ثلاث قصائد

ليلى عبد الله

تاريخ النشر: 13/01/24 | 9:58

بينَ غلافيْن

بعد أنْ دفنوا الكلمات
بين دفّتيْن
غلافِ الصمتِ
وغلافِ غزةَ
جاءَت الآيات
كطوقِ نجاةٍ
قبل الغرق
في آبار الصمتِ
في صحاري الخوفِ

يا دمي النازف قهراً
فوقَ جثّةِ الصمتِ
لن أكونَ حسرةً مدفونةً
ولا دمعة مقهورةً
سأكون إيماناً عميقاً
أملاً منيراً
ثباتاً راسخاً
شموخاً
طموحاً
توكّلاً
يأخذُنا حيثُ المبتغى…

عطرٌ سماويّ

اضمحلّ النهار
وعلى أعتاب الليل
خلعوا نعالهم
واختفوا في ممرّاتٍ
طِوال
إلى الوادِ المقدّسِ
لم يلتفتوا
لكنّ أشواقنا تتبعهم
تركوا كلماتهم معلقة
على مشاجب المكان
وابتساماتهم…
على صفحات القلوب
لا يمحوها الزمان
ركبت أرواحهم
غيمات الدخان
وتصاعدت
حيث لا زمانَ
حيث لا وجودَ
للوحوشْ
رحلوا تاركين خلفهم
عطراً سماوياً
صمتوا…
وضجيج صمتهم
يهزّ الكيان…

كلُّ شيءٍ هيَ

رغم إعلانها منطقة محرّمة
عليّ.. على أهلها
والحكم علينا بالغربةِ
فوقَ ترابها
لكنّها حاضرة
في كلِّ تفاصيلي
لم تغادرني
ولن أُغادرَها
تحضّني بالخفاء
تقبّلني بالسّر
من وراء جُدرهم
يؤلمني شوقها
وأنا أمشي فوقَ شوكها
لمعانقتها وضمّها
سَلوا قلبي عنها
لتنسابَ أنهار حبّي
سلسبيلا
وإن خيّروني…
لن يكون لها بديلا
رغم سوء النوايا
وسواد الأيّام
لا يضاهيها شيءٌ
وكلُّ شيءٍ هيَ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة