإرادة
بينَ حبِّ الحياةِ الكريمةِ والشّهادة
أوِ القبولِ والرّضوخِ للإبادة
لا جدالْ
إنْ قصُرَ الزّمانُ
وإنْ طالَ المطالْ

أيمكنُهُمْ النّوم

لا ريبَ
يا حبيبتي لا ريبْ
أنَّ أربعَمئةِ مليونِ عربيٍّ
وأنَّ ألفًا وخمسَمئةِ مليونِ مسلمٍ
لمْ يغيثوا مليونيْنِ في غزّةَ
منَ إخوانِهِمْ المحتاجينَ المسلمينْ
منَ المرضى والجرحى
وناموا جائعينْ
ولا أنْ يدخلوا أدويةً وطعامًا
وما حضّوا على طفلٍ مسكينْ
وهمْ أتخموا بالطّعامِ والغذاءْ
ثمَّ ناموا بفراشٍ وصفاءْ
يمنعونَ الماعونَ وهمْ هانئونْ
أقولُ لغزّةَ بافتخارْ
الصّمودَ الصّمودَ
في أيّامٍ ذاتِ مسغبة
صلّوا معَ المسيحْ
يا اللهُ أعطِنا خبزَنا
كفافَ يومِنا لنفلحَ في التّجربة
أقولُ للمسلمينَ بانكسارْ
في أيّامٍ ذاتِ معيبة
لماذا خلقْتَهُمْ يا ربُّ
وضاعوا في غياهبِ التّجربة
لا ريبَ يا حبيبتي
ذلكَ لا ريبْ
شُنارٌ عليْهِمْ
وعارٌ
وخزيٌ وعيبْ

بذاءةٌ في مكانِها

النّظامُ العربيُّ الرّسمي
ملكًا ورئاسة
ليسَ قدرًا مكتوبًا منَ السّماءْ
ولا أمرًا منَ الرّبٍّ
ولمْ يأتِ بالتّصويتِ
ولا بالحسمِ
منَ الأرضْ
ولمْ يردْ في أيِّ حديثٍ منْ سُنّةٍ
أوْ في أيِّ آيةٍ منْ فرضْ
النّظامُ العربيُّ الرّسمي
ملكًا ورئاسة
رجسٌ ونجاسة
منْ شيطانٍ لنْ اجتنبَ
هذا العربيَّ الرّسمي
لا أملكُ إلّا أنْ أضعَ طبقًا في عنقِهْ
وفي عضوٍ منْ أعلى جسمِهْ
أضعُ عضوًا منْ أسفلِ جسمي

رحلةٌ باتّجاهيْن

ذهابًا
منْ صعدةَ إلى غزّة
منْ يمشِ في هذا الشّارعِ
يشعرْ منْ أولى خطواتِهِ
وفي آخرِ خطواتِهِ
بنقعِ غبارٍ الخيلِ
ممزوجًا معْ عرقِ العزّة
إيابًا
منْ غزّةَ إلى صعدة
تبتهجُ الرّوحُ بدربِ الثّورةِ
على جسرِ العودة
وفي غزّةَ سنعيدُ الرّوحَ
إلى الدَينِ السّمحِ
وبعدَ قتالٍ ضارٍ
سنعيدُ الإسلامَ ومجدَه
بعدَ قتالٍ ضارٍ وفلاحْ
معْ كلِّ مسيلمةٍ وسجاحْ
وكلِّ أكاذيبِ نبوءاتِ الرّدة

منَ اليمنِ السّعيد

رسالةٌ منْ بابِ المندَبْ
إلى كلِّ نظامٍ عربيٍّ
أعرجَ أو أعمى
مريضٍ برذالتِهِ أوْ أحدبْ
لا حرجَ عليْكُمْ يا قُصّرُ
استقمِ الآنَ وسرْ وطنيًّا
انظرْ وتأمّلْ قوميًّا
انصبْ قامتَكَ
وارفعْ هامتَكَ
واحملْ قصفةَ زيتونٍ
واحملْ روحَكَ في كفِّكَ
ولا تبقَ غريبًا عنْ أمّتِكَ
كبعيرٍ أجربْ
كافحْ هههههههه
أنَّكَ أحقرُ منْ أنْ تقوى
لذلكَ اصمتْ وتأدّبْ
لا تتلوَّ كسكّيرٍ ثملٍ
ولا تترنّحْ في مشيِكَ كالخنثى
ولا تفقدْ أعصابَكَ أمامَ الأعداءِ
كمجنونٍ أجدبْ

رسالةٌ موجزة

وثانيةٌ منْ صنعا
لكلِّ نظامٍ عربيٍّ أقعى
كالكلبِ اللّاهثِ جاءَ
ليلعقَ تعبَ خيانتِهِ
وينسّقَ أمنيًّا
ويحرسَ جُحرَ الأفعى

رسالةُ خيرِ الكلام

وثالثةٌ منْ حَجّة
تقولُ إذا رحبَتِ الأرضُ بنا
سنجعلُ موسمَنا القادمَ حجّا
سنأتي بسلاحٍ
منَ الأعمقِ نفقًا أوْ فجّا
سنجعلُ قبلتَنا الأولى في غزَةَ
في العامِ الهجريِّ القادمِ
منذُ الأوّلِ منْ ذي الحِجّة

أربعُ صورٍ بأمِّ العين

رأيْتُ في غزَةَ طفلةً موجوعة
يرشحُ دمُها
منْ يدِها المقطوعة

رأيْتُ في غزّةَ طفلًا محزونًا
قالَ: “بس خلّوني ألعبْ”
قالَها وتعذّبْ
يا جيشًا ملعونا

رأيْتُ في غزّةَ شيخًا أعمى
كانَ أنفُهُ مهتوما
وفمُهُ مكلوما
وجبينُهُ
ومساحاتُ الرّأسِ جميعًا تدمى

رأيْتُ في غزّةَ امرأةً ثاكلْ
فقدَتْ طفليْها
وسمعْتُ تقولُ الحمدُ للهْ
بحزنٍ صابرْ
وصوتٍ عاقلْ
نظرَتْ للطّفلِ الأوّلِ
بوجومٍ حائرْ
نظرَتْ للطّفلِ الثّاني
بوجهٍ حانٍ وظهرٍ مكسورٍ حانِ
فيهِ بشرٌ طاهرْ
وسناءْ
يرشحُ منْ إيمانٍ وبلاءْ
قالَتْ لمْ ترحمْنا أربابُ الأرضِ
فارحمْنا يا ربَّ الأربابِ
بوابلٍ منْ رحمةِ السّماءْ

الرّسالة

نحنُ لا نستسلمْ
ننتصرُ أوْ نموتْ
قالَها أنطوني كوينْ
عنْ عمرَ المختارْ
قبلَ سنينْ
وهوَ يعرفُ لكرامةِ موقفِهِ
أنْ سوفَ يموتْ
وأنَّ المشنقةَ حاضرةٌ
والكفنَ الطّاهرَ والتّابوتْ
وقالَتْها أمسِ طفلةٌ في غزّة
بعدَ المختارْ
فهزّتْ أركانَ فؤادي هزّا
وأجرَتْ في وجداني عزّا
كالأنهارْ

الأميركيّ

حتّى الآنَ
ذاكَ الأميركيُّ البشعُ
لمْ يتأكّدْ
أنَّ الجيشَ الإسرائيليَّ
يقتلُ أطفالًا ونساءً
وما زالَ الجيشُ يتوعّدْ
بقصفِ بيوتِ النّاسِ
ولمّا يتأكّدْ
ذاك الشّيطانُ الأبيضْ
وذاكَ الغولُ الأسودُ
في البيتِ الأبيضْ
ما زالَ يوسوسُ كالخنّاسْ

شذوذٌ سياسيّ

التّيّارُ الجارفُ
يدعو نتنياهو أن يرحلَ
أنا ضدُّ التّيّارِ الجارفِ هذا
أتمنّى أنْ يبقى
كيْ يصلى نارًا في غزّةَ
ويصلى نارًا أخرى منْ بعدُ
لا يصلاها إلّا الأشقى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة